tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4183
Last Update:
رغم أني كثير المتابعة للشأن السوري قراءة ومشاهدة، لكن يبدو أن كل هذا لم يكن كافياً لتصور حجم الظلم الواقع على إنسان سوريا من هذه الأسرة المتألّهة التي طغت في البلاد فأكثرت فيها الفساد.
مشاهد تلك السجون كفيلة بزراعة إشكال نفسي في عقلك.
فقط لفت انتباهي شيء واحد: كيف تعيش دولة محورية سنية عدد السنة فيها 85% لمدة 50 سنة بكل هذا التنكيل والاستضعاف وكأنهم ليسوا بشراً أصلاً بما لا يكاد يكون موجوداً في دولة معاصرة إلا أن تكون كوريا الشمالية؟!
هنا علمتُ قدر مشكلة الاستبداد والظلم السياسي وهضم حقوق الإنسان، الاستهزاء بهذا الجانب كما هو موجود عند فئام من المتشرعنة هو سبب رئيس لاستقواء مثل هذه الأنظمة المتفرعنة، مناهج الصمت المطبق على الظلم تجعل الظالم يتفنن في شكل الجريمة وطريقة ظلم الناس، بل والتعامل معهم كأنهم عبيد بالمعنى الحرفي للكلمة في القرون الوسطى، بل أشد ضحالة.
وفتنة الناس بالظلم واستمرائه والتعايش معه وتناسيه حتى تتوقف الأمة أن تقول للظالم: يا ظالم = من أسباب تسليط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة.
وإن من يقرأ القرآن الكريم وتاريخ الأديان السماوية عموماً يعلم أن من قطعيات مقاصد الشريعة رفع الظلم الواقع على الإنسان فضلاً عن أن يكون ظلماً عاماً يمس كل مفاصل المجتمع بهذا الشكل الوحشي،{ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}، وهو سبيل لابد فيه من بذل التضحيات تلو التصحيات، وإن من العار علينا كمسلمين أن تبذل أوروبا العلمانية المسيحية في سبيل سقوط سجن الباستيل كرمزية الطغيان والنظام المستبد لتصل لأنموذج ديمقراطي يحقق قدرا من حقوق الإنسان الأساسية والسياسية ثم نقف نحن حملة نور النبوة والرسالة والدين الخاتم أمام كل هذه المظالم التاريخية مكتوفي الأيدي، بل بعضهم يُصفّق لها.
ومن المضحكات حقاً أن يأتي متشرعن ويعمد لنصوص السياسة الشرعية في ديننا التي تعلقت بلفظ شريف مثل "ولي الأمر" وما يتعلق به من أحكام ثم خبط لصق ينزله في مثل هذه الأنظمة التي لا ترفع رأساً لا بالدين ولا الدنيا! فيعيش المسلمون معها الأمرَين والأمرّين.
ولمَ الافتراضات ؟
وقد رأينا من يلبس الشرعية لعائلة الأسد هذه ويعتبرها ولي أمر شرعي ويعتبر المحافظة عليها من تمام مقاصد الشريعة مهما كان الاستعباد، مثل الشيخ البوطي وغيرهم من شيوخ الدين.
هذا فهم يفوق الوصف في الاعوجاج عن مصالح المسلمين وأرواحهم المنتهكة في سجون هذا المجرم والاضطهاد وتحريف الدين، بل وتأليه الدولة.
وهنا تعلم أيضاً أثر غياب المفاهيم الأولية لهذه الدولة الحديثة المركزية عند كثير من القطاعات الشرعية أساسا.
تخيل معي في مقاربة تاريخية يسيرة، منطقة محورية في البعد الحضاري للإسلام كانت منها تنطلق كل الفتوحات الإسلامية شرقاً وغرباً إذ هي مهد الأمويين، صارت اليوم لمدة 50 سنة مختطفة من أقلية علوية باطنية بعثية لا يكاد يكون لها وجود في الأمة إلا لماماً، حتى صار السنة فيها لا يقوون على مجرد الحياة فضلاً عن التعبد والدعوة!
ما الذي صنع كل هذه النقلة النوعية نحو الحضيض؟!
هل تصورت معي حجم الكارثة؟
BY قناة | محمد خلف الله
Share with your friend now:
tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4183