tgoop.com/NaeemEreksosi/1064
Last Update:
♥️جلسة الصفا ♥️
6 شعبان 1437
13 أيار 2016
لفضيلة الشيخ♦️
🔸محمد نعيم عرقسوسي🔸
💥 بعنوان
*(8) من كواشف الكبر*
* المراء* (19)
بسم الله الرحمن الرحيم
المراء: طعنك في كلام الغير بإظهار خلل فيه، بغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيَّتِك عليه، فالهدف منه هو التأكيد لخصمك بأنه هو على خطأ وأنت على الصواب، لذلك المماري يستمر في الأخذ والرد ويجادل ويناقش من أجل أن يثبت أنه هو الصواب وغيره على خطأ قطعاً.
ولا شك أن هذا المرض مرض المراء مرض مدمِّر، وابتلي به كثير من المسلمين ولذلك كان هو السبب لاتساع الخلاف بين المتجادلين واشتعال الأحقاد وإثارة العداوات، وهذا دأب كثير من الناس في جلساتهم في سهراتهم في منتدياتهم في أحاديثهم، تراهم يتجادلون ويتمارون في كل صغيرة وكبيرة لا لجلب مصلحة ولا لدرء مفسدة ولا بهدف الوصول إلى الحق أو الأخذ به، ولكن رغبة في اللدد والخصومة والتشفِّي من الطرف الآخر، وهذا المراء في الحقيقة مزَّق شمل الأمة، وفكَّك أواصر المجتمع وجعل الناس فرقاً وشيعاً وأحزاباً، صار بين يمين ويسار، وشمال وجنوب ومتطرف ومتشدد، ووسط ويمين وسط إلى آخر هذه التصنيفات التي نعلمها، وكان الذي يُزكيها ويقويها هذا المراء بين الناس بقصد الغلبة.
فلما كان هذا المراء مجلبة للعداوة ومدعاة للتعصب للرأي بشكل شديد وقبيح ، ومطيَّة لاتباع الهوى قال الرسولﷺ في الحديث الذي رواه الإمام البخاري وغيره عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، قال عليه الصلاة والسلام:
*إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِم*
أي الشديد الخصومة والمماحكة والجدال بالباطل، ويقول علماء اللغة: كلمة الألد مأخوذة من لديدي الوادي وهما جانباه، لأن المجادل كلما احتجَّ عليه بحجة أخذ في جانب آخر، هذا الذي يريد أن يخاصم ويجادل ويماري، لا بقصد إظهار الحق، فقط بقصد الظهور والغلبة، لذلك كان من أبغض الرجال إلى الله تعالى، لأن الله عز وجل يحب من ينشر الحب بين المسلمين ويبغض كل من ينشر العداوة ويهيِّج العداوة بين الأمة.
واللديد في الخصومة هو مثل الشيطان الذي يوقع بين الناس في العداوة والبغضاء ويهيج الأحقاد بين الناس، قال تعالى:
*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ*
لذلك جاء هذا التحذير من النبي عليه السلام من الجدال بالباطل، روى الإمام أحمد وأبو داود والحاكم والبيهقي وغيرهم عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺقال:
*من خاصم في باطل وهو يعلم، لم يزل في سخط الله وهو يعلم حتى ينزع*
أيرضى الإنسان أن يقع في سخط الله من أجل أن يزهو بنفسه وهو يجادل في أمر باطل، إلا بسبب شهوة الغلبة والإفحام، وهذا الحديث يحذرك بأن تجادل بأمر من أجل أن تثبت ذاتك وليس لإظهار الحق.
وهذا الحديث يشمل المحامي الذي يدافع عن قضية يعلم أنها باطلة ويعلم أن صاحبها ليس على حق، وأنه ظالمٌ ومبطلٌ وغاصبٌ لحقوق الآخرين وحقوق من يخاصمهم، فأخذاً من هذا الحديث نوجه نصيحة للإخوة المحامين لكي لا يقعوا في سخط الله عز وجل، وهي يجب على المحامي أن يعرف أن المدعي الذي وكله على حق، وليس باطلاً، فإن عرف أن موكله مبطل وظالم فلا يجوز له أن يدافع عنه، ولا يرضى بتوكيله له، لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى قال:
*وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ*
والله عز وجل قال في سورة النساء:
*وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا*
خصيم: يعني مدافع ومنتصر لهم، إياك أن تكون مدافعاً عن الخائنين أو الظالمين أو المبطلين، لا تدافع عنهم ولو كانت القضية ستكسبك الملايين من الأموال.
وفي رواية لابن عمر:
*من أعان على خصومة بغير حق، فهو مستظل في سخط الله حتى يترك*
وفي رواية:
*من أعان على خصومة لا يدري على حق أم باطل، فهو في سخط الله عز وجل*
قد يقول لك، لم أكن أعلم أنه حق أم باطل، فمعنى ذلك لا ينبغي أيضاً أن تستلم قضية إلا إذا كان صاحبها على حق.
وهناك رواية لابن عباس رضي الله تعالى عنه:
قال رسول الله ﷺ:
*من أعان باطلاً ليدحض بباطله حقاً، فقد برأت منه ذمة الله تعالى وذمة رسوله*
إذن ربنا عز وجل يريد أن لا يتجادل الناس بالباطل وألا يتخاصموا عنه وألا يدافعوا عنه، فالإنسان المماري المجادل بالباطل سواء عن نفسه أو عن غيره،كما قال عليه الصلاة والسلام لم يزل في سخط الله حتى يترك وينزع وينتهي من هذه القضية الخطيرة.
هل يخفف عن الإنسان سخط الله تعالى له زهوَّه بنفسه؟؟؟!
ما هذا الوهم الذي يعيش فيه..!!.
وهناك أمر آخر، وهو أن الجدال بالباطل يوصل على أمر خطير، فنحن نقرأ في سورة الفاتحة:
*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ*
BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
Share with your friend now:
tgoop.com/NaeemEreksosi/1064