tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4457
Last Update:
رسالة إلى العقلاء من كل التيارات الإسلامية ..
ظللتُ أكتب كثيراً عن هذه الفكرة، لكن لا بأس بكثرة التكرار ففيه فائدة ..
من فوائد هذه الحرب أنها بينت الحقيقة الصافية التي ينبغي أن تدركها كل التيارات الإسلامية العاملة في إصلاح الواقع اليوم، وهي أنه لا إصلاح شامل بدون تعاون وتكامل بين كل العاملين من شتى تياراتهم وأحزابهم ومشاربهم، واقع اليوم يحتّم الحقيقة القرآنية: "وتعاونوا على البر والتقوى" والآية مصدرة بالخطاب للمؤمنين فكل من ثبت له هذا الوصف يدخل في هذا الأمر الرباني، وهي حقيقة واقعية إذ رأى الجميع كيف أنه يمكن أن يكون هناك مشتركات كثيرة متفق عليها بينهم، على أقل تقدير مجابهة المد العلماني الجارف الذي لا يفرق بين الجميع ويستهدف الدين جملةً وتفصيلاً، بل ويستهدف الأرض التي نعيش عليها ويتخابر مع الخارج لأجل تحقيق ذلك.
الآن ينبغي أن يدرك العقلاء من كل تيار أن كل تيار فيه الصادقون الحاملون للهم الإصلاحي، وقد يصيبون وقد يخيبون في بعض خطواتهم وتصوراتهم فكل بني آدم خطاء، وجل من لا يخطئ، الآن ينبغي أن تتلاشى لغة التعميم المخل الموجودة في خطابات بعض هذه التيارات عن بعضها الآخر، والانشغال بالسفاسف وجزئيات المسائل و"الغرق في شبر ماء" عن كثير من أصول الإسلام الكبرى التي تهاجم اليوم من الحداثة الغربية.
هناك أجيال قديمة في كل هذه التيارات محمّلة بخصومات تاريخية ومواقف شخصية وتريد توريث كل هذه الحمولة للأجيال التالية، وهو خُلق مشين لا يصدر من ذي مروءة لا يضع للخلاف موضعه ويكثر من الفجور في الخصومة، بل من نبل الأخلاق أن تنأى بحظوظ نفسك عن رسم أن هذا هو الدين والمنهج!
هذه النفسيات ينبغي أن يرميها هذا الجيل من كل الإسلاميين وراءهم ظهرياً، وليمضوا حيث يؤمرون من تحقيق الحد الأدنى من المشتركات والمتفق عليه، وما أكثره! وما أحوج الأمة له!
نعم، من المثاليات الحالمة أن ينتهي الخلاف مهما كان، لكن يمكن أن يدار الخلاف بعقلانية وأخلاق وتوقيت صالح وطريقة صالحة، فليس كل خلاف يُدار في مياداين تُذبح فيها أعناق الأمة ذبح النعاج!
وإني قد خالطتُ كثيراً من أطياف الجماعات والأحزاب والتيارات الإسلامية بالسودان، وأقول بملء الفم: كل تيار فيه عقلاء وفيه سفهاء، وتكمن المشكلة أن السفهاء دائماً يتصدرون كثيراً المشهد فيخبطون خبط عشواء ويعيشون صراعات صفرية عديمة الجدوى متناسين المعارك الكبرى التي يبنغي أن تُخاض، والعقلاء دائماً يتاورون خشية ضجيج السفاء عليهم، فلو أن العقلاء من كل تيار تقدموا ودرسوا إدارة الخلاف بينهم، وعرفوا القدر المشترك للتعاون والتحالفات = لخرجوا بخير عظيم للأمة.
والتيار الإسلامي بمفهومه العام في السودان كبير وكبير جداً، لكن أثره يكاد ينعدم في الواقع السياسي، بينما العلمانيون استطاعوا أن يكوّنوا تحالفات كادت لهذه البلاد كل كيد، رغم اختلافهم فيما بينهم، فما الذي يمنع التيارات الإسلامية أن تمد يدها لتحقيق حد أدنى من مجابهة التيار العلماني وفاعليته السياسية؟ ما لم نتعلمه بالاختيار ينبغي أن تعلمه لنا هذه الحرب بالاضطرار.
📌 محمد خلف الله
BY قناة | محمد خلف الله
Share with your friend now:
tgoop.com/Mohammed_Khalafallah/4457