tgoop.com/Narjisalzahraa313/5309
Last Update:
"ما هذا الصباح الذي لم يكتمل إشراقه بعد،
والجميع يقولون أنَّه يحمل بشائر سماء زرقاء صافية وهادئة،
ولكن ما سِرُّ شعور هذه الوحشة التي تخيم ثقيلة على الصدر؟ ما سِرُّ هذه الأنفاس التي تتباطئ وتُحبَس؟ ما سِرُّ هذا الانقباض بالقلب الذي يجعل نبضه يهدأ حتى لا يكاد يُسمع؛ وكأنَّه يُمهِد لوقوفه في موعدٍ ما.
لطالما كان مثل هكذا شعور مألوفًا في غروبات الشمس، ولكن في الصباحات!
هذا ما تتعجب منه الأذهان وتُذهل.
لربما هو موعدٌ مع أحزانٍ مؤجلة لم نعطيها مساحتها.
لربما هو موعد إزالة خيط جرح لم نُضمِدُه بعد ونتأكد من شفائه التام، مع إحتمالية انفتاحه ونضوح أحشائه ونزفه من جديد.
لربما هو موعد مع براكين دمع أحمر ستتفجر من عيون لطالما أُجبرت على الهدوء.
لربما هو إعادة لقاء مع فقد هدَّ القلوب والأرواح وأداء حق انهيارها وتوقفها لكننا أجلنا تذوق طعمه لما بعد أيام الله وتكليفنا فيها، حتى نتذوقه كما هو، بعد أن فقدنا كل طعم للحياة.
الأحزان المؤجلة موت بطيء، ومن أسباب موت الفجأة لو أخذت مساحتها فجأة هكذا..
كان يجب أن تكون بشرىٰ شمس هذا الصباح أنت يا سيّد، وليس تحديد موعد لقاء مع استيعابٍ قهري لفقدك! وفقد الدُّرَر والورود من أبناءك.
وهذا الصباح الثقيل الذي لا أعرف ماذا كتبت عنه بالأعلىٰ!
قلبي مع كل نبضة ومع كل شعور يردد ساعد الله قلوبكم يا أهل لبنان العِزّ والشرف والكرامة. عن حمل هذا الهم وعن شعور هذا الصباح الذي تعجز عنه الجبال، هكذا نحن فكيف بكم أنتم وقد هُدَّ عمود خيمتكم.
أنتم أهل للصبر، والنصر تلو النصر، مع كل الجِراح.
ولنا في صاحب زماننا (عجل الله تعالىٰ فَرَجه) -الذي ذهبتم على طريق انتظاره والشوق له- وظهوره وعودتكم وعودتنا معه جميعاً بسيوف الثأر سَلوة عن كل فقد، وشمسه المحجوبة هي الشمس التي ننتظر بزوغها."
•✍🏻أَفَاطِم
BY إنمّا الحَيَاةُ عقيدةٌ وجِهَاد
Share with your friend now:
tgoop.com/Narjisalzahraa313/5309