tgoop.com/Sarrmady/28742
Last Update:
أواجه الحياة بسيف من ورق، يبدو وكأنه عبث أمام سطوة الواقع، لكنه يحمل قوة خفية لا يدركها سوى من اعتاد أن يحول الهشاشة إلى مقاومة، والضعف إلى معنى. هذا السيف ليس مجرد أداة، بل امتداد لذاتي، لروحي التي تقاوم بصمت، تكتب على حواف الهاوية تفاصيل معركة أبدية مع الزمن والظروف.
كل ضربة من الرياح، كل تحدٍّ تلقيه الحياة في طريقي، يبدو وكأنه محاولة لتذكيري بحدود وجودي، لكنني أصرّ على الرد، لا بالسلاح الذي يجرح، بل بالكلمات التي ترمم. الورق، برغم هشاشته، يحمل أثقال الماضي، الحاضر، وحتى الأحلام التي لم تتجسد بعد. إنه شاهد على المحاولات، على الأخطاء، وعلى الإصرار الذي يرفض أن يذوب في عاصفة اليأس.
ورقي لا يقطع، لكنه يخلق فجوات في جدار الواقع، يسمح للنور بالتسلل عبره. لا أسعى إلى هزيمة الحياة، بل إلى مرافقتها، إلى تحويل كل صفعة إلى درس، وكل سقوط إلى بداية جديدة. سيفي الهش، الذي يبدو بلا قيمة في عين العالم، هو رمزي الخاص، هو الطريقة التي أواجه بها العبث وأعيد تشكيله، أحوله من شيء بلا معنى إلى قصة أعيشها، أضيفها إلى صفحات وجودي.
وفي كل مرة تهب فيها رياح الحياة، أشعر أن سيفي الورقي يرتجف بين أصابعي، لكنه لا ينكسر. أحمله كأنه امتداد لذكرياتي، لكل ما تركه الزمن في داخلي من آثار باهتة وأحلام متكسرة. كل جرح تركته الأيام على روحي صار حبرًا، وكل لحظة ضعف باتت قصيدة مكتوبة على هذا الورق الهش.
BY سُبات سّرمديّ،
Share with your friend now:
tgoop.com/Sarrmady/28742