tgoop.com/NaeemEreksosi/1096
Last Update:
وبالنسبة لانتشار الإسلام في بلاد أفريقية، ذكر المؤرخون أنه بعد أن تم فتح السودان وتم استقرار الإسلام فيه، صار السودان مركزا رئيساً للدعاة والعلماء بالنسبة لأفريقيا، فركبوا البحر الأحمر إلى قارة أفريقيا ، ونشروا الإسلام في أوغندا وكينيا وتنزانيا وجزر القمر وغيرها.
ومن شرق أفريقيا توجه التجار المسلمون إلى الجنوب الأفريقي، وأقام بعضهم في تلك المناطق فترة طويلة، وحدث تزاوج بينهم وبين نساء تلك المناطق، مما نتج عنه كذلك تقارب بين الطرفين، وبدأ الأفارقة يأخذون من ثقافة التجار المسلمين وبدؤوا يتعلمون اللغة العربية بعد دخولهم في الإسلام، وأخذ عدد المسلمين يزداد يوماً بعد يوم في شرق وجنوب القارة السمراء.
وكان بعض التجار يجمع بين التجارة والعلم، فكانوا ينشؤون حلقات تعليم القرآن الكريم، فكان لهم دور هام في نشر الإسلام في غرب أفريقيا وانشؤوا مراكز تجارية صارت مركز إشعاع ديني وثقافي.
وبدأ التجار يفتتحون المدارس ويعلمون أبناء تلك المناطق، ويقومون بإيفاد المتفوقين منهم للدراسة في المراكز العلمية المرموقة.
وكانوا لا يُميِّزون بين أبيض وأسود أو بين غني وفقير، وهذا ما كان يفتقده سكان تلك المناطق نتيجة ما عانوه من ظلم واستعباد قبل دخول الإسلام إليهم، كما أن البعثات التبشيرية التي كانت ترسلها أوروبا، كانت تتعالى على الشعوب.
ومثلما انتشر الدين الإسلامي في قارة أفريقيا، انتشر أيضاً في قارة آسيا التي تعد أكبر قارات العالم مساحة، فقد توجه التجار المسلمون باتجاه الهند، وبدؤوا يمارسون دورهم الدعوي من حيث الصدق وعدم الغبن و عدم الكذب وفي الوفاء بالعهود والمواثيق، فتقربوا من سكان تلك المناطق في الهند والصين، وبدأ السكان هناك يدخلون في الدين الإسلامي طواعية عن طريق هؤلاء التجار المسلمين الذين عاملوا أهل تلك البلاد بالسلوك الطيب والتعامل الحسن .
فهذه تركستان الشرقية في الصين عرفت الإسلام عن طريق التجار ، فانتشر الإسلام بين الصينيين، ووصل التجار المسلمون إلى بلدان جنوب شرق آسيا كماليزيا والفلبين وغيرهما .
وكان التجار المسلمون وراء وصول الإسلام إلى جزر المالديف التي تقع في الجنوب الغربي من سريلانكا.
وكان للتجار أيضا دور بارز في وصول الإسلام إلى اندونيسيا التي تعد اليوم من أكبر الدول الإسلامية، وأول المناطق التي دخلها التجار هي السواحل الاندونيسية، ونزلوا كذلك في جزيرة سومطرة، ثم انتقلوا إلى بقية الجزر الأخرى جامعين بين التجارة والدعوة إلى الله تعالى.
وكان للحضارمة والعمانيين على وجه الخصوص أدوارٌ عظيمة في انتشار الإسلام في تلك البلاد، وكان لهم دور الريادة المطلق في المحيط الهندي، إذ تطور الأمر إلى هجرات واسعة من الحضارمة اليمنيين المسلمين إلى مناطق كثيرة في أرخبيل الملايو، حتى إنهم استطاعوا تأسيس سلطنات مستقلة في جزيرة جاوا.
وثمة أمور أدت إلى أسلمة اندونيسيا، منها زواج هؤلاء التجار الحضارمة والعمانيين وغيرهم من النساء الجاويات،
وكان زواج ملك جاوة الوسطى في القرن الثاني عشر الميلادي من أميرة مسلمة حدثاً مفصلياً، فقد اشترطت عليه هذه الأميرة أن يسلم أولا قبل الزواج بها فأسلم، وكان إسلام هذا الملك فاتحة عهد إسلامي جديد لانتشار الإسلام في جاوة الوسطى.
ويذكر المستشرق توماس أرنولد أن التجار والمهاجرين المسلمين العرب والهنود، رأوا أن أقوم السبل لإدخال دين الإسلام إلى هذه البلاد أن اتخذوا لغة القوم وكثيراً من عادات الأهالي، وعملوا يداً واحدة، وكان الهدف لهذه الوحدة بينهم الدعوة إلى الإسلام ونشره بين الطبقات الاجتماعية الوثنية.
ويذكر الرحالة الإيطالي الشهير ماركو بولو الذي قضى خمسة أشهر على ساحل سومطرة الشمالي سنة ١٢٩٢ م أنه وجد مملكة بولاك الصغيرة على الزاوية الشمالية الشرقية من الجزيرة مسلمة، لأن تجار المسلمين قد أدخلوا الإسلام فيها لكثرة ترددهم عليها في القرن الثامن.
وتدل الأخبار التاريخية أن ملك منطقة في جاوة أسلم عل يد بعثة من الدعاة، أرسلها أحد أشراف مكة المكرمة في القرن الثاني عشر الميلادي برئاسة رجل اسمه الشيخ اسماعيل، وقد اتخذ هذا الملك لقباً جديدا بعد الإسلام، سمى نفسه: الملك الصالح، وتزوج من ابنة ملك مملكة برلاك المسلمة، وأنجب منها ولدين كان أكبرهما الملك الظاهر.
وقد زار الرحالة المغربي الأشهر ابن بطوطة هذه المناطق في حدود عام ٧٤٣ هجري، ١٣٤٥ ميلادي، ورأى الملك الظاهر ابن الملك الصالح سلطان جاوة، ووصفه فقال: هو من فضلاء الملوك وكرمائهم شافعي المذهب، محب الفقهاء، يحضرون مجلسة للقراء والمذاكرة، وهو كثير الجهاد والغزو، ومتواضع جداً، يأتي إلى صلاة الجمعة ماشياً على قدميه.
BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
Share with your friend now:
tgoop.com/NaeemEreksosi/1096