tgoop.com/M_Otaibe/3032
Last Update:
من عجائب حفظ أئمة الحديث
قال ابن القيم -عن الإمام إسحاق بن راهويه-: «وقد كان -رحمه الله- رأس أهل زمانه في العلم والحديث والتفسير والسنة، والجلالة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكسر الجهمية وأهل البدع ببلاد خراسان، وهو الذي نشر السنة في بلاد خراسان، وعنه انتشرت هناك، وقد كان له مقامات محمودة عند السلطان، يظفره الله فيها بأعدائه ويخزيهم على يديه، حتى تعجب منه السلطان والحاضرون، حتى قال محمد بن أسلم الطوسي: لو كان الثوري حيا لاحتاج إلى إسحاق.
فأخبر بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال: والله لو كان الثوري، وابن عيينة، والحمادان في الحياة، لاحتاجوا إلى إسحاق.
فأخبر بذلك محمد بن يحيى الصفار فقال: والله، لو كان الحسن البصري حيا لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
وكان الإمام أحمد يسميه أمير المؤمنين.
وسنذكر هذا وأمثاله في كتاب نفرده لمناقبه إن شاء الله تعالى.
ونذكر حكاية عجيبة يستدل بها على أنه كان رأس أهل زمانه، قال الحاكم أبو عبد الله في «تاريخ نيسابور»: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قال: قال سمعت علي بن سلمة يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح، فسأل عبدُالله بن طاهر إسحاقَ عن مسألة.
فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وأما النعمان [أبو حنيفة] وأصحابه فيقولون بخلاف هذا.
فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا.
فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك، وأنا وهو في كتاب واحد.
فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله، كذب إسحاق على جدي!
فقال إسحاق: يبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من «الجامع» فليحضره، فأتي بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب.
فقال إسحاق: عد من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة، ثم عد تسعة أسطر. ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق.
فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة.
فقال إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا !
وقال له عبدالله بن طاهر: قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث!
فقال له: مائة ألف، لا أدري ما هو! ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته».
«تحفة المودود» ص٣١٠.
BY قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/M_Otaibe/3032