tgoop.com/Malkhazraji/368
Last Update:
جَدَّ المسيرُ بظُعْنِ الحَيِّ وابْتَكَرُوا
وراجعَ القلبَ من بعْدِ النَّوى كَدَرُ
وارْتَدَّ طرفي حسيرًا بعدَهم وبدا
وَجْهُ السَّرابِ وصوتٌ شاحبٌ غدِرُ
كأنَّ عيني على آثارهم سُحُبٌ
نشْوى تمايلُ في حافاتها صَعَرُ
أتت عليها رعودٌ بعدما ثملتْ
وهزَّتْ الوجْدَ فانسابَ الشَّجا المَطِرُ
وراجعَتْني أحاديثٌ كلِفْتُ بها
قدْ يَعْذرُ الصبَّ مَنْ أودى به الضَّجَرُ
إنِّي تذْكَّرْتُ والذِّكرى لها طربٌ
ويُظْهِرُ الشوقَ في تردادِهِ البصَرُ
يا قاتلَ اللهُ نأيًا كنتُ أَحْسَبُهُ
يدني إليها ولكن دونَها جُزُرُ
وخَلَّفَتْنِي على رسْمٍ أُحَدِّثُهُ
والرَّسْمُ يسمعُ ما لا يَسمعُ البشَرُ
نُبِّئتُ أنَّ ظباءَ الحسْنِ قد بَرَزَتْ
بينَ الحبالِ ولم يَظْفَرْ بها وَتَرُ
وزاد شوقي إليها حين طلعتِها
لا الشمسُ منها ولا يدنو لها القمرُ
فِهْريَّةٌ تتجلَّى في محاسنِها
ميساءُ ما مسَّها ندْبٌ ولا قتَرُ
أعددتُ قوسيَ في رفعٍ لِرِفْعَتِها
وافترَّ بعدَ العناقِ السهمُ والوتَرُ
كأنَّهُ الشُّهْبُ في نجْدٍ تقاذفُ مِنْ
نارٍ تأجَّجُ يعلو زَبْدَهَا شَرَرُ
أو مثلَ برقٍ على رضوى فأزعجها
وقعُ النصالِ ففي هاماتها حَفَرُ
يا حبَّذا ذاك من ملهى لهوتُ به
تريك سنَّةَ بدرٍ ثم تستترُ
كأنَّها الآلُ أو أحلامُ ذي قلقٍ
وأنَّني شاربٌ أودتْ بهِ الخمرُ
عبدالله الخزرجي
BY المدونة الخزرجية
Share with your friend now:
tgoop.com/Malkhazraji/368