tgoop.com/Mess_official/15446
Last Update:
هل لك أن تُجيب!
الرسائل لا لون لها حين تكتب ليلًا، هذا ما كنت أظنُّهُ فللظُّلمة سطوتها، ولكني وجدت بأن نوركَ أسمى من أن تؤثر فيه ظلمات الدهر؛ فأنت أبيض على الرغم من عباءة الدجى التي تُحيط بك..
أكتب إليك وأنا بارد جدًّا، بجسد ثقيل، أكتب حتى أبلل أصوات العابرين بالقرب مني، الألفة التي تصنعها اللحظات الأخيرة بيننا ليست عادية، لا أعلم حقًّا كيف تُباع بثمن بخسٍ وأنت الشيء الوحيد الصادق في حياتنا مُنذ البداية؟!
هل تعلم أني أتذكر يوسف -عليه السلام- كيف باعوه بدراهم قليلة وهو نبي عظيم!
دعني أحدثك عني، أقطن النهاية فيك، تحتويني دون يدين، تصبح أعينًا لي، هل تعلم بأني أدون لك السطور وأنا أغتسل بماء الخوف!
وأتساءل:
كيف سيعيش ظلّي حين أنفصل عنه وأرافقك؟
وأنت تتذمر لثقلي، عجزت عن تخفيف وزني، حاولت كثيرًا دون فائدة.
المهم عندي أن أرمم الطريق الذي سنكمله معًا، فأنا وأنت من هذه اللحظة سنعيش مع بعضنا، ويجب أن أكون جاهزًا حتى ألقاك، التحضير للعيش تحت سقفك ليس سهلًا، فالحياة معك يجب أن تكون محضرة بشكل صادق، بشكل يشهد له قلب الأرض.
تزورني أوقات أرى طيفي معلقًا على جدار المنزل ولكني لا أفكر فيك، أفكر في الوجبات التي يجب أن أقوم بتجهيزها لطريقنا.
أظنك الآن تسمعني وتتذمر لكثرة حديثي ، لا أستطع السكوت، أصير أعمدة من عظام أن تركت الصمت يملأ فمي كالتراب، اليوم أنا حزينٌ للغاية؛ لأني لم آخذك على مقاسي حين كنت قادرًا، فقد وضعوني في قفصك الصدري وهو صغير جدًّا لا يسع جسدي الكبير!
أنت الآن وطني الوحيد
وقبلة الأرض التي يضعها الموت على جبيني، رضعت من بياضك حتى بدأت أحبو وأنا في الشهر الأول، كانت هذه السرعة خدعة للهرب منك!
ولكن في النهاية لا مفر منك إلا إليك
والآن لا تستر جسدي فقط فحتى كلماتي عارية استرها ببضع من بياضك.
في اللحظة الأخيرة خذلني صوتي و جسدي لن يتركك فهو لا يخون.
من جسد ميت إلى الكفن.
#رزنة_صالح
BY فَـوضى-Ḿess 🍃
Share with your friend now:
tgoop.com/Mess_official/15446