tgoop.com/MuhshabanAyoub/573
Last Update:
ولأجل هذه القوة العظمى، أدرك فرانسوا الأول أن التحالف مع السلطان سليمان القانوني قد يكون الفرصة الوحيدة لمواجهة قوة شارلكان المتفوقة، وعلى الرغم من أن فرنسا دولة كاثوليكية وقلعة من قلاع المسيحية في أوروبا الغربية، وأنها كانت تعتبر العثمانيين خصمًا دينيًّا وحضاريًّا خطيرًا، فقد دفعت الضرورات السياسية في تلك الفترة الملك الفرنسي إلى التفكير خارج الأطر التقليدية.
ومذ كان في الأسر، بدأ فرانسوا الأول في التواصل مع السلطان سليمان القانوني عبر رسائل دبلوماسية من خلال والدته وكبار دبلوماسيّيه، وقد طلب الملك الفرنسي من السلطان العثماني دعمه في محاربة الإمبراطور شارلكان بلغة ملؤها الاستنجاد والاستغاثة.
في إحدى تلك الرسائل نرى فرانسوا الأول يُخاطب السلطان سليمان بلقب "سلطان العالم" ويعترف بمكانته العظمى وسلطته التي تمتد على أرجاء شاسعة من العالم، ويشرح للسلطان القانوني ظروفه الصعبة بعد هزيمته في باڤيا وأسرِه، ويطلب دعمه في مواجهة الهيمنة الإسبانية والألمانية، ويشير فرنسوا في الرسالة إلى أنه لم يعد لديه أي أمل في مساعدة مِن أي جهةٍ أوروبية أخرى سوى الدولة العثمانية، يقول:
"لم يبقَ لدى فرنسا أيّ أمل بالمساعدة من أي مكان آخر عدا حَضرة سلطان العالم، حيث إن حضرة سلطان العالم قد قدَّم من قبل مساعدات لمرات عديدة. إن فرنسا ستكون ممتنة إلى الأبد لو سُوعدت بمقدار من النقود والبضاعة، وخاصة أن هذه (المساعدة) تُعتبر لا شيء بالنسبة إلى سلطان العالم".
BY قناة: محمد شعبان أيوب
Share with your friend now:
tgoop.com/MuhshabanAyoub/573