tgoop.com/IFALajmi/3438
Last Update:
الظاهر عندي: أنه إن فسرنا التفويض بـ"الإيمان بمجرد الألفاظ" -كما يقول ابن قدمة، ويقوله الأشعرية أيضًا-، فالرجل لا يؤمن بمجرد الألفاظ بل جاوز ذلك وأثبت مدلول النص صفة لله جل وعز، ونزه هذه الصفة عن التكييف والتمثيل، وأما نفيه للتفسير أو التأويل وترك المعنى، فالمراد بالمعنى هنا المعنى التفصيلي لا المعنى الإجمالي للصفة؛ لأنه مثل لما لا يعلم معناه بالتوراة والإنجيل والملائكة ورسل الله كنوح وهود وصالح وموسى وغيرهم -صلوت الله عليهم-، ولا أحد يقول إنا لا نعلم معنى ذلك لا إجمالًا ولا تفصيلًا، وعليه:
فأبو الفتوح العجلي ليس مؤمنًا بمجرد الألفاظ، أي ليس بمفوض بهذا المعنى، بل هو على مذهب الإثبات الذي نسبه السنوسي -في شرح المقدمات وغيره- للأشعري.
نعم يجعل هذه النصوص من المتشابه. وبقي في كلامه بعض المشكلات.
وليعلم أن العلماء الذين ليسوا بمفوضة ولا مؤولة على مذاهب، أحدها مذهب ابن تيمية، وعليه فليس كل من قلنا عنه إنه ليس بمفوض أي أنه على قول ابن تيمية تفصيلًا، هذا غلط، فليفهم.
ويحتمل كلامه أمرًا آخر، وهو أن نصوص الصفات -سوى العلم والقدرة ونحو ذلك- على قسمين: قسم يدل بقطع فهذا يضاف لله صفة، وقسم لا يدل بقطع فهذا يتوقف فيه، إلا أن تقرير هذا يشكل عليه أمور، ولذا لم أقرره في صدر كلامي.
فإن وافقتني في ذلك، فانظر كيف يقع الاشتراك في الألفاظ الدالة على مذهب الإثبات ومذهب التفويض، فأهل هذا المذهب وذاك المذهب يعبرون بألفاظ واحدة! وهذا من موجبات الخبط في تحرير مذاهب هؤلاء العلماء، والعجلي ليس منفردًا بذلك، بل كثير من العلماء كذلك.
@ https://www.tgoop.com/IFALajmi/3438
BY قناة || فارس بن عامر العجمي
Share with your friend now:
tgoop.com/IFALajmi/3438