tgoop.com/Ham3on/2304
Last Update:
فصلٌ منقول من كلمة أ. عبدالله المعروفي أحد مُقَدِّمَيْ تحقيق كتاب المغني في ضبط الأسماء.
قال: «ولكتابنا هذا صلة أكيدة بكتاب موسوعي آخر للمؤلف نفسه "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار" الذي طار صيته شرقًا وغربًا، وحظي بالقبول في الأوساط العلمية، وهو كتابٌ فذٌّ، عُجاب في شرح الكلمات الغريبة، لا يختلف اثنان في أنه بحر زاخر لإكثاره من الفوائد المهمة، النادرة، المستعذبة في شرح غريبي القرآن والحديث، مع مزايا عديدة لا نطول بذكرها هنا؛ فقد تناول بذكر بعضها العلامة المحدث حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله في مقدمته التعريفية على المجمع، فقال بعد بيانه لمزايا الكتاب:"وبالجملة أنه إلى جانب كونه أجمع تأليف في غريب الحديث كتاب ممتع في شرح معاني الحديث، وتفسير غامضه، ولذلك ترى الشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي يقول: في ترجمة مؤلفه: إن له كتابًا يتكفل بشرح الصحاح (الكتب الستة) يسمى "مجمع البحار". اهـ.
أما كتابه "المغني"؛ فقد ألفه المؤلف قبل "مجمع بحار الأنوار" اقتصر فيه على الضبط فقط بالنسبة للرجال الواردة في الكتب الستة وغيرها؛ أعم من أن يكونوا رجال الأسانيد، أو ورد لهم ذكر في غضون المتون، وبالنسبة للأمكنة والبلدان الواقعة في متون الأحاديث، والكتاب -بحق- يشتمل على جانب مهم من كتابه "المجمع"، حيث لم يتعرض المصنف في المجمع لضبط الكلمات التي يتصدى لشرحها إلا نادرًا، ولا لضبط الأعلام الواردة أثناء كلامه، لأن ناحية الضبط فيها قد صارت مفروغًا عنها، وقد نبه هو على ذلك في مقدمة "المجمع"، فيقول:"واعلم أني لا أذكر فيه ضبط أسماء الرجال، والمواضع على الاستيفاء، اكتفاءً بما صدر مني فيما مضى من كتاب "المغني في ضبط الرجال".
وبدهي أن شرح الغريب لا يتم للناظر في الكتاب إلا إذا استوثق بضبطه، فالمستقي من هذا البحر الزاخر المواج لا يشفي غليله حق شفاء إلا إذا جعل بينه وبين هذا البحر ذاك النهر العذب الفرات، المسمى بـ"المغني"، وهذا الذي اضطر المؤلف أن يجعل في خاتمة "المجمع" نوعًا برأسه في ضبط بعض أسامي الرواة على وجه الكلية ملخصًا من كتاب "المغني"»