tgoop.com/Ham3on/2303
Last Update:
هو رئيس مُحَدِّثيّ الهند الشيخ الإمام العالم الكبير المُحدِّث اللُّغوي العلامة الملقب بملك المحدثين: مجد الدين محمد طاهر بن علي الحنفي الصِّدِّيقيّ الفَتَّني الكُجَراتي الهندي.
يتصل نسبه بأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من جهة أُمِّه. وهو صاحب "مجمع بحار الأنوار" الذي اعترف بفضله علماء الأمصار.
ولد سنة: ٩١٣ بفَتَّن من بلاد كُجَرات بالهند، ونشأ بها، وحفظ القرآن قبل بلوغه الحنث، وطلب العلم حتى صار رأسًا في علوم الحديث وغيره من الفنون.
وفي سنة: ٩٤٤ رحل إلى الحرمين الشريفين وحجّ وزار، وأقام بها مدّة، وأخذ عن شيوخها، منهم:
ثم رجع إلى الهند واشتغل بالتدريس والتصنيف، ومن مصنفاته المُنبئة عن رسوخه، وإدراكه لحاجة أهل زمانه مصنفين جليلين:
جمع فيه كل غريب الحديث وما أُلِّف فيه، فجاء كالشرح للصِّحاح الستة، وهو كتاب متفق على قبوله بين أهل العلم منذ ظهر في الوجود، وله منَّة عظيمة بذلك العمل على أهل العلم.
وهو كتاب نادر في ضبط أسماء الرجال، جمع فيه ما تشتّت من كتب السالفين في ضبط الأسماء والأنساب، حين عاين فتور همم المشتغلين بالحديث في وقته، وافتقارهم لمصادر وجيزة مغنية عن المطولات.
فكان الفتّني يقوم على طائفتي الرافضة والمَهْدَويَّة منهم، ويناظرهم؛ فقهرهم في مجالس، وأظهر فضائحهم وقال بكفرهم.
وعزم على كسر المهدوية، وعهد أن لا يربط العمامة على رأسه حتى يزيل بدعتهم، فلما استولى السلطان أكبر والي دهلي في سنة ٩٨٠ على كجرات، واجتمع بالشيخ، ربط العمامة بيده على رأس الشيخ، وقال: «على ذمة معدلتي نصرة الدين، وكسر الفرقة المبتدعين، وفق إرادتك».
فأعان الخان الأعظم والي كجرات الشيخ في إزالة رسوم البدعة.
ثم عُزل الخان الأعظم، ونُصِّب مكانه واليًا شيعيًّا؛ فاعتضد به المهدوية، فحلّ الشيخ العمامة عن رأسه، وانطلق إلى مقرّ الخلافة، فتبعه جمع من المهدوية سرًّا، وهجموا عليه في أُجّين، فاستُشهد عام ٩٨٦، ونقل جسده إلى فَتَّن، ودفن في مقابر أسلافه، رحمه الله رحمة واسعة.