tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4189
Last Update:
استمع لهذا المقطع من لقاء حافظ الأسد بمجموعة من سدنة نظامه من المشايخ الدمشقيين وعلى رأسهم رجل معروف عالمياً بالتضلع العلمي مثل البوطي، وها هو الأسد يقنعهم بأن دولته ليست ضد الدين، بل تخدم الدين أكثر من الدولة الأموية ذات نفسها؛ لأنها تبني المساجد والمعاهد الشرعيّة!
تخيل كيف يمكن لرجل دين أن يقتنع بأن رجل بعثي علماني صِرف طاغية يمكن للطائفة الباطنية العلوية ويجلب الدول الاستعمارية كروسيا وإيران لتدمير شعبه، يعادي السنة بما لم يشهده بلد في هذا العصر؟!
ولا تستغرب؛ فقد أقنع من قبله نابليون بونابرت فئاماً من شيوخ الدين أنه قد أسلم بعد غزوه لمصر وتدميره للأزهر الشريف، وحضوره للموالد، فاقتنعوا!
الدين نفسه محرّف مشوّه عند هؤلاء إذ يتم حصره في طقوس وشعائر فردية لا تمس جوهر القوانين ولا الاقتصاد ولا السياسة ولا حتى الحريات .. وهو نهج قديم استخدمته من قبل الدولة الرومانية لما دخلت في المسيحية في عهد قسطنطين فاتخذت المسيحية سلاحاً لها لتبرير كل إجرامها وبطشها، وكما فعلته الإمبراطورية الفارسية لما اتخذت الزرادشتية سلاحاً يطوّع لها وجودها، وكما كان يفعل فرعون مع المصريين: "وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، "إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد" وأيضاً كان يتخذ السحرة (والساحر في زمانهم يعني العالم بالدين)، وكما كانت تفعل قريش مع الحرم المكي إذ اتخذته شرفاً دينياً تباهي بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام لترقى به على كل قبائل العرب سيادةً .. وهكذا يتعامل الطغاة مع الدين كأداة فقط.
ولماذا الدين؟
لأنه الأقوى تأثيراً، فالدولة الحديثة خصوصاً تتعامل مع الدين من منطلق الاستثمار في تأثيره في النفوس لتطويع عقيدتها وسياستها، ولو اجتمع مع الدولة الحديثة استبداد سياسي وعقدي كما الحال في الطائفة العلوية فقد اكتمل عقد التحريف والاستثمار.
وماذا حصل؟
فعلاً كانت الجوقة من علماء الدين الدمشقيين يطبّلون له كما كان يفعل البوطي، ويعتقدون أنه ناشر للدين والعقيدة، وأن الحفاظ على آل الأسد هو من مقاصد الشريعة العظيمة!
فمِن جوهرِ التوحيدِ نفيُ ألوهةِ الـ
مُلوكِ؛ لذا ما زالَ دينًا مُحرَّمَا
ولم يُؤمنِ الأملاكُ إلا تَقيةً
وفي المُلك شِركٌ يُتعبُ المُتكتِّمَا
وفرعونُ والنُّمرودُ لم يَتغيَّرَا
بقَرنينِ أو رَبْطاتٍ عُنْقٍ تهنْدَمَا
ونحنُ لعَمري نحنُ منذُ بدايةِ الـ
خَليقةِ يا أحبابَنا وهُما هُمَا
نعظِّمُ تاجَ الشَّوكِ في كلِّ مرةٍ
ولسنا نرَى تاجًا سواهُ مُعظَّمَا
ونرضَى مِرارًا أن تُرضَّ عِظامُنا
عَطاشَى ولا نرضَى دَعِيًّا مُحكَّمَا
BY قناة | محمد خلف الله
Share with your friend now:
tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4189