هذه لحظة فارقة كما يقول الأستاذ الكبير حازم صلاح أبو إسماعيل..
هي فرص تاريخية تُفتح مرة أو مرتين في المدد الزمنية الطويلة..
إياكم يا أهلنا في سوريا أن تضيعوها، لا تتهاونوا في التمكين السياسي والعسكري والتعليمي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وفي كل مفاصل الدولة ..
لا تسمعوا لرجرجة العلمانيين والليبراليين المنافقين، أنتم أيها الإسلاميون طليعة من حرر البلاد ودفع ضريبة ذلك، إياكم والزهد السياسي..
ادخلوا في كل تفصيل، غيروا وأصلحوا، بما تستطيعون وتطيقون ..
إياكم والتهاون في هذه اللحظة الفارقة، فهي لا تتكرر كثيراً، وإياكم ووضع سلاحكم وترك جانب القوة فهو الأمان لكم بعد الله من كل ثورة مضادة تبيد خضراءكم ..
أكثرِوا من العمل الحقيقي، وتجنبوا التهافت للتصريحات الإعلامية ..
هي فرص تاريخية تُفتح مرة أو مرتين في المدد الزمنية الطويلة..
إياكم يا أهلنا في سوريا أن تضيعوها، لا تتهاونوا في التمكين السياسي والعسكري والتعليمي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وفي كل مفاصل الدولة ..
لا تسمعوا لرجرجة العلمانيين والليبراليين المنافقين، أنتم أيها الإسلاميون طليعة من حرر البلاد ودفع ضريبة ذلك، إياكم والزهد السياسي..
ادخلوا في كل تفصيل، غيروا وأصلحوا، بما تستطيعون وتطيقون ..
إياكم والتهاون في هذه اللحظة الفارقة، فهي لا تتكرر كثيراً، وإياكم ووضع سلاحكم وترك جانب القوة فهو الأمان لكم بعد الله من كل ثورة مضادة تبيد خضراءكم ..
أكثرِوا من العمل الحقيقي، وتجنبوا التهافت للتصريحات الإعلامية ..
✨ انضم إلى مجتمع السودانيين للعمل الحر على تليجرام! ✨
📌 إذا كنت تعمل في مجال العمل الحر أو مهتم بالدخول فيه، فهذا هو مكانك!
مجتمعنا مفتوح لكل السودانيين الذين يشاركون نفس الشغف:
- النقاشات الهادفة.
- تبادل الخبرات.
- التعارف مع مبدعين آخرين.
🔹 لا توجد قيود أو خدمات محددة، الجميع هنا ليتعلم ويشارك ويستفيد.
سواء كنت مبتدئًا تتطلع لخطوتك الأولى أو محترفًا تسعى للتواصل مع آخرين، نحن نرحب بك!
🌟 كن جزءًا من هذا المجتمع الرائع وشاركنا رحلتك نحو النجاح.
🎯 رابط الانضمام:https://www.tgoop.com/sudanese_freelancers
📢أهلاً وسهلاً بك في بيت العمل الحر السوداني!
📌 إذا كنت تعمل في مجال العمل الحر أو مهتم بالدخول فيه، فهذا هو مكانك!
مجتمعنا مفتوح لكل السودانيين الذين يشاركون نفس الشغف:
- النقاشات الهادفة.
- تبادل الخبرات.
- التعارف مع مبدعين آخرين.
🔹 لا توجد قيود أو خدمات محددة، الجميع هنا ليتعلم ويشارك ويستفيد.
سواء كنت مبتدئًا تتطلع لخطوتك الأولى أو محترفًا تسعى للتواصل مع آخرين، نحن نرحب بك!
🌟 كن جزءًا من هذا المجتمع الرائع وشاركنا رحلتك نحو النجاح.
🎯 رابط الانضمام:https://www.tgoop.com/sudanese_freelancers
📢أهلاً وسهلاً بك في بيت العمل الحر السوداني!
"الأدب" و"الإنصاف" و"احترام المخالف" و"الرد بموضوعية" ... دي كلها مفاهيم مقياسها الحقيقي ما لما تختلف مع زولك المن جماعتك أو تيارك أو حزبك أو بشبهك فكرياً أو مرتاح ليهو نفسياً ... أبداً ما حتقدر تقيسها هنا فالكل مؤدب مع ناسه..
المقياس الحقيقي ليها لما تختلف مع زول ما من جماعتك ولا بشبهك فكرياً أو أنت ما مرتاح ليهو نفسياً أو أو أو ... إلخ
هنا بالجد ممكن نشوف المعايير دي حقيقية عندك ولا مفاهيم نظريّة ..
وللأسف كل التيارات كان يمينية أو يسارية ساقطة في الباب ده للطيش .. ما حستثني ليك إلا العقلاء المتزنين من كل تيار وهم فعلاً موجودين في كل التيارات، بس دايماً ما بكونوا هم الغالب .. الغالب والمتصدرين بكونوا ياهم الموتورين..
الإنسان بطبيعته بحب الانتماء والولاء الجمعي، ودي صفة كويسة من ناحية، بس من ناحية تانية بتخلي الواحد عايش في فقاعة حزبية وشللية .. وفعلياً لما يتكلم ليك عن الإنصاف والأدب ووو فهو ضمنياً بيأطر ليك الموضوع ده في إطار جماعته أو تياره أو ناسه أو شلته بدون ما يشعر هو ذات نفسه ...
التيارات مربية على العقلية بتاعت "زولنا وزولهم" .. فلما يكون الاختلاف مع خصم ليهم بطلعوا ليهو سكين وببدوا الاغتيال المعنوي والسلخ والتجريد التام للخصم ده من أي سابق فضل وبنسوا حاجة اسمها "رد موضوعي" دي تماماً.. بعتبروها كأنها فرصة تاريخية سنحت ولابد يستفيد منها كامل الاستفادة ..
لكن نفس الغلطة بل أكبر منها كمان لما تبدر من زولهم طوالي هنا بتشتغل أسطوانة: باركوها .. وأقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم .. والرد لابد يكون بأدب وعلم .. وممكن يغطوا ليهو الغلطة ذات نفسها ويعملوا نايمين كلهم أساساً ... فده زولنا في النهاية مهما يكون!
من المواقف العجيبة هنا موقف ابن تيمية من المخالفين ليه عقدياً من مجموعة من الفقهاء الكانو في زمانه وكان قبل كده بحرضوا على قتله عديل كده ... لا وكمان كانوا مختلفين سياسياً مع الملك لأنهم بايعوا واحد تاني .. فابن تيمية جاتوا الفرصة جاااهزة من كل النواحي ينقض على خصمه ويطلع فتوى بقتل خصومه ديل عشان الملك ينفذ الفتوى وقتياً وهو أصلاً كان منتظره يفتي بس .. يعني تجلّت لابن تيمية لحظة الانتقام الحقيقي من كل النواحي ... لكن سبحان الله الرجل عصمه الله بخلقه الرفيع في أدبه وإنصافه ففهم اللعبة فرفض الفتوى، بل أثنى على خصومه ديل في الموضع ده، وقال ليهو زي ديل تاني ما بتلقى لو مشوا!
شوف المشهد ده بحكيه تلميذه ابن عبدالهادي:
"وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم . قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير .
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم , وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك ؛ أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم." العقود الدرية (298-299)
ولاحظ القاضي ابن مخلوف - الخصم العقدي والسياسي - بقى يحترم ابن تيمية كيف بعد الموقف العظيم ده؛ لأنه بالجد مروءة عالية وإنصاف عجيب! فكان يقول بعد ذلك: ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا!
حتى الأعداء والخصوم يشهدوا ليك بي كده؛ فده هنا معناها المقياس الحقيقي بالجد ..
عشان كده في الزمن ده فتش عن النبلاء والعقلاء وأسوياء النفس وأصحاب المروءات العالية ولو كانوا مختلفين معاك فهم يحفظون الود وينصفون عند الخلاف ... وأبعد تماماً من الصديق ضيق الأفق خسيس المروءة ولو كان قريباً منك فهو ممكن يخذلك ويفش فيك غبينته كلها في أول فرصة سانحة ليهو بس هو لسه ما لقاها فيك ...
وفعلاً عدو عاقل خير من صديق جاهل...
أو كما قال صفي الدين الحلي:
لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم* (خِلٌّ وَفِيٌّ) لِلشَدائِدِ أَصطَفي
أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ * الغولُ وَالعَنقاءُ وَ(الخِلُّ الوَفي)
المقياس الحقيقي ليها لما تختلف مع زول ما من جماعتك ولا بشبهك فكرياً أو أنت ما مرتاح ليهو نفسياً أو أو أو ... إلخ
هنا بالجد ممكن نشوف المعايير دي حقيقية عندك ولا مفاهيم نظريّة ..
وللأسف كل التيارات كان يمينية أو يسارية ساقطة في الباب ده للطيش .. ما حستثني ليك إلا العقلاء المتزنين من كل تيار وهم فعلاً موجودين في كل التيارات، بس دايماً ما بكونوا هم الغالب .. الغالب والمتصدرين بكونوا ياهم الموتورين..
الإنسان بطبيعته بحب الانتماء والولاء الجمعي، ودي صفة كويسة من ناحية، بس من ناحية تانية بتخلي الواحد عايش في فقاعة حزبية وشللية .. وفعلياً لما يتكلم ليك عن الإنصاف والأدب ووو فهو ضمنياً بيأطر ليك الموضوع ده في إطار جماعته أو تياره أو ناسه أو شلته بدون ما يشعر هو ذات نفسه ...
التيارات مربية على العقلية بتاعت "زولنا وزولهم" .. فلما يكون الاختلاف مع خصم ليهم بطلعوا ليهو سكين وببدوا الاغتيال المعنوي والسلخ والتجريد التام للخصم ده من أي سابق فضل وبنسوا حاجة اسمها "رد موضوعي" دي تماماً.. بعتبروها كأنها فرصة تاريخية سنحت ولابد يستفيد منها كامل الاستفادة ..
لكن نفس الغلطة بل أكبر منها كمان لما تبدر من زولهم طوالي هنا بتشتغل أسطوانة: باركوها .. وأقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم .. والرد لابد يكون بأدب وعلم .. وممكن يغطوا ليهو الغلطة ذات نفسها ويعملوا نايمين كلهم أساساً ... فده زولنا في النهاية مهما يكون!
من المواقف العجيبة هنا موقف ابن تيمية من المخالفين ليه عقدياً من مجموعة من الفقهاء الكانو في زمانه وكان قبل كده بحرضوا على قتله عديل كده ... لا وكمان كانوا مختلفين سياسياً مع الملك لأنهم بايعوا واحد تاني .. فابن تيمية جاتوا الفرصة جاااهزة من كل النواحي ينقض على خصمه ويطلع فتوى بقتل خصومه ديل عشان الملك ينفذ الفتوى وقتياً وهو أصلاً كان منتظره يفتي بس .. يعني تجلّت لابن تيمية لحظة الانتقام الحقيقي من كل النواحي ... لكن سبحان الله الرجل عصمه الله بخلقه الرفيع في أدبه وإنصافه ففهم اللعبة فرفض الفتوى، بل أثنى على خصومه ديل في الموضع ده، وقال ليهو زي ديل تاني ما بتلقى لو مشوا!
شوف المشهد ده بحكيه تلميذه ابن عبدالهادي:
"وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم . قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير .
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم , وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك ؛ أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم." العقود الدرية (298-299)
ولاحظ القاضي ابن مخلوف - الخصم العقدي والسياسي - بقى يحترم ابن تيمية كيف بعد الموقف العظيم ده؛ لأنه بالجد مروءة عالية وإنصاف عجيب! فكان يقول بعد ذلك: ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا!
حتى الأعداء والخصوم يشهدوا ليك بي كده؛ فده هنا معناها المقياس الحقيقي بالجد ..
عشان كده في الزمن ده فتش عن النبلاء والعقلاء وأسوياء النفس وأصحاب المروءات العالية ولو كانوا مختلفين معاك فهم يحفظون الود وينصفون عند الخلاف ... وأبعد تماماً من الصديق ضيق الأفق خسيس المروءة ولو كان قريباً منك فهو ممكن يخذلك ويفش فيك غبينته كلها في أول فرصة سانحة ليهو بس هو لسه ما لقاها فيك ...
وفعلاً عدو عاقل خير من صديق جاهل...
أو كما قال صفي الدين الحلي:
لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم* (خِلٌّ وَفِيٌّ) لِلشَدائِدِ أَصطَفي
أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ * الغولُ وَالعَنقاءُ وَ(الخِلُّ الوَفي)
التحق الجد بسبطه "روح الروح"، وما كان للأرواح إلا أن تتلاقى بعد فراق..
رحمك الله أبا الضياء، فقد كنتَ كالنسمة العابرة التي أيقظت هذا الكون المظلم برهة من الوقت ثم تلاشت، تذكير لطيف للشرق والغرب أن هذه الدنيا كغابة الأقوياء، فهي كئيبة، قاسية، مظلمة، سوداوية، لولا وجود إله قوي عزيز ذي انتقام لا يظلم مثقال حبة خردل؛ فلا تحسبنه غافلاً عما يعمل الظالمون ..
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
رحمك الله أبا الضياء، فقد كنتَ كالنسمة العابرة التي أيقظت هذا الكون المظلم برهة من الوقت ثم تلاشت، تذكير لطيف للشرق والغرب أن هذه الدنيا كغابة الأقوياء، فهي كئيبة، قاسية، مظلمة، سوداوية، لولا وجود إله قوي عزيز ذي انتقام لا يظلم مثقال حبة خردل؛ فلا تحسبنه غافلاً عما يعمل الظالمون ..
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
ماذا يمكن للإسلاميين تحقيقه في الدولة الحديثة؟
من خلال مشاهدة عدة تجارب إسلامية طوال الـ100 سنة الماضية منذ غياب السلطة السياسية الجامعة بسقوط العثمانية، فأظن أن أكبر ما أتوقعه هو فسح المجال للإصلاح المجتمعي، ألا تفرض الدولة قيوداً بين المصلحين والمجتمع، أن يُكبح جماح صلاحياتها الإلهية المتفشية في كل مفصل من مفاصل التأثير على المجتمع، ولعل ذلك يتمظهر في فسح المجال لأداتين: أداة الإعلام، وأداة التعليم والتربية والدعوة.
يليه الإصلاح العسكري لضمان جانب القوة الحامية للمنظومة الجديدة، إلى حدٍّ ما فيه مرونة.
وأدنى منه في الدرجة هو الجانب القانوني، خصوصاً القانون المحلي، إلى حدٍّ ما أيضاً هو قابل للكثير من الممارسات الإصلاحية.
وقد يكون من المتعذر حالياً أو المتعسّر جداً أن يحدث تغير جذري في الجانب الاقتصادي والبنية السياسية حيث أن له ارتباطاً وثيقاً جداً بالمنظومة العالمية، والانفكاك التام عنها ليس واقعياً.
وأكثر ما تفشل فيه التجارب الإسلامية هو التأسيس لنظام سياسي مستدام، حيث تسعى دوماً لبناء مشروع حول أشخاص يتحول مع مرور الزمن الأمر فيه لاستبداد سياسي ونسخة علمانية مكررة، سرعان ما يتهاوى بتهاوي هذه الشخصيات موتاً أو نكوصاً منها عن أصل الفكرة أو فشلاً يعقبه تغيير شعبي.
كل هذا وفق المتاح والمقدور عليه في دائرة الممكن، أما بناء نظام إسلامي متكامل الاستمداد والبنية والمخرجات وفق فقه السياسة الشرعية التراثي فهو من المستحيلات في ظل الدولة الحديثة بشكلها الحالي.
وعدم فهم هذا القدر يجعل الناقد يخبط خبط عشواء بين رفع سقف التوقعات المثالية، أو الذوبان الكلي في المنظومة الحداثية.
من خلال مشاهدة عدة تجارب إسلامية طوال الـ100 سنة الماضية منذ غياب السلطة السياسية الجامعة بسقوط العثمانية، فأظن أن أكبر ما أتوقعه هو فسح المجال للإصلاح المجتمعي، ألا تفرض الدولة قيوداً بين المصلحين والمجتمع، أن يُكبح جماح صلاحياتها الإلهية المتفشية في كل مفصل من مفاصل التأثير على المجتمع، ولعل ذلك يتمظهر في فسح المجال لأداتين: أداة الإعلام، وأداة التعليم والتربية والدعوة.
يليه الإصلاح العسكري لضمان جانب القوة الحامية للمنظومة الجديدة، إلى حدٍّ ما فيه مرونة.
وأدنى منه في الدرجة هو الجانب القانوني، خصوصاً القانون المحلي، إلى حدٍّ ما أيضاً هو قابل للكثير من الممارسات الإصلاحية.
وقد يكون من المتعذر حالياً أو المتعسّر جداً أن يحدث تغير جذري في الجانب الاقتصادي والبنية السياسية حيث أن له ارتباطاً وثيقاً جداً بالمنظومة العالمية، والانفكاك التام عنها ليس واقعياً.
وأكثر ما تفشل فيه التجارب الإسلامية هو التأسيس لنظام سياسي مستدام، حيث تسعى دوماً لبناء مشروع حول أشخاص يتحول مع مرور الزمن الأمر فيه لاستبداد سياسي ونسخة علمانية مكررة، سرعان ما يتهاوى بتهاوي هذه الشخصيات موتاً أو نكوصاً منها عن أصل الفكرة أو فشلاً يعقبه تغيير شعبي.
كل هذا وفق المتاح والمقدور عليه في دائرة الممكن، أما بناء نظام إسلامي متكامل الاستمداد والبنية والمخرجات وفق فقه السياسة الشرعية التراثي فهو من المستحيلات في ظل الدولة الحديثة بشكلها الحالي.
وعدم فهم هذا القدر يجعل الناقد يخبط خبط عشواء بين رفع سقف التوقعات المثالية، أو الذوبان الكلي في المنظومة الحداثية.
قناة | محمد خلف الله
Photo
تابعتُ لقاء BBC الأخير مع الشرع، ولابد لكل أحد يريد أن يفهم "أين وصل الغرب في الموت السريري؟" أن يتابع هذا اللقاء ..
ففي الوقت الذي خرجت فيه بلاد للتو من حكم ديكتاتوري دموي له أكثر من 50 سنة مارس فيها كل ألوان التقتيل والتعذيب والاعتقال والاضطهاد وجلب المرتزقة من الخارج لتدمير الشعب والبلاد = يرى الإنسان الغربي أن أهم مشكلة ينبغي أن يُسأل عنها القادة الجدد للبلاد هي:
ما رأيك في حقوق الأقليات الدينية؟
ماذا عن حجاب المرأة؟
ماذا عن لبس المرأة في الشواطئ؟
لماذا طلبت من فتاة تغطية رأسها؟
ماذا عن الخمر؟
هل تريد إقامة دولة أو خلافة إسلامية مثل أفغانستان، لا سمح الله يعني؟
بالضبط هذه هي أول أسئلة المقابلة، وهي حقيقةً ما يدور في فكر الغرب في نظرته للشعوب الإسلامية، يعني لا يهمه التقتيل وبحار الدماء وتدمير البنية التحتية وضياع التنمية والاقتصاد وتهجير المواطنين من بلدانهم وفقدان البيوت وحياة الخيام ووو ...!
أهم شيء ألا يكون هناك حكم إسلامي، وأن تتفسح النساء بالتنورة القصيرة في الطرقات والشواطئ!
نفس تفكير القحاتة لما أتوا للسلطة كل همهم كان هو الآيدولوجيا العلمانية وتفشيها في الإعلام والتعليم والقانون، في وقت كانت فيه البلاد في حالة شلل اقتصادي وتنموي.
حالة الغياب الواقعي هذه عامة عند الغرب وذيله العلماني في المنطقة، فطبيعي أن تجد نسويّة تخاطب نساء السودان عن ضرورة الصحة الإنجابية وقضايا الإجهاض والأسرة النمطية، في وقت لا تجد فيه النساء خياماً كافية للجوء ولا رغيفاً يسد رمق أبنائها .. فأهم قيمة هي تحقيق الذات!
السُعار العلماني الغربي من نجاح أي تجربة إسلامية في أي بلد شيء عجيب، ويدل على أن القضية المركزية عندهم آيدولوجية عقدية بحتة، مهما حاول الناس تغيير ذلك بالخطاب الدوبلماسي.
وأعان الله الإخوة في سوريا، فيبدو جلياً أن القادم سيكون سيلاً من الهجوم من كل صوب إعلامياً وسياسياً ودولياً لإفشال التجربة منذ مهدها، وهم بارعون جداً في عملية الإفشال هذه، ولن يُعدموا أن يجدوا في التشكلات العلمانية ساعداً قوياً لهم لإجهاض هذه التجربة مهما كانت، فالعلمانية العربية مرتبطة عضوياً بالعمالة، كما أن الأقليات العقدية مثل الدروز والعلوية تمثل ثغرة مهمة يستطيع منها الغرب إملاء شروطه كما يحلو له خصوصاً مع تمدد الكيان لهضبة الجولان وما حولها.
ورسالة صغيرة لأحمد الشرع:
في الوقت الذي تدخل فيه مع الغرب سباق السياسة مجرداً عن قوتك فأنت الخاسر حتماً، لا تتخلّ عن بندقيتك مهما وعدوك ومنّوك، هم يعلمون ما يدور في فكرك تماماً مهما كانت الإجابات فضفاضة ودبلوماسية، ولولا بندقيتك لما جلسوا معك ولا تحاوروا معك ولا اعترفوا بك، إياك أن تتخلى عنها وعن شبابك وظهيرك الشعبي مهما كان، وإلا سيلفّون عليك حبال الخسة داخلياً وخارجياً حتى يردوك قتيلاً مجندلاً كما فعلوا مع التجارب السابقة، وأظن أن هذا المسار هو الذي يلوح في الأفق القريب.
ففي الوقت الذي خرجت فيه بلاد للتو من حكم ديكتاتوري دموي له أكثر من 50 سنة مارس فيها كل ألوان التقتيل والتعذيب والاعتقال والاضطهاد وجلب المرتزقة من الخارج لتدمير الشعب والبلاد = يرى الإنسان الغربي أن أهم مشكلة ينبغي أن يُسأل عنها القادة الجدد للبلاد هي:
ما رأيك في حقوق الأقليات الدينية؟
ماذا عن حجاب المرأة؟
ماذا عن لبس المرأة في الشواطئ؟
لماذا طلبت من فتاة تغطية رأسها؟
ماذا عن الخمر؟
هل تريد إقامة دولة أو خلافة إسلامية مثل أفغانستان، لا سمح الله يعني؟
بالضبط هذه هي أول أسئلة المقابلة، وهي حقيقةً ما يدور في فكر الغرب في نظرته للشعوب الإسلامية، يعني لا يهمه التقتيل وبحار الدماء وتدمير البنية التحتية وضياع التنمية والاقتصاد وتهجير المواطنين من بلدانهم وفقدان البيوت وحياة الخيام ووو ...!
أهم شيء ألا يكون هناك حكم إسلامي، وأن تتفسح النساء بالتنورة القصيرة في الطرقات والشواطئ!
نفس تفكير القحاتة لما أتوا للسلطة كل همهم كان هو الآيدولوجيا العلمانية وتفشيها في الإعلام والتعليم والقانون، في وقت كانت فيه البلاد في حالة شلل اقتصادي وتنموي.
حالة الغياب الواقعي هذه عامة عند الغرب وذيله العلماني في المنطقة، فطبيعي أن تجد نسويّة تخاطب نساء السودان عن ضرورة الصحة الإنجابية وقضايا الإجهاض والأسرة النمطية، في وقت لا تجد فيه النساء خياماً كافية للجوء ولا رغيفاً يسد رمق أبنائها .. فأهم قيمة هي تحقيق الذات!
السُعار العلماني الغربي من نجاح أي تجربة إسلامية في أي بلد شيء عجيب، ويدل على أن القضية المركزية عندهم آيدولوجية عقدية بحتة، مهما حاول الناس تغيير ذلك بالخطاب الدوبلماسي.
وأعان الله الإخوة في سوريا، فيبدو جلياً أن القادم سيكون سيلاً من الهجوم من كل صوب إعلامياً وسياسياً ودولياً لإفشال التجربة منذ مهدها، وهم بارعون جداً في عملية الإفشال هذه، ولن يُعدموا أن يجدوا في التشكلات العلمانية ساعداً قوياً لهم لإجهاض هذه التجربة مهما كانت، فالعلمانية العربية مرتبطة عضوياً بالعمالة، كما أن الأقليات العقدية مثل الدروز والعلوية تمثل ثغرة مهمة يستطيع منها الغرب إملاء شروطه كما يحلو له خصوصاً مع تمدد الكيان لهضبة الجولان وما حولها.
ورسالة صغيرة لأحمد الشرع:
في الوقت الذي تدخل فيه مع الغرب سباق السياسة مجرداً عن قوتك فأنت الخاسر حتماً، لا تتخلّ عن بندقيتك مهما وعدوك ومنّوك، هم يعلمون ما يدور في فكرك تماماً مهما كانت الإجابات فضفاضة ودبلوماسية، ولولا بندقيتك لما جلسوا معك ولا تحاوروا معك ولا اعترفوا بك، إياك أن تتخلى عنها وعن شبابك وظهيرك الشعبي مهما كان، وإلا سيلفّون عليك حبال الخسة داخلياً وخارجياً حتى يردوك قتيلاً مجندلاً كما فعلوا مع التجارب السابقة، وأظن أن هذا المسار هو الذي يلوح في الأفق القريب.
الدولة الحديثة دولة مؤسسات اعتبارية، وليست دولة شخوص مركزيّة.
هذه البدهية رغم وضوحها إلا أن جهلها يُحدث خللاً ظاهراً في فقه السياسة الشرعيّة حينما تقوم بإسقاطه ضربة لازب عليها.
ولعلي أفرد لهذه الجزئية مقالاً.
هذه البدهية رغم وضوحها إلا أن جهلها يُحدث خللاً ظاهراً في فقه السياسة الشرعيّة حينما تقوم بإسقاطه ضربة لازب عليها.
ولعلي أفرد لهذه الجزئية مقالاً.
خطابات التنوع .. الجندر .. التحول الجنسي .. الأقليّات .. النسويّة .. إلخ دي كلها ما شبهات علمية أو رؤى فكريّة ذاتية، دي خطابات وفقاعات عرضية لمرض دب في الأمّة وهو غياب تحكيم الشريعة وضعفها الحضاري نتيجة لفقدان خطاب يمثلها من ثقافتها وبيئتها وتاريخها الممتد ..
عشان كده فور وجود القيمة الحضارية للأمة الخطابات دي حتندثر تلقائياً وماف زول حيفكر يلتفت ليها أساساً فضلاً عن إنه يجتهد يرد عليها علمياً ..
فنحن في حالة معالجة عرض لمرض وليس مرحلة علاج المرض نفسه المصدّر للخطابات دي ..
الإنسان بطبعه مجبول على رؤية الكمال في الحضارة المتغلبة وهي الغرب حالياً فطبيعي يتأثر بمخرجاتها مهما كانت وهميّة وما عندها علاقة بمشاكلنا الذاتية ..
فلو كانت الحضارة المتغلبة هي روسيا أو الصين أو من قبلهم السوفييت مثلاً كانت حتلقى الخطابات عندنا بتدور حول نفس مخرجاتها: الطبقية - العدالة الاجتماعية - التحليل المادي - الملكية العامة .. إلخ
ودي ميزة الجــ .. ..هاد هنا إنه لما يحصل نصر ميداني ما بتقتصر فائدة النصر ده على التقدم على الأرض بس، بل بتمتد إلى أنها بتخلي ثقافتك غالبة البقية بيحاولوا يدخلوها سلماً وطوعاً وقناعة لأن الإنسان مجبول على رؤية الكمال في الغالب .. وده سبب انتشار الإسلام في كتير من مناطق الفتح من غير أي إرغام للناس على دخوله ..
دي كلها قيم بتضيع لما تعيش في أزمنة الضعف الحضاري وتكون بتنظر من منظار الأدنى للأعلى فبتشغلك الحضارات بأسئلتها هي وتخليك في موضع الدفاع والتفكيك ..
عشان كده فور وجود القيمة الحضارية للأمة الخطابات دي حتندثر تلقائياً وماف زول حيفكر يلتفت ليها أساساً فضلاً عن إنه يجتهد يرد عليها علمياً ..
فنحن في حالة معالجة عرض لمرض وليس مرحلة علاج المرض نفسه المصدّر للخطابات دي ..
الإنسان بطبعه مجبول على رؤية الكمال في الحضارة المتغلبة وهي الغرب حالياً فطبيعي يتأثر بمخرجاتها مهما كانت وهميّة وما عندها علاقة بمشاكلنا الذاتية ..
فلو كانت الحضارة المتغلبة هي روسيا أو الصين أو من قبلهم السوفييت مثلاً كانت حتلقى الخطابات عندنا بتدور حول نفس مخرجاتها: الطبقية - العدالة الاجتماعية - التحليل المادي - الملكية العامة .. إلخ
ودي ميزة الجــ .. ..هاد هنا إنه لما يحصل نصر ميداني ما بتقتصر فائدة النصر ده على التقدم على الأرض بس، بل بتمتد إلى أنها بتخلي ثقافتك غالبة البقية بيحاولوا يدخلوها سلماً وطوعاً وقناعة لأن الإنسان مجبول على رؤية الكمال في الغالب .. وده سبب انتشار الإسلام في كتير من مناطق الفتح من غير أي إرغام للناس على دخوله ..
دي كلها قيم بتضيع لما تعيش في أزمنة الضعف الحضاري وتكون بتنظر من منظار الأدنى للأعلى فبتشغلك الحضارات بأسئلتها هي وتخليك في موضع الدفاع والتفكيك ..
من التجارب التي أفادتني كثيراً جداً في الفترة الماضية الدخول في (مجتمعات مدفوعة) على شبكات الإنترنت.
تكلمت عن هذه الفكرة بإسهاب في كتابي "شبح الميديا " في معالجة آثار إدمان وسائل التواصل .. ولكن بصورة عامة هذه الفكرة منتشرة في الغرب أكثر من العالم العربي، وهي الدخول في مجتمعات تخصصية مدفوعة القيمة شهرياً، تبادل الخبرات في مجالٍ ما أو علمٍ ما مع متخصصين فيه من أنفع التجارب التي تصقل الإنسان وتفيده فائدة كبرى في حياته وتقطع له أشواطاً وأزمنة في فترات وجيزة، المال مقابل القيمة والخبرة والوقت.
إضافة لذلك ستجد نفسك عالجت كثيراً من مشاكل إدمان وسائل التواصل غير المفيدة في مجتمعات بلهاء لا فائدة منها قط.
تكلمت عن هذه الفكرة بإسهاب في كتابي "شبح الميديا " في معالجة آثار إدمان وسائل التواصل .. ولكن بصورة عامة هذه الفكرة منتشرة في الغرب أكثر من العالم العربي، وهي الدخول في مجتمعات تخصصية مدفوعة القيمة شهرياً، تبادل الخبرات في مجالٍ ما أو علمٍ ما مع متخصصين فيه من أنفع التجارب التي تصقل الإنسان وتفيده فائدة كبرى في حياته وتقطع له أشواطاً وأزمنة في فترات وجيزة، المال مقابل القيمة والخبرة والوقت.
إضافة لذلك ستجد نفسك عالجت كثيراً من مشاكل إدمان وسائل التواصل غير المفيدة في مجتمعات بلهاء لا فائدة منها قط.