tgoop.com/NaeemEreksosi/1136
Last Update:
ومن البغي الفظيع الشنيع نشر ما يثير الطائفية بين أفراد الأمة وأبناء الوطن الواحد، ولما يتبع إثارة النعرات الطائفية من خصومات ونزاعات قد يؤدي إلى الاقتتال وسفك الدماء.
نحن في سورية وفي بلد الشام ومن قديم الزمان، كنا لا نعرف هذا التصنيف الطائفي، وأهل السنة في سورية مسالمون لجميع الطوائف متعايشون معهم يتعاملون مع الجميع دون تفريق بينهم، بينهم شراكات تجارية وعلاقات اجتماعية، المسلم يعيش مع المسيحي بسلام ووئام، حتى إن أولادنا لا يعرفون معنى أسماء الطوائف الأخرى بصرف النظر عن تسمياتها، لأننا كنا لا نتداول ذلك على الإطلاق، كنا سوريين نعيش في سورية دولة المواطنة لجميع أفرادها، وليس لطائفة أو فئة الحق بهذا الوطن دون غيرها من الطوائف والفئات، فكل من يعزف على وتر الطائفية إنما هو باغٍ وظالمٍ ومعتدٍ، لا يريد لوطننا الاستقرار والازدهار ولا لشعبنا الطمأنينة والأمان.
وهناك صور اجتماعية تُعَدُّ من صور البغي الذي لا يجوز كذلك:
فإلقاء الأوساخ والقاذورات في الطريق من البغي والاعتداء على الحق العام، ولذلك فإن الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد وعندما ذكر باب البغي، جعل من صوره إلقاء الأذى في الطريق، فأورد حديث النبي ﷺ:
*الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق*.
وذلك ليُشير أن إلقاء الأذى في الطريق هو من البغي.
حتى أن من البغي تجاوز الإشارة الحمراء لأنه اعتداء على حق الغير، ولأن فيه تعرضاً لوقوع حوادث لا تحمد عقباها.
فكل إخلال بالنظام العام هو من البغي لأنه يخلق الفوضى والاضطراب.
ومن البغي، التاجر الذي يربح الربح الفاحش، لأنه تعدى الربح المعقول والمقبول، أو يحتكر المواد الضرورية التي يحتاجها الناس.
والطبيب والحرفي الذي يأخذ أجرة فاحشة ولا سماحة لديه ولا رحمة لديه.
ومن البغي إيذاء الرجل لزوجته وإيذاء المرأة لزوجها، وهذا يحتاج إلى بحث مفصل نذكره في وقت آخر إن شاء الله تعالى، قال تعالى:
*فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا*
لذلك حرم الله تعالى البغي بجميع صوره وأنواعه وذلك في آية جامعة جمعت أصول الشريعة، فقال تعالى:
*إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*
وهذه الآية تحتاج إلى وقفة كذلك، لعل ذلك يكون في وقت آخر إن شاء الله تعالى.
اللهم إنا نعوذ بك من أن نَظلم أو أن نُظلم.
اللهم انصرنا على من بغى علينا يا رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
و الحمد لله رب العالمين.
BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
Share with your friend now:
tgoop.com/NaeemEreksosi/1136