tgoop.com/ShamaeloftheProphet/1486
Last Update:
كان العلماء لا يسكتون عن أي لفظ فيه تعريض بالمقام النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم، أو إساءة في تفسير خطاب الله تعالى له صلى الله عليه وسلم، في آيات المعاتبة والإرشاد وغيرها مما هي على هذا المهيع.
ومما حمدته للسمين الحلبي رحمه الله تعالى وأنا أطالع النسخة التي كتبها بخطه لكتاب «مفردات القرآن»، للراغب الأصفهاني:
أني وجدته جاء عند الموضع الذي فسر به الراغب قوله تعالى «يا أيها المزمل»، فقال: أي المتزمل في ثوبه، وذلك على سبيل الاستعارة وكناية عن المقصر والمتهاون بالأمر وتعريضًا به».
فكتب السمين رحمه الله تعالى في الحاشية عند هذا الموضع: «لقد أساء العبارةَ، وبئسَ ما قالَ وفسَّر، وكأنه ضاقَ عليه الكلامُ».
فرضي الله عن الإمام العظيم الذي ردَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء ما عدَت به عبارة الراغب وجاوزت من حدود الصيانة والتحفُّظ عند هذا المقام المنيف، مع الغلط والإساءة في التفسير.
ولله در السهيلي رحمه الله حين تلطف لهذا الموضع مع صحة إصابة الغرض وحسن الذوق لكلام العرب، فقال:
«تسميته إياه بـ «المزمل» و«المدثر» في هذا المقام ملاطفةٌ وتأنيسٌ. ومن عادة العرب إذا قصدتِ الملاطفة أن تُسمِّي المخاطب باسم مشتقٍّ من الحالةِ التي هو فيها، كقوله صلى الله عليه وسلم لحُذيفة رضي الله عنه: «قم يا نَومانُ»، وقوله لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد ترِب جنبُه: «قُم أبا تُراب».
فلو ناداه سبحانه، وهو في تلك الحال من الكرب باسمه، أو بالأمر المجرَّد من هذه الملاطفة؛ لهاله ذلك، ولكن لما بُدئ بـ «يا أيها المدثر» أنِس، وعلِم أن ربَّه راضٍ عنه».
ويشبه هذا الذي كان من السمين ما حدث مع التقي السبكي رحمه الله تعالى في إقراء الكشاف، فكان هذا سبب كتابته «الانكفاف عن إقراء الكشاف».
فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، حق مقداره العظيم ومقامه الشريف.
BY شِيَمُ النَّبيِّ ﷺ
Share with your friend now:
tgoop.com/ShamaeloftheProphet/1486