tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4161
Last Update:
هذا الكلام (في المنشور) متكرر في جلسات العلمانيين لذا أحببتُ مشاركة نقده هنا:
أي قراءة في متن من متون أصول الفقه الصغيرة ستجد فيها الكلام عن مفهوم الاجتهاد والتقليد، ومن هو المجتهد؟ وما هي شروط الاجتهاد؟
الأمر ليس مهملاً كما تتصور، بل موجود في أصغر المتون الابتدائية في أصول الفقه مثل الورقات ونظائرها، وليس حتى مجرد المتوسطة بله المطولة كالمحصول والمستصفى والإرشاد وغيرها.
هناك مرتبتان - بصورة عامة - هما المقلد والمجتهد.
المقلد هو من لا يملك آلة الاجتهاد، وحقه سؤال المجتهدين، والمجتهد هو من يملك آلة الاجتهاد.
وآلة الاجتهاد هي معنى ظاهر يمكن الحصول عليه لأي أحد وليس سلطة كهنوتية مغلقة، فشروطه مبثوثة في مظانها المذكورة آنفاً مثل كونه عدلاً وكونه عالماً باللغة وأدلة الأحكام وموارد الإجماع والاختلاف .. إلخ
وللمجتهد مراتب منها مجتهد المذهب ومجتهد الفتوى والمجتهد المطلق، ولكل مرتبة منها حدودها.
لكن من خلال منشور لك سابق ذكرت أن في زمن الذكاء الاصطناعي لا يحتاج الناس للمفتين، هذا التعليق - مع احترامي لشخصك الكريم - لكنه يدل على أنك غير مدرك لآلية سير العملية الاجتهادية، وهو أشبه بمن يقول يمكن الاستغناء عن الطبيب تماماً في زمن الذكاء الاصطناعي، هكذا بكل بساطة ضارباً عرض الحائط بمرحلة التكييف ثم النظر في الأدلة وصحتها وبيان وجه الدلالة وصحة المدلول وتحقيق المناط وغيرها من العمليات التي لم ولن تجيدها إلا عقلية متشبعة بروح الشريعة وشروطها الموضوعية.
والكلام هنا عن العلم الذي تصدر عنه الفتوى، وليس مجرد الوعظ والإرشاد العام فهذه يجيده من هو غارق في التقليد بلا إشكال.
لذلك في التلقي الشرعي كانت ولا زالت هناك مفاهيم متعلقة بـ"الإجازة"، كقول مالك: "ما جلست في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم للفتوى إلا بعد أن شهد لي سبعون محنّكاً أني أهلٌ لذلك". وإلى اليوم يتلقى العلماء هذه الإجازات في الفتيا والتفقه بسند متصل من أهلها في مدارس التعليم العتيق.
وعلى هذا قام - على صعيد آخر - سوق علم الحديث مثلاً إذ يقول ابن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". وكقول ابن سيرين: "سموا لنا رجالكم".
وفي أي مجال مهما كان حتى الفنون والمهارات يحترم الناس الشروط الموضوعية للتخصص، وينقدون المتسّلقين على تلك الشروط، وليس الأمر خاصاً بالدين، إلا اللهم إن كنّا نريد شيوع مفاهيم أناركية فوضوية في شتى المجالات المعرفية.
والآن نحن في كل مرة حين تحصل أحداث كبرى نعاني من تصدر اللايفاتية وناقلي الأخبار والمحللين الذين ينتقلون بصورة ناعمة للكلام في كل مجال حرفياً وإن لم تكن لهم بضاعة فيه.
BY قناة | محمد خلف الله
Share with your friend now:
tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4161