HAM3ON Telegram 2294
‏﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ
استوقفني بعض ما احتفّ بهذه الآية الكريمة من أحوال ومناسبات جعلتها مشحونة بمعان ودلالات عظيمة:
• أولها: كونها في سورة الأنعام، سورة المفاصلة بين الكفر والإيمان بالحجج والبراهين..!

• ومن ذلك: ما رُوي في نزولها:
"أن المشركين جادلوا الرسول ﷺ في أكل الميتة وقالوا: أتأكلون ما تقتلون ولا تأكلون ما قتله الله عز وجل؟!"

فمن دلالات ذلك قصور العقل البشري عن إدراك حقائق صغرى فضلًا عن إدراك الحقائق الكبرى المتعلقة بالوجود والغيبيات وحِكَم التشريع وأسراره..!
وليكن هذا الاعتراض وما شاكله كفَتِّ العظم الرميم واستبعاد إحيائه مثالًا لجهالة العقل البشري (البسيط)!

أما جهالة العقل البشري (المركب)
المتمثل في (بعض) نتاج الفلسفة فهو وليد قصورين:
- قصور (جبلِّي): في العقل البشري.
- قصور (منهجي): في تحييدهم الوحي جهلا أو عمدًا، وفرحهم بما "يظنونه" علمًا!
والنِّتاج هو مذاهب خِداج متناحرة..ترجم بالغيب ثم تتراجم هِيَهْ!

ومن تأمل الخلاف العريض والتصدع الكبير في مذاهب الفلسفة القديمة أو الحديثة -أدنى تأمل- يجد عجبًا من تناقضهم وتضادهم في الأُسّات والمعاقد..!

وإن في ذلك لشهادة بالغة على قصور العقل البشري وأنه لا قوام له ولا استقامة إلا بالوحي..

وأن العقل قاصر في ذاته، لكنه قابل لتلقي النور الإلهي، كما أن العين قابلة للإبصار عند الضوء؛ وإلا فليس إلا الظلام والتخبط..!

وهؤلاء -عباقرة الفلاسفة- مثلا لأعلى درجات ذكاء البشر، ومع ذا فَهُم بعلومهم ليسوا إلا كهباءة في مقابلة مؤمن عامي يقرأ القرآن ويدرك ما فيه من حقائق وجودية وغيبية بيسر وسهولة وتوافق مع الفطرة ومع الوجود، مُتوَّجةً بحقيقة التوحيد العظمى التي هي العلم كلّ العلم..
والتي أقفرت منها علوم أولئك؛ فباءت بالمَحْل والمُحال!

فما ظنك بالمؤمن العالم -أيًّا كان فنه- الذي ينطلق من ثوابت راسخة، في منهج مستقيم، ومحجّة بيضاء ينتهي فيها إلى ما سمع..!
وله مرجع محكم يردُّ إليه كل متشابه..!

ولذا فإن القرآن الكريم بعدما أرسى دعائم الإيمان الكبرى في الفاتحة، وتهيأت النفوس لتلقي مراد ربّ العالمين من عباده؛ كان أول ما ابتدأها به (الإيمان بالغيب) فهو الحَكَمَة الوثيقة لكل ما سيُقضى في الكتاب بعدُ من أحكام الشرع، وحِكمه، ومقاصده..
وما سيُثنّى فيه من الأخبار الماضية والمستقبلة..
وفوق هذا كله ما أخبر به جل ثناؤه عن نفسه، وملائكته، وأنبيائه، وكتبه، ولقائه..
في نظم نسيق، ورباط وثيق، ونسج لا اختلاف فيه ولا نشوز، وتفصيل يزيد الحق بلجًا، والباطل فلجًا.

وتآزر بديع بين آيات الله الشرعية والكونية؛ فيَفْسُر بعضها سرّ بعض، ويستشهد لبعضها بالآخر.

وما استبهم منها فيُسلّم إلى عالم الغيب والشهادة.. ولله هذه الآية، ما أثلجها على صدر المؤمن:
‏﴿الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ



tgoop.com/Ham3on/2294
Create:
Last Update:

‏﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ
استوقفني بعض ما احتفّ بهذه الآية الكريمة من أحوال ومناسبات جعلتها مشحونة بمعان ودلالات عظيمة:
• أولها: كونها في سورة الأنعام، سورة المفاصلة بين الكفر والإيمان بالحجج والبراهين..!

• ومن ذلك: ما رُوي في نزولها:
"أن المشركين جادلوا الرسول ﷺ في أكل الميتة وقالوا: أتأكلون ما تقتلون ولا تأكلون ما قتله الله عز وجل؟!"

فمن دلالات ذلك قصور العقل البشري عن إدراك حقائق صغرى فضلًا عن إدراك الحقائق الكبرى المتعلقة بالوجود والغيبيات وحِكَم التشريع وأسراره..!
وليكن هذا الاعتراض وما شاكله كفَتِّ العظم الرميم واستبعاد إحيائه مثالًا لجهالة العقل البشري (البسيط)!

أما جهالة العقل البشري (المركب)
المتمثل في (بعض) نتاج الفلسفة فهو وليد قصورين:
- قصور (جبلِّي): في العقل البشري.
- قصور (منهجي): في تحييدهم الوحي جهلا أو عمدًا، وفرحهم بما "يظنونه" علمًا!
والنِّتاج هو مذاهب خِداج متناحرة..ترجم بالغيب ثم تتراجم هِيَهْ!

ومن تأمل الخلاف العريض والتصدع الكبير في مذاهب الفلسفة القديمة أو الحديثة -أدنى تأمل- يجد عجبًا من تناقضهم وتضادهم في الأُسّات والمعاقد..!

وإن في ذلك لشهادة بالغة على قصور العقل البشري وأنه لا قوام له ولا استقامة إلا بالوحي..

وأن العقل قاصر في ذاته، لكنه قابل لتلقي النور الإلهي، كما أن العين قابلة للإبصار عند الضوء؛ وإلا فليس إلا الظلام والتخبط..!

وهؤلاء -عباقرة الفلاسفة- مثلا لأعلى درجات ذكاء البشر، ومع ذا فَهُم بعلومهم ليسوا إلا كهباءة في مقابلة مؤمن عامي يقرأ القرآن ويدرك ما فيه من حقائق وجودية وغيبية بيسر وسهولة وتوافق مع الفطرة ومع الوجود، مُتوَّجةً بحقيقة التوحيد العظمى التي هي العلم كلّ العلم..
والتي أقفرت منها علوم أولئك؛ فباءت بالمَحْل والمُحال!

فما ظنك بالمؤمن العالم -أيًّا كان فنه- الذي ينطلق من ثوابت راسخة، في منهج مستقيم، ومحجّة بيضاء ينتهي فيها إلى ما سمع..!
وله مرجع محكم يردُّ إليه كل متشابه..!

ولذا فإن القرآن الكريم بعدما أرسى دعائم الإيمان الكبرى في الفاتحة، وتهيأت النفوس لتلقي مراد ربّ العالمين من عباده؛ كان أول ما ابتدأها به (الإيمان بالغيب) فهو الحَكَمَة الوثيقة لكل ما سيُقضى في الكتاب بعدُ من أحكام الشرع، وحِكمه، ومقاصده..
وما سيُثنّى فيه من الأخبار الماضية والمستقبلة..
وفوق هذا كله ما أخبر به جل ثناؤه عن نفسه، وملائكته، وأنبيائه، وكتبه، ولقائه..
في نظم نسيق، ورباط وثيق، ونسج لا اختلاف فيه ولا نشوز، وتفصيل يزيد الحق بلجًا، والباطل فلجًا.

وتآزر بديع بين آيات الله الشرعية والكونية؛ فيَفْسُر بعضها سرّ بعض، ويستشهد لبعضها بالآخر.

وما استبهم منها فيُسلّم إلى عالم الغيب والشهادة.. ولله هذه الآية، ما أثلجها على صدر المؤمن:
‏﴿الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ

BY هَمْعٌ


Share with your friend now:
tgoop.com/Ham3on/2294

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content. So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. The visual aspect of channels is very critical. In fact, design is the first thing that a potential subscriber pays attention to, even though unconsciously. Users are more open to new information on workdays rather than weekends. “[The defendant] could not shift his criminal liability,” Hui said.
from us


Telegram هَمْعٌ
FROM American