tgoop.com/Qutooff/30832
Last Update:
اتحرمت من امي توفت من شهرين و نفسيتي تعبانه جدا و مش بذاكر و مضطرة ابين قوية و اهتم باخوتي الاصغر مني لاني البنت الوحيده بس بشتاق الها بشتاق اروح اسالها ايه طابختيلنا و اكلمها عن يومي بشتاق لصداقتها معي مش عارفه اتقبلل الموضوع بس لازم اتقبل قل لي كيف اتقبل؟
ج / الفراقُ صَعب، لا رَيبَ في ذلك.
والصّبرُ واجب، لا شَك في ذلك.
ولولا هذا وذاك= لما كانَ جزاءُ الصابرين الجَنّة، ولَما كان أجرُهم "بغير حساب" ، ولَما كانَ "الله يُحبُّ الصابرين"..
يُقرّرُ الفُقهاءُ قاعدةً تقضي بأنّ " الغُنْم بالغُرْم" ، يعني أنّ الأجر يكونُ على قدر ما كابَدَهُ المأجور.
والواقعُ أن هذا يصلُحُ إطلاقُه، فيكونُ صبرُكِ الآن، وتجاوُزُك= بَوّابَةً لكِ إلى ثوابٍ جزيل، يُنسيكِ مرارةَ الفَقد.
ذلك أنّ اللهَ تعالى لا يُكَلّفُ نفسًا إلّا وُسعَها، بل يبتلي ويُثبّت، ويسلُبُ ويُنيلُ السّلوان، وما ذلك إلّا لمَن لجَأ إليه، إذ "لا مَلجَأ من الله إلا إليه" ، "ومَن يتصَبّر يُصبّرهُ الله".
هذه الكلمات ليست ثرثرةَ مَن لا يَشعُرُ بما يعتلجُ في صَدرِ المَكلوم، بل هو كلامُ مَن يَبغي الخَيرَ للسّائل، فيَدلُّهُ على ما يجوزُ بهِ جِسرَ هَمّه، ويُلقي به عَن عاتقهِ جَبَلَ الألَم.
كَيفَ نتجاوَز؟
بأن نعلمَ أوّلًا أنه لا فِراقَ أبديًّا، بل هو انقطاعٌ قصير، يتلوهُ لقاءٌ أبديٌّ على فِراشٍ -من النّعيمِ- وَثير!
نعم، هو انقطاع، إلى حين، قد وقَعَ وصارَ لازمًا أن نتعايَش معَه، والصّابرُ والسّاخطُ كلاهما سيعيشانِه، قَويُّ النّفسِ -بالله- وجَزِعُ القلبِ -بتحزينِ الشيطان- كلاهُما سيذوقانِ الفَقد، لكنّ الفرقَ في العاقبة، " والعاقبةُ للتّقوَى".
ذلك، "وإنّ العبدَ لتَكونُ له عند الله منزلةٌ لا يَبلُغُها بعَمَلِه، فيبتليهِ الله ليبلغ تلك المنزلة..." أو كما قالَ سَيّدُ الصابرين، المُبتلَى في زَوجِهِ وولَدِه، صلى الله عليه وآلِه وسَلّم".
ثُم نتجاوَز، بأنّ نعلمَ أن هذا الانقطاع ليس انقطاعًا كاملًا، بل هُناك وسائلُ اتّصالٍ إن شاءَ الله، تَنفَعُ الفقيد، وتَشغَلُنا -بِهِ- عَنهُ!
فقد روى أبو داود في سننه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله: هل بقي علي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما".
وكذلك، الصّدقة، وقراءةُ القرآن -عند كثير من الفقهاء.
كُلّما تذَكّرتِها -ولا أظُنّكِ تنسَينَها- =ادعي لها، واستغفري لها، وتصدّقي عنها، وارعَي إخوتَكِ كما كانت تفعل، فإن ذلكَ من الإحسانِ والبِرّ والصّلة، وما هي إلا سنواتٌ تمضي كدقائق، وتجتمعان، " على سُرُرٍ موضونة، مُتّكئين عليها مُتقابلين" ، تَحكينَ لها عن قُوّتك وصلابتك، وعدم تقصيرك في رعاية إخوتك، وكيف أنّكِ استعنتِ باللهِ فأعانك، واستغفرتِ لها، فغفَر لكما، وترَحّمتِ عليها، فرَحمَكُما، وسألتِهِ اللقاءَ بها، فجَمَعَكُما، جَمعًا لا فراقَ بعدَه، أبديًّا، ليس فيه غيرُ النّعيمِ المُقيم، والخَيرُ العَميم!
محمد الجعفري
BY قطوف - علّموا الناس الخير
Share with your friend now:
tgoop.com/Qutooff/30832