KBAHAA Telegram 1092
الحمد لله وحده.

تدبرت فإذا الناس يوم الحساب أصناف مذكورون في الكتاب والسنة، وقد نبه عليهم علماء المسلمين في مواضع متفرقة.
ويحشَر الخلق يوم الدين، في انتظار مجيء رب العالمين ليفصل ويحكم ويقضي ويحاسِب!
ولن يقع شيء من ذلك حتى يقع ما نبَّأ به سيد القوم يوم القيامة، قال ﷺ:
(يجمع الله الناس! الأولين والآخرين في صعيد واحد، يَسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟) رواه البخاري ومسلم.

فإذا شفع سيد القوم ﷺ، الشفاعة العظمى، انتفع بها الخلق، مسلمهم وكافرهم، وصاروا إلى أصناف مختلفين.

فأما أهل الإسلام فيكونون على ثلاثة أصناف:
■الصنف الأول: هم أعلى أهل الإسلام من أمة محمد ﷺ توكلا على الله، والتوكل سيد أعمل القلوب.
وهؤلاء لا يُحاسَبون، بل يُصرَفون من أرض المحشر إلى الجنة، قد ذكرهم النبي ﷺ في حديثين مشهورين.
- قالﷺ: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) رواه البخاري ونحوه عند مسلم.
- والحديث الآخر حديث الشفاعة، فيه بيان أن انصرافهم كان من أرض المحشر، عقب الشفاعة!
قال ﷺ في حديث الشفاعة الطويل: (... فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي عز وجل، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه، واشفع تشفع فأرفع رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل مِن أمَّتك مَن لا حساب عليهم، من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ...) [البخاري ومسلم].

وأما الصنفان الباقيان، فهم الذين يشملهم قول سيد القوم ﷺ:
(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة). [البخاري ومسلم].

■ فالصنف الثاني، أصحاب الحساب اليسير:
وهم الذين قضى الله تعالى لهم بالمغفرة والستر، فيدخلون الجنة من غير سابقة عذابٍ، وإنما يقررهم الله بذنوبهم، حتى يظن الواحد منهم أنه هالك، ثم يُبشر بالمغفرة!!
(يُدنَى المؤمنُ يوم القيامة من ربه عز وجل، حتى يضعَ عليه كنفَه، فيقرِّره بذنوبه! فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أيْ ربِّ أعرف! قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطَى صحيفة حسناته) [البخاري ومسلم].
وقال الفضيل بن عياض باكيًا: وا سوأتاه منك، وإن عفوت!
والله أعلم كم مدة وقوف كل امرئ أمام الله، يقرره بذنوبه، ويذكره بها، ذنبًا ذنبًا، حتى يظن أنه هالك !

■ والصنف الثالث، أصحاب سوء الحساب:
وهذا حسابٌ لمن قضى الله تعالى له أن يعذَّب بالنار، من أهل الكبائر، وهو مراد النبي ﷺ بقوله: (ليس أحد يحاسَب إلا هلك)، وقوله: (من نوقش الحساب هلك)، وفي رواية في الصحيحين: (من نوقش الحساب عُذِّب).
فيُعذَّب بالنار بعد حسابه هذا، وهو سوء الحساب، الوارد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}.

وقد دعوت الله ما شاء الله أن أدعو في رمضان وغيره، أن يدخلني الجنة بلا حساب، وقد شرح بعض أهل العلم: أنه لا يلزم أن يكون هؤلاء هم أصحاب أعلى الدرجات في الجنات، بل في الذين يدخلون الجنة بعد الحساب اليسير من يكون أعلى درجة منهم، والله أعلم بما هو كائن!

وأنا (والله) أدعوه تعالى أن يجنبني الحساب، وفي خاطري أن لا جواب عندي على ذنوب كثيرة، والسوأة من الله عظيمة وهو يقرر بها ويسأل عنها، وإن عفا!
غير أن أعظم ما في خاطري؛ أن لا جواب عندي إذا سئلتُ: ما صنعتَ للمسلمين يذبّحون ويجوّعون وتقطّع أيديهم وأرجلهم وتستباح حرماتهم وأنت شاهد..
وصار غاية رجائي أن يشملني رب العالمين بتوبة صالحة، ودعاء لهم مستجاب فأجعله لهم، أو يلهمني الله عذرًا، لست أجده الآن ولا أعرفه!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



tgoop.com/Kbahaa/1092
Create:
Last Update:

الحمد لله وحده.

تدبرت فإذا الناس يوم الحساب أصناف مذكورون في الكتاب والسنة، وقد نبه عليهم علماء المسلمين في مواضع متفرقة.
ويحشَر الخلق يوم الدين، في انتظار مجيء رب العالمين ليفصل ويحكم ويقضي ويحاسِب!
ولن يقع شيء من ذلك حتى يقع ما نبَّأ به سيد القوم يوم القيامة، قال ﷺ:
(يجمع الله الناس! الأولين والآخرين في صعيد واحد، يَسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟) رواه البخاري ومسلم.

فإذا شفع سيد القوم ﷺ، الشفاعة العظمى، انتفع بها الخلق، مسلمهم وكافرهم، وصاروا إلى أصناف مختلفين.

فأما أهل الإسلام فيكونون على ثلاثة أصناف:
■الصنف الأول: هم أعلى أهل الإسلام من أمة محمد ﷺ توكلا على الله، والتوكل سيد أعمل القلوب.
وهؤلاء لا يُحاسَبون، بل يُصرَفون من أرض المحشر إلى الجنة، قد ذكرهم النبي ﷺ في حديثين مشهورين.
- قالﷺ: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) رواه البخاري ونحوه عند مسلم.
- والحديث الآخر حديث الشفاعة، فيه بيان أن انصرافهم كان من أرض المحشر، عقب الشفاعة!
قال ﷺ في حديث الشفاعة الطويل: (... فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي عز وجل، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه، واشفع تشفع فأرفع رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل مِن أمَّتك مَن لا حساب عليهم، من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ...) [البخاري ومسلم].

وأما الصنفان الباقيان، فهم الذين يشملهم قول سيد القوم ﷺ:
(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة). [البخاري ومسلم].

■ فالصنف الثاني، أصحاب الحساب اليسير:
وهم الذين قضى الله تعالى لهم بالمغفرة والستر، فيدخلون الجنة من غير سابقة عذابٍ، وإنما يقررهم الله بذنوبهم، حتى يظن الواحد منهم أنه هالك، ثم يُبشر بالمغفرة!!
(يُدنَى المؤمنُ يوم القيامة من ربه عز وجل، حتى يضعَ عليه كنفَه، فيقرِّره بذنوبه! فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أيْ ربِّ أعرف! قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطَى صحيفة حسناته) [البخاري ومسلم].
وقال الفضيل بن عياض باكيًا: وا سوأتاه منك، وإن عفوت!
والله أعلم كم مدة وقوف كل امرئ أمام الله، يقرره بذنوبه، ويذكره بها، ذنبًا ذنبًا، حتى يظن أنه هالك !

■ والصنف الثالث، أصحاب سوء الحساب:
وهذا حسابٌ لمن قضى الله تعالى له أن يعذَّب بالنار، من أهل الكبائر، وهو مراد النبي ﷺ بقوله: (ليس أحد يحاسَب إلا هلك)، وقوله: (من نوقش الحساب هلك)، وفي رواية في الصحيحين: (من نوقش الحساب عُذِّب).
فيُعذَّب بالنار بعد حسابه هذا، وهو سوء الحساب، الوارد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}.

وقد دعوت الله ما شاء الله أن أدعو في رمضان وغيره، أن يدخلني الجنة بلا حساب، وقد شرح بعض أهل العلم: أنه لا يلزم أن يكون هؤلاء هم أصحاب أعلى الدرجات في الجنات، بل في الذين يدخلون الجنة بعد الحساب اليسير من يكون أعلى درجة منهم، والله أعلم بما هو كائن!

وأنا (والله) أدعوه تعالى أن يجنبني الحساب، وفي خاطري أن لا جواب عندي على ذنوب كثيرة، والسوأة من الله عظيمة وهو يقرر بها ويسأل عنها، وإن عفا!
غير أن أعظم ما في خاطري؛ أن لا جواب عندي إذا سئلتُ: ما صنعتَ للمسلمين يذبّحون ويجوّعون وتقطّع أيديهم وأرجلهم وتستباح حرماتهم وأنت شاهد..
وصار غاية رجائي أن يشملني رب العالمين بتوبة صالحة، ودعاء لهم مستجاب فأجعله لهم، أو يلهمني الله عذرًا، لست أجده الآن ولا أعرفه!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

BY قناة: خالد بهاء الدين


Share with your friend now:
tgoop.com/Kbahaa/1092

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Add up to 50 administrators Healing through screaming therapy How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. Co-founder of NFT renting protocol Rentable World emiliano.eth shared the group Tuesday morning on Twitter, calling out the "degenerate" community, or crypto obsessives that engage in high-risk trading.
from us


Telegram قناة: خالد بهاء الدين
FROM American