MESS_OFFICIAL Telegram 15442
Forwarded from رَزْنَة (رَزْنَة صَالح)
ورقةٌ أخيرة.

الثالث والعشرون من يناير
إلى السيدة ذاكرة:
أكتب إليكِ وأنا أرتدي ثوب الخجل الفضفاض، أمشي على استحياء في ساحة أمورك الخاصة، قد تتساءلين كيف لهذا المتكلم أن يخوض في ميدان حياتي، كيف يمد يدي حروفه إلى سطور عمري المتناثرة !
ولكن صدقيني يا عزيزتي أشتد عليّ الأمر وكان لا بد من وضعِ كُل شيءٍ في موضعه الصحيح، حضرة الذاكرة المحترمة اليوم فقط مُنذ عدة أعوام قررت التجرد من كُل مداخل ومخارج رعبي، أعلم جيدًا بأن هذه شؤونكِ الخاصة بأنكِ الآن تعتبريني دخيل يفرض ذاته عليكِ، ولكن قراراتكِ تؤذنيني حتى وإن كُنتِ لا تعلمين، تجعلني أرتدي المشاعر الحزينة كلما بدأت النهوض..
حبيبتي أعتذر أن كانت هذه المفردة تجاوز في حقك ولكن هذه الشيخوخة تربطني بكِ كثيرًا، أنتِ لا تُغادرين مكانكِ ولا تعلمين كيف تبدو الطريق التي تفصل بيني وبينك، دهاليز مُظلمة تعج برائحة الحزن المشوي، وبعض من لحم الأرواح الممزق.
قد تكونين تتحدثين بينكِ وبين ذاتكِ وتقولين قد أصبح رجل عجوز يأكل الرغيف الجاف دون النظر إليه، بدأ يتدخل في وظائفي، ولكن يا سيدتي نحنُ الكِبار نتمسك بكل شيء حتى لو كان من باب الوهم المهم أن نرى الأمل، أنتِ تبعثين إليّ رطل من الخيبات الملكومة، فكلما تعالجت من بقايا ذكرياتكِ أصابتني نوبة شديدة من التخيلات، لا أكذب عليكِ أبدًا أنا أشعر بالسعادة بوضع وشاح التخيلات على بصري،
أرجوكِ يا سيدة ذاكرة ضعي بعضًا من دواء المنوم على كأسكِ قبل ولادة المساء،
أنتِ تعلمين جيدًا بأنها تربطني بكِ صلة دموية قوية ولكن أنا أشعر بأنكِ تسقين جسدي ترياقًا من الحزن كل صباح..
ما أن يضطجع جسدي الهزيل على الفراش حتى تقبلني ذكرياتك بشكلٍ مُخيف..
هل تعلمين أنني أغبطك كثيرًا كيف أنكِ لا تيأسين من هذه الحياة الممتلئة بالأسى والذكريات المؤلمة؟
دعيني أعترف لكِ بأني أحاول ترويضكِ حتى أستطيع إكمال ما تبقى من أيامي الباهتة، أنين الخشب الذي يفصل بيننا يزعج مسامعي العتيقة، ويبعدني عن الراحةِ والعزلة التي تُناسب عمري الكبير، سيدتي أعلم أن كلماتي عارية أرجو أن يكون تقبلكِ لها ثوبها الطويل.
السيدة المحترمة ذاكرة ضعي كل ما يؤلمكِ جانبًا، تجردي فالعمر يمضي، تنفسي بعمق يا عزيزتي أعذري شيبي أن كانت كلماتي قد ألمتكِ فأنها المرة الأولى التي أتحدث فيها مع ذاكرة، ربما خانتني الكلمات ولكن شعوري لا يخون.
تذكري النور وضعي العتمة خارجًا.

من العجوزِ المُحب قلب.
#رزنة_صالح



tgoop.com/Mess_official/15442
Create:
Last Update:

ورقةٌ أخيرة.

الثالث والعشرون من يناير
إلى السيدة ذاكرة:
أكتب إليكِ وأنا أرتدي ثوب الخجل الفضفاض، أمشي على استحياء في ساحة أمورك الخاصة، قد تتساءلين كيف لهذا المتكلم أن يخوض في ميدان حياتي، كيف يمد يدي حروفه إلى سطور عمري المتناثرة !
ولكن صدقيني يا عزيزتي أشتد عليّ الأمر وكان لا بد من وضعِ كُل شيءٍ في موضعه الصحيح، حضرة الذاكرة المحترمة اليوم فقط مُنذ عدة أعوام قررت التجرد من كُل مداخل ومخارج رعبي، أعلم جيدًا بأن هذه شؤونكِ الخاصة بأنكِ الآن تعتبريني دخيل يفرض ذاته عليكِ، ولكن قراراتكِ تؤذنيني حتى وإن كُنتِ لا تعلمين، تجعلني أرتدي المشاعر الحزينة كلما بدأت النهوض..
حبيبتي أعتذر أن كانت هذه المفردة تجاوز في حقك ولكن هذه الشيخوخة تربطني بكِ كثيرًا، أنتِ لا تُغادرين مكانكِ ولا تعلمين كيف تبدو الطريق التي تفصل بيني وبينك، دهاليز مُظلمة تعج برائحة الحزن المشوي، وبعض من لحم الأرواح الممزق.
قد تكونين تتحدثين بينكِ وبين ذاتكِ وتقولين قد أصبح رجل عجوز يأكل الرغيف الجاف دون النظر إليه، بدأ يتدخل في وظائفي، ولكن يا سيدتي نحنُ الكِبار نتمسك بكل شيء حتى لو كان من باب الوهم المهم أن نرى الأمل، أنتِ تبعثين إليّ رطل من الخيبات الملكومة، فكلما تعالجت من بقايا ذكرياتكِ أصابتني نوبة شديدة من التخيلات، لا أكذب عليكِ أبدًا أنا أشعر بالسعادة بوضع وشاح التخيلات على بصري،
أرجوكِ يا سيدة ذاكرة ضعي بعضًا من دواء المنوم على كأسكِ قبل ولادة المساء،
أنتِ تعلمين جيدًا بأنها تربطني بكِ صلة دموية قوية ولكن أنا أشعر بأنكِ تسقين جسدي ترياقًا من الحزن كل صباح..
ما أن يضطجع جسدي الهزيل على الفراش حتى تقبلني ذكرياتك بشكلٍ مُخيف..
هل تعلمين أنني أغبطك كثيرًا كيف أنكِ لا تيأسين من هذه الحياة الممتلئة بالأسى والذكريات المؤلمة؟
دعيني أعترف لكِ بأني أحاول ترويضكِ حتى أستطيع إكمال ما تبقى من أيامي الباهتة، أنين الخشب الذي يفصل بيننا يزعج مسامعي العتيقة، ويبعدني عن الراحةِ والعزلة التي تُناسب عمري الكبير، سيدتي أعلم أن كلماتي عارية أرجو أن يكون تقبلكِ لها ثوبها الطويل.
السيدة المحترمة ذاكرة ضعي كل ما يؤلمكِ جانبًا، تجردي فالعمر يمضي، تنفسي بعمق يا عزيزتي أعذري شيبي أن كانت كلماتي قد ألمتكِ فأنها المرة الأولى التي أتحدث فيها مع ذاكرة، ربما خانتني الكلمات ولكن شعوري لا يخون.
تذكري النور وضعي العتمة خارجًا.

من العجوزِ المُحب قلب.
#رزنة_صالح

BY فَـوضى-Ḿess 🍃


Share with your friend now:
tgoop.com/Mess_official/15442

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

1What is Telegram Channels? Judge Hui described Ng as inciting others to “commit a massacre” with three posts teaching people to make “toxic chlorine gas bombs,” target police stations, police quarters and the city’s metro stations. This offence was “rather serious,” the court said. bank east asia october 20 kowloon The administrator of a telegram group, "Suck Channel," was sentenced to six years and six months in prison for seven counts of incitement yesterday. "Doxxing content is forbidden on Telegram and our moderators routinely remove such content from around the world," said a spokesman for the messaging app, Remi Vaughn.
from us


Telegram فَـوضى-Ḿess 🍃
FROM American