MOONOTHEISM Telegram 4722
📌 فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الأحد ٢٧ صفر ١٤٤٥ هـ)

س: سئل شيخنا سؤالا منهجيا حول المسمى (الجربوع) وتعامل بعض الإخوة معه .. (لم أضبط السؤال) ..
فأصّل وأمتع جزاه الله خيرا ..

ج: "الأصل الذي تُبنى عليه هذه المسائل أننا:

• نحمل الناس على الخير والصلاح، لأن الأصل الّذي ولد عليه الآدمي ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة ..) الحديث، أي على الفطرة السليمة، لذا أخذوا منه القاعدة: أن الأصل في الناس البراءة، ولا نحملهم على التّهم إلا بدليل على الإدانة، وإن لم يوجد فيبقى على الأصل في عدم التهمة.

• أما العلم؛ لابد أن يعرف أنه اكتسبه، فالإنسان الأصل فيه أنه يولد جاهلا، لقوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ..} الآية.
يعني أن الأصل في ذلك الجهل، ثم بعد ذلك يكتسب هذه العلوم شيئا فشيئا ..
ولابد أن تكون مصحوبة بالأخلاق؛ كالصدق، والإخلاص، والأمانة، والصبر، والعدل، وغيرها .. يتحلّى بها الداعية، فممكن ألا نتهمه في هذا الأصل إلا إن جاء ذلك بدليل.
لكن في العلم: من أين اكتسبه؟! ومن زكوه؟! ..
أما القدح فيه جهة الأخلاق يحتاج إلى دليل.

أنا أذكر الأصول، وأنت تنزلها.
كيف اكتسب العلم؟! وعند من أخذه؟!
المقصود بالعلم: العلم النافع، وهو العلم الشرعي؛ القائم على معرفة علوم الدين، من علوم المقاصد، وعلوم الوسائل، وعلوم المصادر، كلها ينبغي الإحاطة بها، ومعرفة مآخذها؛ من طريق أهل السنة والجماعة، لا من طريق أهل الأهواء، فأخذها من طريق أهل الاهواء يؤدي إلى الانحراف في العقيدة، والمنهج، والمسلك ..

فإن علمنا أنه أخذه من مشاربه الصحيحة، وليس فيه كبر، أو ظلم .. وليس في سيرته ما يخدش؛ فحي هلا، وهو صالح للدعوة؛ ليعطي ما عنده، ويوجه الناس للخير ..

كل هذا مطلوب في الداعية، وهو امتداد -إن شئت- لطريق الأنبياء -عليهم السلام- فالعلماء ورثة الأنبياء، يرثون العلم، والدعوة، وطرقها، وكيفيتها .. كلها مأخوذة من إرث الأنبياء.

• تارة تستدل بقياس الدلالة؛ وهذا بأنك تستدل بالأثر على المؤثر، كالرماد على وجود النار، والآثار على مرور إنسان، أو ماشية، أو سيارة .. وهذا إن لم تعرفه من جهة كونه أخذ العلوم، فتعرف بعد ذلك فيما يلقيه، وينشط فيه من العلوم، إن جنحت إلى عقائد معتزلية، أو مرجئة، أو غيرها .. فتعرف أن المنبع الذي أخذ منه ليس سليما، فيستدل بالأثر على المؤثر.

• كذلك من خلال أخلاقه، فإن كان يستعمل هذه المكانة لأمور دنيوية، ولاستغلال الناس، وغير ذلك .. عرفنا أن هذا ينافي أخلاق الداعية من هذا الجانب، فنستدل بقياس الدلالة، بالأثر على المؤثر.

أما ابتداء؛ إن استطاع التوصل لمعرفة ما إذا أخذ العلم من جامعة، أو من أساتذة، أو أنه متأثر بفكر صوفي، أو منهج سلفي، أو غيرها .. فإن عرفت؛ فظاهر يحمله عليه.
إن تأثر بأفكار صوفية طرقية .. لا يصلح، وإن لم يظهر له؛ فعندما يسمعه يلقي دروسا تجد ذلك من خلال كلامه وما يقوله، كأن يحبب الناس في الانتقال إلى مساجد فيها قبور للبركة، وغير ذلك .. فهمنا هذا عن طريق قياس الدلالة -وهو طريق لمعرفة الأشخاص- من الأثر ندرك المؤثر، بأنه ما مضى عليه إلا إن أخذه من غيره، ولقّنه شيئا غير صحيح.
هذه القواعد ومن خلالها يعرف.

كما ذكرت؛ الذي يريد التوجيه، وتربية الناس .. لا يشتغل ابتداء بالطعن في العلماء، والانتقاص .. إنما يذكر عموما المسائل، والموضوعات الفقهية والعقدية، وغيرها .. فإن وقع بعض علماء أهل السنة في الخطأ فيغلّب الجانب الصحيح، ويقول أن القول الآخر ضعيف، لكن لا يتعرض للقدح، فالإنسان موكول للاجتهاد، وكل العلماء معرضون الخطأ كما جاء في الحديث (إذا اجتهد الحاكم ..) الحديث، فمن له أجر ليس محلا للقدح فيه.

إذن: لا يتخذ هذا كغرض ليلقي فيه سمومه وسهامه، ويرميه بأمور تقدح فيه؛ وهو ليس محلا للقدح، لأنه اجتهد، والأصل حمله على الصلاح.

إذا جاء ابتداء بتهمة؛ كأن يكون درس، وتعلم، وترعرع في بيئة صوفية، أو غيرها .. فيقال أنه لا يصلح حتى يستقيم على الطريق الصحيح.

لا أعرف هذا جربوع أو غيره، والمسائل هذه تأخذ منا وقتا طويلا.

فصلت لك في القاعدة الأولى، والثانية، والثالثة، وذكرت أن الأصل في الإنسان عدم التهمة، ومن فعل يأتي بدليل قادح، إن لم يكن قادحا فيأتي بآخر .. وإلا كان ليس بقادح في شخصه ..

فكذلك القاعدة الثانية: إن لم نعرفه في الأصل نعرفه عن طريق قياس الدلالة، قياس الدلالة في الأصول، وفي الأشخاص لا تجد إلا النزر اليسير ممن يستدل به.

كذلك إذا كان الأصل فيه بداية التهمة؛ كأن نشأ أو ترعرع في بيئة صوفية أو شيعية .. فلا نأخذ عنه إلا إذا صفّى نفسه من هذه المناهج، وابتدأ في العلم الصحيح، وأقام نفسه على الوجه الصحيح؛ وإلا لا نستطيع الوثوق به، وخاصة كما قال ابن تيمية -رحمه الله- أن الذي اتّخذ لنفسه أصولا من مذهب ما؛ ثم انتقل وتاب إلى المذهب الثاني؛ فتبقى معه بعض الرواسب من المذهب الأول، كما قيل في الأشعري -رحمه الله-



tgoop.com/Moonotheism/4722
Create:
Last Update:

📌 فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الأحد ٢٧ صفر ١٤٤٥ هـ)

س: سئل شيخنا سؤالا منهجيا حول المسمى (الجربوع) وتعامل بعض الإخوة معه .. (لم أضبط السؤال) ..
فأصّل وأمتع جزاه الله خيرا ..

ج: "الأصل الذي تُبنى عليه هذه المسائل أننا:

• نحمل الناس على الخير والصلاح، لأن الأصل الّذي ولد عليه الآدمي ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة ..) الحديث، أي على الفطرة السليمة، لذا أخذوا منه القاعدة: أن الأصل في الناس البراءة، ولا نحملهم على التّهم إلا بدليل على الإدانة، وإن لم يوجد فيبقى على الأصل في عدم التهمة.

• أما العلم؛ لابد أن يعرف أنه اكتسبه، فالإنسان الأصل فيه أنه يولد جاهلا، لقوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ..} الآية.
يعني أن الأصل في ذلك الجهل، ثم بعد ذلك يكتسب هذه العلوم شيئا فشيئا ..
ولابد أن تكون مصحوبة بالأخلاق؛ كالصدق، والإخلاص، والأمانة، والصبر، والعدل، وغيرها .. يتحلّى بها الداعية، فممكن ألا نتهمه في هذا الأصل إلا إن جاء ذلك بدليل.
لكن في العلم: من أين اكتسبه؟! ومن زكوه؟! ..
أما القدح فيه جهة الأخلاق يحتاج إلى دليل.

أنا أذكر الأصول، وأنت تنزلها.
كيف اكتسب العلم؟! وعند من أخذه؟!
المقصود بالعلم: العلم النافع، وهو العلم الشرعي؛ القائم على معرفة علوم الدين، من علوم المقاصد، وعلوم الوسائل، وعلوم المصادر، كلها ينبغي الإحاطة بها، ومعرفة مآخذها؛ من طريق أهل السنة والجماعة، لا من طريق أهل الأهواء، فأخذها من طريق أهل الاهواء يؤدي إلى الانحراف في العقيدة، والمنهج، والمسلك ..

فإن علمنا أنه أخذه من مشاربه الصحيحة، وليس فيه كبر، أو ظلم .. وليس في سيرته ما يخدش؛ فحي هلا، وهو صالح للدعوة؛ ليعطي ما عنده، ويوجه الناس للخير ..

كل هذا مطلوب في الداعية، وهو امتداد -إن شئت- لطريق الأنبياء -عليهم السلام- فالعلماء ورثة الأنبياء، يرثون العلم، والدعوة، وطرقها، وكيفيتها .. كلها مأخوذة من إرث الأنبياء.

• تارة تستدل بقياس الدلالة؛ وهذا بأنك تستدل بالأثر على المؤثر، كالرماد على وجود النار، والآثار على مرور إنسان، أو ماشية، أو سيارة .. وهذا إن لم تعرفه من جهة كونه أخذ العلوم، فتعرف بعد ذلك فيما يلقيه، وينشط فيه من العلوم، إن جنحت إلى عقائد معتزلية، أو مرجئة، أو غيرها .. فتعرف أن المنبع الذي أخذ منه ليس سليما، فيستدل بالأثر على المؤثر.

• كذلك من خلال أخلاقه، فإن كان يستعمل هذه المكانة لأمور دنيوية، ولاستغلال الناس، وغير ذلك .. عرفنا أن هذا ينافي أخلاق الداعية من هذا الجانب، فنستدل بقياس الدلالة، بالأثر على المؤثر.

أما ابتداء؛ إن استطاع التوصل لمعرفة ما إذا أخذ العلم من جامعة، أو من أساتذة، أو أنه متأثر بفكر صوفي، أو منهج سلفي، أو غيرها .. فإن عرفت؛ فظاهر يحمله عليه.
إن تأثر بأفكار صوفية طرقية .. لا يصلح، وإن لم يظهر له؛ فعندما يسمعه يلقي دروسا تجد ذلك من خلال كلامه وما يقوله، كأن يحبب الناس في الانتقال إلى مساجد فيها قبور للبركة، وغير ذلك .. فهمنا هذا عن طريق قياس الدلالة -وهو طريق لمعرفة الأشخاص- من الأثر ندرك المؤثر، بأنه ما مضى عليه إلا إن أخذه من غيره، ولقّنه شيئا غير صحيح.
هذه القواعد ومن خلالها يعرف.

كما ذكرت؛ الذي يريد التوجيه، وتربية الناس .. لا يشتغل ابتداء بالطعن في العلماء، والانتقاص .. إنما يذكر عموما المسائل، والموضوعات الفقهية والعقدية، وغيرها .. فإن وقع بعض علماء أهل السنة في الخطأ فيغلّب الجانب الصحيح، ويقول أن القول الآخر ضعيف، لكن لا يتعرض للقدح، فالإنسان موكول للاجتهاد، وكل العلماء معرضون الخطأ كما جاء في الحديث (إذا اجتهد الحاكم ..) الحديث، فمن له أجر ليس محلا للقدح فيه.

إذن: لا يتخذ هذا كغرض ليلقي فيه سمومه وسهامه، ويرميه بأمور تقدح فيه؛ وهو ليس محلا للقدح، لأنه اجتهد، والأصل حمله على الصلاح.

إذا جاء ابتداء بتهمة؛ كأن يكون درس، وتعلم، وترعرع في بيئة صوفية، أو غيرها .. فيقال أنه لا يصلح حتى يستقيم على الطريق الصحيح.

لا أعرف هذا جربوع أو غيره، والمسائل هذه تأخذ منا وقتا طويلا.

فصلت لك في القاعدة الأولى، والثانية، والثالثة، وذكرت أن الأصل في الإنسان عدم التهمة، ومن فعل يأتي بدليل قادح، إن لم يكن قادحا فيأتي بآخر .. وإلا كان ليس بقادح في شخصه ..

فكذلك القاعدة الثانية: إن لم نعرفه في الأصل نعرفه عن طريق قياس الدلالة، قياس الدلالة في الأصول، وفي الأشخاص لا تجد إلا النزر اليسير ممن يستدل به.

كذلك إذا كان الأصل فيه بداية التهمة؛ كأن نشأ أو ترعرع في بيئة صوفية أو شيعية .. فلا نأخذ عنه إلا إذا صفّى نفسه من هذه المناهج، وابتدأ في العلم الصحيح، وأقام نفسه على الوجه الصحيح؛ وإلا لا نستطيع الوثوق به، وخاصة كما قال ابن تيمية -رحمه الله- أن الذي اتّخذ لنفسه أصولا من مذهب ما؛ ثم انتقل وتاب إلى المذهب الثاني؛ فتبقى معه بعض الرواسب من المذهب الأول، كما قيل في الأشعري -رحمه الله-

BY دُرَر الْمُجَدَّد مُحَمَّدٌ عَلِيُّ فركوس


Share with your friend now:
tgoop.com/Moonotheism/4722

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

As five out of seven counts were serious, Hui sentenced Ng to six years and six months in jail. Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Ng, who had pleaded not guilty to all charges, had been detained for more than 20 months. His channel was said to have contained around 120 messages and photos that incited others to vandalise pro-government shops and commit criminal damage targeting police stations.
from us


Telegram دُرَر الْمُجَدَّد مُحَمَّدٌ عَلِيُّ فركوس
FROM American