tgoop.com/Ra_yi/5463
Last Update:
"وصية"
2
السلام على قلبك الطاهر وروحك السامية، السلام على سعيك المستمر وخطواتك التي تقترب بها إلى الله.
السلام على تساؤلاتك المثقلة تحت جسد الصمت.
تخنقني الكلمات يا بني، فيخذلني صوتي الذي يلبس وشاح الشيخوخة. ولكني أبيت إلا أن تخرج المفردات المرتجفة إليك، لتدفئ بوشاح شبابك.
يا بني، سمعت أنك تستصغر الأعمال الصغيرة التي تقوم بها، وتتمتم قائلاً: “كيف لهذه أن تدخلني الجنة؟” فتغرق تساؤلاتك في كأس من الحزن. ولكن، ما ظنك بربك؟ ألم تعلم أنه يحسب لك حتى الذرة إذا صدقت في نيتك؟
الأعمال التي تأتي كالبنيان المرصوص، إن خلت من النية الصادقة لله، لا تساوي شيئًا أمام الأعمال الصغيرة التي قد لا تراها أنت. ولكن، إذا أخلصتها لله، فإن الله يراها ويقبلها.
يا صغيري، لا تنسَ أن أعمالك محاطة بنيّاتك. فحتى إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فكيف بما دون ذلك؟ اجعل قلبك معلقًا بالله في كل حركة وسكون، فالله لا يضيع أجر من أخلص له في عمله.
لا تستصغر حتى التبسم، فإنك يا صغيري لا تدري بأي عمل تدخل الجنة. وإياك، ثم إياك، أن تؤجل أعمالك حتى يبيض رأسك ويضعف عظمك، وتصبح غير قادر على العمل. فإن للعمر حقه، وللزمان حقه، وللعمل حقه.
ولا تنسَ يا بني أن الفراغ نعمة عظيمة. فلا تلهيك نفسك وتقول: “إن الأعمال التي لا تُرى في هذا الفراغ لا تحسب.” لا والله، فالفراغ له نصيبه من السعي فمن عمل الصغير اليوم، غدًا بدأ بالكبير.
لا تصدق الكلمات الفارغة التي تقول: “الفراغ نقمة على صاحبه.” فقد قال النبي ﷺ: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” (رواه البخاري). أنت على حسب استخدامك لفراغك وصحتك يكون حالك.
أوصيك يا بني بالنية الصادقة، فإنها تسند القلب، وتملأ الفراغ، وتقيم اعوجاج العمل بإذن الله.
#رزنة_صالح
BY رَزْنَة
Share with your friend now:
tgoop.com/Ra_yi/5463