tgoop.com/M_Otaibe/3028
Last Update:
لم يتوانَ حسنٌ وحزبُه في استعمال كلِّ ما طالته أيديهم من أسبابِ البطش وأدوات القتل وصنوف الأذى حين كان عدوُّهم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان من المسلمين في الشام، يومَها دفع الحزب بكلِّ قواه، وألقى بفلذات كبده ونخبة جنده، وقاتل قتالَ المستميت تثبيتًا لحكم بشار بن حافظ وكسرًا لشوكة الشعب المظلوم المضطهد.
وكانت الحجة الداحضة التي ساق بها الحزب قطعانه لاقتراف تلك الجرائم العظام: أن أولئك المستضعفين المطالبين بحقوقهم عملاء للغرب وللصهيونية، وأن بشار بن حافظ وطائفته الباغية وأعوانه الفجرة السرَّاق وأجناده الموغلين في الإجرام المستجمعين للرذائل هم ركنٌ ركين من محور المقاومة ضد قوى الاستكبار العالمي!
فلما جدَّ الجدُّ، وجاء الطوفان، وأتيحت لهم فرصة تاريخية لقتال اليهود، وأتى أوان اختبار الشعارات وتصديق الأقوال بالأفعال - آثرَ الحزب السلامة، واكتفى بدعم خجول يجرح ولا يكاد يقتل، ويُزعج ولا يكاد يضر، وعَمِيَ - بخذلان الله له - عن حقيقة أن اليهود بعد الطوفان ليسوا هم اليهود قبله، وأنهم إذ سمحوا قبلُ بتمدد الحزب في لبنان لمصالح قدَّروها؛ من تسليط عدوٍّ على عدو، وإشغال خصمٍ بخصم - لن يسمحوا اليوم ببقائه مهددًا لهم متى ما اقتضت مصالح مشغِّليه في طهران، فعاملوه بقسوة لم يتوقَّعها.
أما هو فقد تحلَّى بضبط النفس، والصبر والتحمُّل، وتلقى بصدر رحب ضربات اليهود المتتابعة، حتى إذا ما طفح الكيل، قابل الصفعة المؤلمة بالخطبة الهادرة، وهدمَ الدُّور بضرب الأعمدة، وقتلَ رجاله بحرق الأشجار وقتل الدجاجات في المزارع، وإن قصد إلى ضرب شيء مؤثر من مواقع العدو ومقارِّه ضربَه ضرب المستحي الخجول، لا ضربَ الجازم المنكي، وإن تجاوز ذلك فبالخطأ الذي يسرع إلى التنصُّل من تبعته والتبرِّي من معرَّته.
ذلك ليعلم الناس أن القلوب أوعية؛ إن امتلأت ببغض المسلمين وإرادة السوء بهم لم تكد تتسع لبُغض غيرهم، وأن من مذاهب الضلال ما إذا ملك على صاحبه نفسه اختلَّ نظرُه، وفالَ رأيُه، ورأى حسنًا ما ليس بالحسن..
BY قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/M_Otaibe/3028