tgoop.com/NaeemEreksosi/1035
Last Update:
410
جلسة الصفا
17 ربيع الأول 1446
20 أيلول 2024
لفضيلة الشيخ
محمد نعيم عرقسوسي
بعنوان:
خطر ترك النهي عن المنكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
تبين لنا خطر شيوع المنكرات على الأمة والمجتمع وأثرها في هدم الأخلاق والقيم ، وتردِّي المجتمع في الرذائل والقبائح، مما يوجب على كل مسلم يغار على دينه ويحب الخير لبلده والرفعة لأمته، أن ينهض لردع هذه المنكرات ومنع وقوعها لتسلم الأمة من الأوبئة الأخلاقية التي هي أخطر من الأوبئة البدنية .
وما كانت خيرية الأمة إلا لقيامها بهذا الواجب الذي هو واجب كل مسلم كل حسب موقعه ومعرفته، كما سنذكر قريباً .
وقد بين الله تعالى سبب هذه الخيرية في قوله:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
فإذا أردت أن تنالك هذه الخيرية فعليك أن تقوم بهذا الواجب العظيم.
وفي المقابل: من تخلى عن القيام بهذا الواجب وفي ذهنه أن الأمر لا يعنيه، فليست الخطورة في أنه يخسر هذه الخيرية فقط ، فهذا يبقى أمرا سهلاً أمام خطورةٍ ومصيبةِ ذكرها الله تعالى في قوله:
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)
وذكر الله تعالى سبباً من أسباب إصابتهم بهذه اللعنة، فقال:
(كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ)
قال الحافظ ابن كثير : اي كانوا لا ينهى أحد منهم أحداً عن ارتكاب المآثم والمحارم، ثم ذمَّهم الله تعالى على ذلك ليحذر أن يُرتكب مثلُ الذي ارتكبوا، فقال تعالى: (لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
وفرق كبير جداً بين الخيرية وبين اللعنة.
والسؤال:
لماذا تصيب اللعنة الذين لا يتناهون عن المنكر مع أنهم لا يفعلون المنكر ؟
والجواب :
لأنهم لم ينهواعن الأعمال المنكرات التي تصيب اللعنة أصحابها، أو رضوا بها، فانجرَّت اللعنة إليهم.
وقد ذكر النبي ﷺ هذه المنكرات التي يُلعن فاعلوها ، فتنجر اللعنة إلى من لا ينكرها :
فمن ذلك قوله ﷺ:
لعن رسول الله ﷺ آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء.
وقولُه:
لعن رسول الله ﷺ الراشي والمرتشي في الحكم والرائش بينهما.
وقوله:
لعن رسول الله ﷺ شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها.
وقوله ﷺ:
لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
وقوله:
لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل.
وقوله ﷺ:
لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط . قالها ثلاث مرات.
وقوله ﷺ:
لعن الله من سرق منار الأرض ، او قال : من غير تخوم الأرض(أي لسرقة حقوق الناس).
وقوله ﷺ:
لعن الله من عقَّ والديه.
إلى غير ذلك من الأعمال التي لعن الله تعالى ورسوله ﷺ من يعملونها، وكلها للأسف واقع في عالم المسلمين اليوم.
والذين تصيبهم اللعنة يصيبهم الذل والصغار وتسلط الاعداء .
وذكر النبي ﷺ كيف يتراخى الناس ويتهاونون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يصيبهم ما يصيبهم :
فروى الإمام أبو داود والترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل فيقول له: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحلُّ لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال:
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
. و روى الإمام أحمد عن ابن مسعود كذلك أن رسول الله ﷺ قال:
لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نَهَتْهُم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم وأسواقهم وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم . وكان رسول الله ﷺ متكئاً فجلس، فقال: لا و الذي نفسي بيده، حتى تأطروهم على الحق أطراً.
ويعني ذلك: أنه لا يكفي أن تنهى أحداً باللسان، بل يجب أن يكون نهيك عن المنكر موقفاً في حياتك، فترك مشاركتك لصاحب المنكر هو نهي عملي عن المنكر، كأن دُعيت إلى سهرة فيها مشاهدة ما لا يجوز مشاهدته، أو فيها استهزاء بالدين وأهل الدين، أو فيها غيبة ونميمة وخوض في أعراض الناس، أو دُعيت إلى عرس فيه اختلاط ، إلى غير ذلك مما لا يرضاه الله تعالى، فمن نهيك عن المنكر ألا تستجيب لهذه الدعوات، وتعلن من خلال موقفك أنك لا ترضى هذا الأمر الذي لا يرضاه الله تعالى.
BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
Share with your friend now:
tgoop.com/NaeemEreksosi/1035