tgoop.com/Qutooff/31558
Last Update:
حمل القرآن في الصدور نعمة عظيمة من نعم الله على عباده، فمن أكرمه الله بها فينبغي عليه أن يشكر لله تلك النعمة، ومِن شُكرها أن يحافظ عليها فلا يضيعها، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتعاهد القرآن، فقال: "تعاهدوا القرآن".
نسيان القرآن بعد حفظه فاجعة من الفجائع، سلب بعد العطاء، وقد عده بعض العلماء من الذنوب إذا كان بتفريط من صاحبه، بل عده بعضهم من الكبائر.
قد أكرمكِ الله الآن بالانتباه للمصيبة التي نزلت بكِ، فبدأت السير نحو إصلاح الحال، لكن ببطإ وتثاقل وفتور وضعف.
ومع هذا أقول لك: أبشري، فما دمت انتبهت وقصدت الإصلاح للحال فذلك خير إن شاء الله، لكن ذلك يتطلب أمورا :
أولها: التوبة الصادقة بينك وبين الله من تفريطك في الحفاظ على نعمة القرآن بعد أن وهبها لك، واستغفاره، والتسبيح بحمده، ورجاء عفوه وفضله، والاستعاذة به من الحرمان والطرد، وأبشري، فإن الله كريم ذو فضل على الناس.
وثانيا: أصلحي نيتك، واجعلي غرضك التقرب إلى الله، ونيل الحظوة والمنزلة والمقام عنده، ثم اجعلي لنفسك وردا ثابتا للتلاوة، كل يوم، بحيث تختمي على الأقل كل شهر مرة، بجانب ورد المراجعة الذي التزمتِ به مع الشيخ.
وثالثا: أعط القرآن أوقات نشاطك، لا أوقات فتورك وخمولك، أوقات الحيوية والحماس لا تصرفيها لغيره، ثم إذا جاء وقت الفتور والنوم أمسكتِ المصحف، ثم جئت إلى هنا تَشكِين النوم والفتور، وهل كنتِ تنتظرين غير هذا؟!
رابعا: أمسكي المصحف على وضوء، ولو أمكن أن تتحركي وتتمشي أثناء الحفظ لتطردي عنك النوم والفتور فذلك حسن، ولا تجعلي الحفظ وقت امتلاء المعدة، ولا وقت الجوع الشديد وتشوش الخاطر، ولا في وسط الصخب والكلام، فضلا عن غلبة النعاس كما قلت لك آنفا.
خامسا : استعيني بالله في كل خطوة، كل صفحة تراجعيها، كل سورة تثبّتيها، كل جزء تُسَمّعيه، كل مجلس تجلسيه = استشعري فقرك حاجتك إلى عفو الله وفضله وبركته ومعونته، فإن تم لكِ شيء يسير أو كثير = فالشكر لله الكريم، وطلب المزيد "لئن شكرتم لأزيدنكم".
سادسا: الاستمرار، لا تنقطعي، أحب العمل إلى الله أدومه وإن قَلّ، ليكن لكِ حد أدنى تنزلي إليه عند الفتور، لكن لا انقطاع بالكلية، ولا عودة بعدما قررت السير في الطريق الصحيح، وتعاهدي نيتك بالإصلاح.
سابعا: اقرئي كتابَي " رقائق القرآن" و"الطريق إلى القرآن" كلاهما لإبراهيم السكران، فك الله أسره، ثم كتاب "النبأ العظيم" لمحمد عبد الله دراز، نَوَّر الله قبره = لعل ما في تلك الكتب الثلاثة يحثانك على الجد في السير.
ثامنا: أكثري من الاستماع للقرآن، والتدبر لمعانيه، والتفاعل مع آياته، واتباع توجيهاته، والأدب معه، وتعظيمه وإجلاله.
تاسعا: أكثري من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنها كنز من كنوز الجنة، وبها تُحمل الأثقال، وتكابَد الأهوال، ويُنال رفيع الأحوال.
عاشرا: إياكِ وأن يصدك الشيطان عن الطريق، استعيني بالله على دفعه، واستعيذي بالله منه، واعتصمي بالله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.
تلك عشر من الوصايا، فاحتفظي بها، واعملي بمقتضاها.
وفقك الله وسددك وأعانك.
الشيخ القاسم الأزهري
BY قطوف - علّموا الناس الخير
Share with your friend now:
tgoop.com/Qutooff/31558