tgoop.com/NaeemEreksosi/1090
Last Update:
ومن الغش في البيع، الحلف بالأيمان المغلظة أنه يخسر إن باع بالسعر الفلاني، وهو كاذب في واقع الحال،
وهذا يدخل تحت الوعيد الشديد الذي ذكره النبي ﷺ وذلك في الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه ﷺ قال:
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، منهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى
(أي ادعى أنه اشترى بأكثر من الثمن الذي اشترى به حقيقته)، أي كما يقال: رأس مالي فيها كذا، وهو كاذب.
ومنهم من يغش بذكر غير بلد الإنتاج، أو بتغيير تاريخ صلاحية البضاعة، إلى غير ذلك من صور الغش الكثيرة التي يمهر بها الغشاشون.،فأحدهم باع سيارة فاستطاع أن يحذف كم سارت من الكيلومترات.
ومن الغش بخس الرجل ثمن السلعة، بأن يحط من قدرها وقيمتها إذا أراد شراءها ، وبالعكس إذا أراد بيعها يضفي عليها من الصفات والمحاسن ما ليس لها.
وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال سبحانه : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
وقال تعالى:
(وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ (1) ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ (4) لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ (5) يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (6))
ومن الغش الفظيع تزوير الحقائق وادعاء الإنسان ما ليس له، ليغش الناس بذلك ويخدعهم، كمن يقوم بتزوير الوثائق ليدَّعي ملكاً له في عقار مثلاً، وهو لا يملك شيئاً منه،
أو يقوم بتزوير شهادة علمية ويدعي أنه حصل عليها بجهده ودراسته ويقدم نفسه على أنه صاحب اختصاص في فن ما وهو كاذب،
أو يظهر أنه عالم وهو في الحقيقة جاهل،
أو يظهر أنه صاحب خبرة طويلة وهو لا يدري شيئاً.
وأخطر أنواع الغش والتزوير ما يقوم به اليهود الغاصبون المحتلون في تزوير الحقائق والوقائع، وهم من أمهر الأمم في تحريف الكتب واختلاق القصص وتزوير الأخبار بما يوافق أهواءهم ، ولهم باع طويل في ذلك، فهم الذين أخفوا نصوص نبوة سيدنا محمد ﷺ في التوراة.
ووضع قارئهم يده على آية الرجم من التوراة ليُخْفيها عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وقد قال الله تعالى عنهم:
(مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)
وقال في آية أخرى:
(وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰاعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰاعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِ)
وزوروا الأنساب والتاريخ، ولهم في التزوير يد طولى على مر التاريخ ولعلنا نتكلم في وقت آخر عن تزويرهم للحقائق في كتبهم وفي الأفلام والمسلسلات والدعايات.
ومن أخطر تزويرهم وغشِّهم العالمي الدولي ادعاؤهم أنهم أصحاب الحق في فلسطين وإيهام العالم بذلك من خلال وثائق مزورة ووقائع مكذوبة محرَّفِة و من خلال دعم دولي جائر، وما هم إلا محتلون غاصبون، وجودهم في فلسطين باطل، والباطل لا محالة زائل، واسمه يُشير إلى ذلك، فشأن الباطل أنه زاهق في يوم من الأيام، قال تعالى:
(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)
وقال تعالى:
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)
يدمغه : أي يذهبه بالكلية، قال المفسرون: يمحقه مَحقَ مكسور الدماغ.
وقذائف الحق اليوم كشفت هشاشة الباطل ووهنه، ولذلك أخذ أهل الباطل يصبون حممهم على الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ، وخاصة جريمتهم الفظة ومجزرتهم الشنيعة في قصف المشافي والمدارس التي يزدحم فيها الأطفال.
نسأل الله تعالى أن يحقن دماء أهل غزة وأن يرد بطش أعدائهم، ويكف أيديهم عنهم، وأن يرد المسلمين إلى الالتزام بدينهم رداً جميلاً، وأن يكونوا ممن ينصرون الله في أعمالهم وحياتهم ، وأن يكونوا ممن ينصحون لله ورسوله، إنه سميع مجيب.
ولكبح جماح الغش ومنع الناس من ارتكابه، فقد أمر النبي ﷺ من يعلم غشاً في مبيع أوعيباً فيه لم يبيِّنه البائع أن يبادر إلى تبيينه للشاري لكي يرتدع البائع عن تكرار ذلك.
فأخرج الإمام أحمد والطبراني وغيرهما عن أبي سباع أحد التابعين قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع، فلما خرجت بها لحقني واثلة وهو يجرُّ رداءه، فقال: يا عبد الله، أشتريت؟ قلت: نعم، فقال: هل بُيَّنَ لك ما فيها؟ قلت: وما فيها، إنها لسمينة ظاهرة الصحة، قال: أردت بها سفراً أم أردت بها لحماً؟، قلت: بل أردت عليها الحج، قال: فإن بخفِّها نقباً، قال: فقال له صاحبها: أصلحك الله، ما تريد إلى هذا تفسد عليَّ؟؟!!، قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يحلُّ لأحد يبيع شيئاً ألا يُبيِّن ما فيه، ولا يحل لمن يعلم ذلك ألا يُبيِّنَه.
BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
Share with your friend now:
tgoop.com/NaeemEreksosi/1090