tgoop.com/Hamoud1346/934
Last Update:
قال الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله في شرح شروط لا إله إلا الله:
معنى الإله
أله في اللغة معناه: عبد.
والإله: هو المعبود.
يقال: أله يألَه ـ بالفتح ـ بمعنى عبد يعبد.
والتأله: التنسك والتعبد.
والتأليه: التعبيد(3).
قال ابن فارس: «الهمزة واللام والهاء أصل واحد وهو التعبد فالإله الله تعالى، وسمي بذلك لأنه معبود، ويقال: تأله الرجل إذا تعبد»(4) .
وقال الزجاج: «معنى قولنا: (إله) إنما هو الذي يستحق العبادة وهو تعالى المستحق لها دون سواه»(5) .
وقال الفيروز أبادي: «أله يأله إلهة وتألها كعبد يعبد عبادة وتعبدًا»(6) .
وقال ابن جرير: «أله بمعنى عبد، والإله مصدره من قول القائل: أله الله فلان إلاهة كما يقال: عبد الله فلان عبادة»(7) .
وبهذا يتضح أن لفظة (إله) مأخوذة من التأله وهو التعبد ومعناه المعبود المطاع سواء كان بحق أو بغير حق، فكل ما عبد بأي نوع من أنواع العبادات ولو كان المعبود جمادًا فهو إله عند عابده كما قال تعالى: ﴿ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيرَ تَتْبِيبٍ ﴾ [هود:101].
ولكن هذا اللفظ غلب على المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا هو التفسير الصحيح لكلمة الإله.
وقيل في اسم الباري سبحانه: إنه مأخوذ من ألِه يأله إذا تحير، لأن العقول تأله في عظمته.
ولا يطلق لفظ الجلالة «الله» إلا على المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالى، وهو مختص به لا يطلق على غيره.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية معنى الإله الحق فقال: «فالإله هو الذي تألهه القلوب عبادة واستعانة ومحبة وتعظيمًا وخوفًا ورجاءً وإجلالاً وإكرامًا، والله عز وجل له حق لا يشاركه فيه غيره فلا يعبد إلا الله ولا يدعى إلا الله ولا يخاف إلا الله ولا يطاع إلا الله»(8) .
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ: «الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالاً ومحبة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً له ودعاءً له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قوله: «لا إله إلا الله»، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك»(9) .
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله ـ رحمه الله ـ: «ومعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا إله واحد»(10).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن ـ رحمه الله ـ: «لا إله إلا الله، أي: لا معبود حقٌّ إلا الله»(11) .
وشهادة التوحيد لا تنفي مطلق الآلهة من الوجود، وإنما تنفي مطلق الآلهة التي تستحق وصف الإلهية، التي تستحق أن تُعبد من دون ـ أو مع ـ الله تعالى.
وندرك من خلال هذا التعريف بطلان من فسر شهادة التوحيد بقوله: «لا خالق إلا الله» أو «لا رازق ـ أو لا نافع ـ إلا الله»، فإن هذا المعنى كان المشركون يقرون به، ويعترفون به قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يؤْفَكُونَ ﴾ [العنكبوت:61].
وقال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يعْقِلُونَ ﴾ [العنكبوت:63].
وقال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيهِ يتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر:38].
وقال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف:87]، فهم لم يخالفوا الرسل والأنبياء في ذلك، وإنما كان الخلاف في معنى «الإله» ومن يستحق العبادة خالصة.
_________________________
(3) بتصرف من «لسان العرب» (13/467).
(4) معجم «مقاييس اللغة» (1/127).
(5) «تفسير أسماء الله الحسنى» (ص26).
(6) «بصائر ذوي التمييز» (2/14).
(7) «تفسير ابن جرير» (1/54).
(8) «الفتاوى» (1/365).
(9) «قرة عيون الموحدين» (ص25).
(10) «تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» (ص53).
(11) «فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد» (1/121).
https://www.tgoop.com/Hamoud1346
BY الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي
![](https://photo2.tgoop.com/u/cdn4.cdn-telegram.org/file/hy5IahU9x54_8AfN9MsCViCWzBAVx4c_9vExdiCOYeUIoL-6IBcgT3LjEtpvlummNeDf2XapLuNIik2KZR5KlGJx5bp-0aMw-gz5FROQMfVPKy9_VlstFIe-IFt5aqyABjHvL9uv8VAfUDV9zsFU5ipDR7rJMmii1qqyrWsjp5BNd0UkuRMp6QTxtymwJg4DnARnTbIhObd2v0JBGu2_2Efw06Y4PMyColKy--f5-5_4j-mIpuX5SEdY2jAnPLchszV4ZF01prcVA5yJCCS-REi8q3XMexz59-5YW2i49UlZzhnZKQb3-KnrxVTiqGigiJ1dh-zGaghTyUh09DgYPQ.jpg)
Share with your friend now:
tgoop.com/Hamoud1346/934