tgoop.com/NaeemEreksosi/1144
Last Update:
وفي عام 1981 هاجر الشيخ من دمشق إلى المدينة المنورة وذلك إثر تعرضه إلى ضغوطات من النظام، واغتنم وجوده في المدينة المنورة فجالس هناك ثلة من العلماء والصالحين كالشيخ أحمد عبد العزيز الشَّنْقيطي والشيخ محمد نمر الخطيب وغيرهم.
وبقي في مهجره ثلاث عشرة سنة حيث رجع إلى دمشق عام 1993، وتسلم مرة أخرى منصب الإمامة والخطابة في مسجد زيد بن ثابت، ثم ازداد نشاط الأعمال العلمية والدعوية في المسجد بصحبة ثلة من إخوانه وطلابه، حيث كان الشيخ حركة لا تهدأ في بث العلم وتأسيس الحلقات العلمية، وفي عام 1994 قام الشيخ بتوسيع المسجد بجهود بعض التجار الأبرار، وأسس فيه معهد الفرقان للإناث.
وبالإضافة إلى نشاطه العلمي والتربوي والدعوي كانت نفسه تتوق إلى أعمال الخير و البر وقد كان قلبه رقيقاً يتألم لأحوال الفقراء والمساكين، فهداه تفكيره إلى تأسيس جمعية صارت من أهم الجمعيات في دمشق وهي جمعية حفظ النعمة، هذه الجمعية الرائدة التي كان لها نشاط في مجالات عديدة مما يتصل بحاجات الفقراء والمساكين من الغذاء إلى الكساء، إلى الدواء إلى الأثاث، وذلك حسب ما يلي:
فقد بدأت انطلاقة هذه الجمعية عام 2003 م على إعلان مشروع الغذاء، الذي كان يهدف إلى جمع ما يفضل من الطعام في المناسبات والولائم، ليتم استصلاحه وإعادة ترتيبه، وتقديمه من جديد للفقراء والمحتاجين, وهكذا تُحفظ النعمة ويُكفى المحتاجون، ثم تطوَّر الأمر إلى إعداد مطبخ كبير يصنع فيه الطعام ويوزع على الأسر الفقيرة.
وفي عام 2004 أُعلن عن مشروع الكساء، حيث تُجمع الألبسة الفائضة عن الحاجة وتوزَّع إلى أولي الحاجة، ثم توسَّع المشروع إلى إعطاء الملابس الجديدة من المصانع، ثم تطوَّر تطوراً آخر فصارت هنالك ورشات خاصة للخياطة، حيث يتبرع التجار بالأقمشة ويُصار إلى خياطتها وتوزيعها.
وفي عام 2005 أُعلن عن مشروع الدواء لجمع الأدوية الصالحة وفرزها والاستفادة منها.
وفي عام 2006 أُعلن عن مشروع الأثاث وذلك لخدمة الشباب الفقراء المقبلين على الزواج لتجهيز بيوتهم بما يحتاجون إليه من أثاث ونحوه.
وفي عام 2007 أُعلن عن مشروع التميُّز في كفالة اليتيم، بهدف كفالة الأيتام ماليًّا وتوجيههم تربويًّا وأخلاقيًّا ومتابعتهم دراسياً، مع العناية كذلك بالأمهات الأرامل، وقد تمت رعاية ما يزيد على ثلاثين ألف يتيم في دمشق وريفها.
لقد كان فكر الشيخ سارية رحمه الله تعالى فكراً مبدعاً ولَّاداً، فكان في كل عام تتولَّد معه فكرة جديدة رائدة في مشروع حفظ النعمة، كل ذلك بسبب شدة اهتمامه بتأمين حاجات الفقراء.
وفي الحقيقة أن هذا هو ما يهمُّ المؤمن الصادق، فالمؤمن ينطبق عليه قول النبي ﷺ:
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر.
المؤمن الصادق لا يصدر عنه إلا الخير للأمة جمعاء، يحب لهم الأمان والعافية والكفاية، همه واهتمامه في سد حاجاتهم والقيام بشؤونهم وأن يراهم سعداء ترتسم بسمة الرضا والسرور على وجوههم، لأنه يحب الخير لهم جميعاً، يذكرنا هذا بقول عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه:
إني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح به وما لي به سائمة، و إني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلِّي لا أقاضي إليه أبداً.
هذه هي طبيعة المؤمن وأخلاقه، يحب الخير للأمة ويفرح أن يعمها الخير والفضل، وغير المؤمن لا يحب إلا نفسه ولا يحرص إلا على ملء جيبه وثروته وماله.
المؤمن يقدم مصلحة الأمة العامة على مصلحته الخاصة، وغير المؤمن لا يهمه إلا مصلحته الشخصية الخاصة.
المؤمن يضع نفسه في خدمة الأمة، وغير المؤمن يريد أن يضع الأمة في خدمته.
المؤمن ينفق من جيبه وماله ليسعد الناس، وغير المؤمن يأخذ من جيوب الناس وأموالهم ليَسْعَد هو وأسرته.
ولمزيد من التأسيس العلمي والترسيخ المعرفي أسس الشيخ سارية مكتب التحقيق والتأليف، حيث قام المكتب بإعداد منهج للدورات الصيفية في المساجد تحت عنوان "الثقافة الإسلامية" لعدة مستويات.
وأسس مركز زيد بن ثابت للقيام بأنشطة علمية ودعوية وإعلامية، وكان من أنشطة المركز إطلاق قناة الدعوة الفضائية التي قام النظام البائد آنذاك بإغلاقها بعد مضي أشهر معدودة على إطلاقها.
وكان للشيخ سارية عمله التجاري الخاص به ليأكل من عمل يده، فبدأ بالعمل مبكراً في تجارة الكتب، فكان يشتري الكتب من مصر ويبيعها في الشام، ثم أسس مكتبة الغزالي للطباعة والنشر قبالة مسجد زيد بن ثابت عام 1969م التي أصدرت العديد من الكتب والدراسات العلمية والأدبية والثقافية.
وفي بداية الحراك الثوري عام 2011، وقف الشيخ سارية ضد النظام فيما كان يرتكبه من فظائع وأعلن من على منبره إنكاره لما يقوم به من اقتحام المدن وغير ذلك، ثم اضطرته الظروف إلى مغادرة البلاد في عام 2012، حيث هاجر أولاً إلى مصر، وأقام في القاهرة أكثر من عام لم يفتر فيه عن العمل والبذل، إذ كانت له مساهمات تعليمية مجتمعية بإنشاء المدارس وإرسال المعونات إلى
BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
Share with your friend now:
tgoop.com/NaeemEreksosi/1144