tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4212
Last Update:
تابعتُ لقاء BBC الأخير مع الشرع، ولابد لكل أحد يريد أن يفهم "أين وصل الغرب في الموت السريري؟" أن يتابع هذا اللقاء ..
ففي الوقت الذي خرجت فيه بلاد للتو من حكم ديكتاتوري دموي له أكثر من 50 سنة مارس فيها كل ألوان التقتيل والتعذيب والاعتقال والاضطهاد وجلب المرتزقة من الخارج لتدمير الشعب والبلاد = يرى الإنسان الغربي أن أهم مشكلة ينبغي أن يُسأل عنها القادة الجدد للبلاد هي:
ما رأيك في حقوق الأقليات الدينية؟
ماذا عن حجاب المرأة؟
ماذا عن لبس المرأة في الشواطئ؟
لماذا طلبت من فتاة تغطية رأسها؟
ماذا عن الخمر؟
هل تريد إقامة دولة أو خلافة إسلامية مثل أفغانستان، لا سمح الله يعني؟
بالضبط هذه هي أول أسئلة المقابلة، وهي حقيقةً ما يدور في فكر الغرب في نظرته للشعوب الإسلامية، يعني لا يهمه التقتيل وبحار الدماء وتدمير البنية التحتية وضياع التنمية والاقتصاد وتهجير المواطنين من بلدانهم وفقدان البيوت وحياة الخيام ووو ...!
أهم شيء ألا يكون هناك حكم إسلامي، وأن تتفسح النساء بالتنورة القصيرة في الطرقات والشواطئ!
نفس تفكير القحاتة لما أتوا للسلطة كل همهم كان هو الآيدولوجيا العلمانية وتفشيها في الإعلام والتعليم والقانون، في وقت كانت فيه البلاد في حالة شلل اقتصادي وتنموي.
حالة الغياب الواقعي هذه عامة عند الغرب وذيله العلماني في المنطقة، فطبيعي أن تجد نسويّة تخاطب نساء السودان عن ضرورة الصحة الإنجابية وقضايا الإجهاض والأسرة النمطية، في وقت لا تجد فيه النساء خياماً كافية للجوء ولا رغيفاً يسد رمق أبنائها .. فأهم قيمة هي تحقيق الذات!
السُعار العلماني الغربي من نجاح أي تجربة إسلامية في أي بلد شيء عجيب، ويدل على أن القضية المركزية عندهم آيدولوجية عقدية بحتة، مهما حاول الناس تغيير ذلك بالخطاب الدوبلماسي.
وأعان الله الإخوة في سوريا، فيبدو جلياً أن القادم سيكون سيلاً من الهجوم من كل صوب إعلامياً وسياسياً ودولياً لإفشال التجربة منذ مهدها، وهم بارعون جداً في عملية الإفشال هذه، ولن يُعدموا أن يجدوا في التشكلات العلمانية ساعداً قوياً لهم لإجهاض هذه التجربة مهما كانت، فالعلمانية العربية مرتبطة عضوياً بالعمالة، كما أن الأقليات العقدية مثل الدروز والعلوية تمثل ثغرة مهمة يستطيع منها الغرب إملاء شروطه كما يحلو له خصوصاً مع تمدد الكيان لهضبة الجولان وما حولها.
ورسالة صغيرة لأحمد الشرع:
في الوقت الذي تدخل فيه مع الغرب سباق السياسة مجرداً عن قوتك فأنت الخاسر حتماً، لا تتخلّ عن بندقيتك مهما وعدوك ومنّوك، هم يعلمون ما يدور في فكرك تماماً مهما كانت الإجابات فضفاضة ودبلوماسية، ولولا بندقيتك لما جلسوا معك ولا تحاوروا معك ولا اعترفوا بك، إياك أن تتخلى عنها وعن شبابك وظهيرك الشعبي مهما كان، وإلا سيلفّون عليك حبال الخسة داخلياً وخارجياً حتى يردوك قتيلاً مجندلاً كما فعلوا مع التجارب السابقة، وأظن أن هذا المسار هو الذي يلوح في الأفق القريب.
BY قناة | محمد خلف الله
Share with your friend now:
tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4212