tgoop.com/SalahFA_5/3042
Last Update:
باب في مناقب تصدع الجبال!
كان والدي رحمه الله تعالى رجلا كالجبال الراسيات، شديدا، صلبا، لا نرى منه تخشعا على نوائب الدهر حتى كدنا -أو قلنا حقا- أن هذا الرجل لا يشعر، فضلا أن نرى عيناه تذرفان الدمع، أو نرى منه انكسارا، لأجل هذا، كانت لحظات الانكسار التي تعد على أصابع اليد الواحدة محفورة في ذهن الإنسان، فأنى للنوادر أن تدرس وتنسى؟
كانت أول لحظة رأيت دموعه -رحمه الله- حينما كنت طفلا، قبل سن البلوغ، دخلت عليه فوجدته منهمك في متابعة درس احد المشايخ وهو يتكلم عن الحديث النبوي الذي ذكر فيه سؤال الملكين، وشدة القبر، وجواب المؤمنين وجواب الكافرين، فما يزال بالشيخ حتى بكى، وما زال الطفل الصغير يتابع حتى التفت إلى ابيه، فكان شاهدا على هذه اللحظة الفارقة، رأيت ذاك الرجل الجبل وقد ملأ الدمع عيناه، وظهر عليه الانكسار، فما زلت به حتى انتهى الدرس، وانتهت معها لحظة ستحفر في الذهن الى ان يشاء الله.
﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا یَوۡمًا عَبُوسࣰا قَمۡطَرِیرࣰا ١٠ فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَ ٰلِكَ ٱلۡیَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةࣰ وَسُرُورࣰا ١١﴾
BY صَلَاْحُ بَنِي قَيْسٍ
Share with your friend now:
tgoop.com/SalahFA_5/3042