tgoop.com/HusseinAhmedChannel/2323
Last Update:
المصائبُ التي تُصيبُ العبدَ نوعان:
#مُصيبةٌ اضطراريَّةٌ دون اختيارٍ
كالمَرضِ، أو مَرضِ عزيزٍ عليه، أوموتِ شخصٍ عزيزٍ عليه، وكأنْ يُسرَقَ مالُه ونحو ذلك
فهذه المصائبُ إنّما يُثابُ إذا صبرَ عليها ، ويُكفَّرُ عنه من خطاياه، لكنّه لا يُثابُ على نفس المُصيبة =لأنّه لا يُثابُ إلا على أمرٍ اختياريّ، وتلك المصائبَ ليست باختياره .
من ذلك حديث أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: (ما يصيبُ المسلمَ من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
وفي الصبر عليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ))
#مُصيبةٌ اختياريّة :
لا أنّه اختارها وأرادها
ولكنه ابتُلي بها بسبب أمرٍ فعلَه اختيارًا..
كأنْ يُصاب بسبب دِينه أو طاعته لله تعالى، وكأي ضررٍ ينالُه في سبيل الله من ضربٍ أو حبسٍ أو تعذيبٍ أو سبٍّ أو أخْذِ ماله أو طَردِه من منزله أو بلده، وما ينتُجُ ويتولَّدُ عنها من ألمٍ وهَمٍّ وغَمٍّ وخوفٍ وجُوعٍ وعطَشٍ نحوذلك
مِن أمثلة ذلك: المشقة التي تحصل للعبد من صلاته وصيامه وحَجّه أو صدَقتِه و نحو ذلك، وكأن يُحبَسَ بسبب جهرِه بالحقِّ، أو بسبب نهيه عن مُنكَرٍ أو أمرِه بمعروفٍ، و كأن يُفصَل من عمله مثلا بسبب حرصه على الصلاة، أو تُفصَل من عملها بسبب حِجابها، أو تُهانُ وتُشتَمُ بسبب حجابها، أو يُسخَّرُ منه بسبب استقامته، أو ما يُصيبُ المسلمَ من مشقةٍ حينما يتركُ مكانا كان يعيشُ فيه راحةً و عنده بيتٌ ومالٌ وعملٌ لكنه يخشى فيه على دينه ودينِ أهله فيتركُه لمكان يراه أصلح لدينه لكنه سيفقدُ ما كان فيه من رَغدِ العيش ونحو ذلك من الأمور التي حصلت للعبد في سبيل الله ودينه =
#فتلك المصائبُ يُثابُ فيها على:
نفس المصيبة وما يتولَّدُ عنها
ويُكفَّرُ عنه الخطايا بها
ويُثابُ كذلك على الصبر عليها
ومن ذلك قولُه ((ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))
إنما ذكرتُ ذلك ليستحضر العبدُ تلك المعاني كلمّا امتُحِن على شيء من دِينه، وليعلمَ أنّ نفس توفيقه لاختيار ما يُرضي الله تعالى =هو أولُ الفرَج وأولُ الخير، وربُّك الأكرمُ لن يُضيَّعك
وإنما يُؤثرُ العبد رضا الله بقدرِ إيمان قلبه ومحبتِه لله، ويقينه بقدرته وأنه وحده يملك الضر والنفع وبقدْر إيمانه باليوم الأخر ونحو ذلك من معان.
ما عليك في ذلك: إلا أن تكون قد تحرَّيتَ الحق علما وعملا ، وأن تكون صادقَ النية لله في عملك..
ولن يُضيِّعك ربُّك..
#إنه الإيمانُ حينما تُخالِطُ بشاشتُه القلوبَ فيُّهوِّنُ على صاحِبِه ما يبذلُ في سبيل الله
لا يستعظِمُ شيئا للهِ ..
وفي بيانٍ ممتع و واضح يبيّن ابن تيمية رحمه الله بأنّ امتثالِ العبد لأمر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون سببًا في بلاء ،و أنّ بلاءه إنما يكون بشرور نفسه، و امتحانا لصبره و عزمه ،و سببا للأجر و رفعة الدرجة
(( والمقصود:
أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ليس سببا لشيء من المصائب
و لا تكون طاعةُ الله و رسوله قط سببا لمصيبة
بل طاعة الله و الرسول لا تقتضى إلا جزاء أصحابها بخيري الدنيا و الآخرة .
#و لكن قد تصيب المؤمنين بالله و رسوله مصائب بسبب ذنوبهم لا بما اطاعوا فيه الله و الرسول كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم لا بسبب طاعتهم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .
*و كذلك ما ابتلوا به فى السراء و الضراء و الزلزال ليس هو بسبب نفس إيمانهم و طاعتهم لكن امتحنوا به ليتخلصوا مما فيهم من الشر و فتنوا به
كما يُفتن الذهب بالنار ليتميز طيبه من خبيثه .
#و النفوس فيها شرٌّ
و الامتحانُ يمحِص المؤمن من ذلك الشر الذى فى نفسه
قال تعالى ((و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين ))
و قال تعالى ((و ليبتلى الله ما فى صدوركم و ليمحص ما فى قلوبكم ))و لهذ قال صالح عليه السلام لقومه ((طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )).
و لهذا كانت المصائب:
تكفر سيئات المؤمنين
و بالصبر عليها ترتفع درجاتهم
و ما أصابهم فى الجهاد من مصائب بأيدي العدو فانه يعظم أجرهم بالصبر عليها .
BY قناة حسين عبد الرّازق (لبثّ الدروس المُباشرة)
Share with your friend now:
tgoop.com/HusseinAhmedChannel/2323