tgoop.com/Ra_yi/4850
Last Update:
(ومن صخرتي أستل هوى صرختي)
إن لم تتعرق الورقة مِن لهيب ما نكتب، فلا داعٍ لأن نكتب، وكل شيء في عالم الإبداع له مكانته حتَّى الصخرة، عليها أن تعرف معناها الحقيقيّ، ومِنَ الصخر ما يحمل مراسم القوة التي لا ندرك مغزاها، كنت أسال نفسي دائمًا من يا تُرى الذي اكتشف القوة في الحجارة ليصوغ منها #الفلسطينيون_راجمات_أرعبت _اليهود؟ وكيف للحجر أن يحمل تاريخًا بعمق أمَّة؟ وكنت دائمًا أعود كئيبة؛ لأنِّي أعجز عن الأجوبة التي تحيّرني حدّ الذهول، إلى أن التقيته، ليقول لي: هذا الصخر الذي أرادوه أن يحجّر حريتي ويبقيني تحت نير عبوديتي؛ يستصرخني للنهوض:
انهض يا بلال... انهض، احمل جرحك فيك وأطلق صرختك من لهيب الصخر...
أحد... أحد... انهض بلال.
وإذا بي يا بنتي، أصبح هُويَّة... تعلّم الناس كيف يصبرون ويصابرون وليصوغوا من حنجرتي ذلك المدد الإلهي أحد أحد.... سأهبك يا بنتي، حكمتي زوادة لطريقك البعيد، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يمتاز برأفة لا مثيل لها ومن شدّة حرصه علينا منحنا الرخصة أن ننكر هذا الانتماء الإلهيّ؛ لنتخلص من التعذيب، كنت أدرك لحظة التعذيب تلك الرحمة التي تحمل أساي وجراحي، لكنَّها ليست حرب جسد، مولاي يا رسول الله، أنا حملتها في داخلي حرب أمان، والنصر فيها أن أخرج من تلك المآسي، أحمل عذاباتي هُويَّة انتماء.
أنا بلال المؤمن الذي دحر العبودية ولا عبودية إلَّا لله، لم أرتد عن ديني حتَّى لو عبر كلمة لسان لا تمس قلب المؤمن، والفارق أنِّي خرجت من وجع الصخرة أمتلك يقين حرّيّتي التي كانت أكبر من أحلامي نفسها، علّمني الإسلام أنَّ القوَّة في القلب وليست في الجسد، وهذا هو اليقين يا بنتي، لا أستطيع أن أفسر لك الأمور كلَّها... طريق الموت هو الذي أخذني إلى سُبل الحرّيّة، هذا هو اليقين... كانوا يريدون إهانة صوتي الجميل، ليكون نديم عبوديتي، يجلل ليلهم بالمتعة فصار صوتي دليلًا ليقظة أمّة، هذا هو الفرق بين الإسلام والكفر.. إن كنت أسودَ، ليكن صوتي أبيضَ، ليكُن الطهر لوني
:ـ سيّدي يا رسول الله، لا أُريد الهجرة إلى الحبشة، مهما امتلكت من مقومات الأمان؛ لأنَّها تبعدني عن المواجهة، عن لذّة التحدي، عن الصرخة، أريد أن أبقى هنا؛ لتردد حنجرتي أغنى مفردات العالم، أتعرفين؟
إنَّني كنت أشعر بقوّة حرّيّتي بإنسانيتي، بمعناي، وأنا أنادي الله أكبر... الله أكبر، هي التي أنصفتني في حياتي بدعوة نبيّ كريم "الله أكبر" عوّضت حرماني وسنوات السلب واليتم والقهر، حين استحكمت الهجرة إلى المدينة، حملت معي روحي ونداء الله أكبر، خرجت أحمل في القلب دين الله ومحبة رسول كريم، شعرت بأنَّ رحلتي إلى الله سبحانه تعالى استلت من حنجرتي من صرختي المدوّية
( أشهد أن لا إله إلا الله) تستجيب الصخرة للنداء وتردد معي (أشهد أن محمدًا رسول الله) وقلوب قريش تخاف وترتجف من ( الله أكبر)
:ـ أنا بلال... بلال الحبشي الذي جعلتموه عبدًا، هو اليوم الدليل إلى الصلاة، امتلكت إنسانيتي، صار هذا النداء لي الوطن والحلم وجائزة عظيمة ووجدان أمّة تنقاد عند مرابع وجدي، حين يعانق صوتي نداوة الكون ورحمة ربٍّ كريم تباركني، كلُّ شيء فيّ ينادي (الله أكبر) كنت أشعر لحظتها أنَّ الأرض لا تتسع لطموحي وإنما أُريد أن يحلّق النداء إلى السماء؛ ليفترش الجنَّة بعبير الصلوات، أعتقد أنَّكِ فهمتِ الآن يا بنتي، كيف نصوغ مِنَ الصخرة الصرخة لنصل بهذا النداء إلى اليقين.
#رزنة_صالح
BY رَزْنَة
Share with your friend now:
tgoop.com/Ra_yi/4850