tgoop.com/ShamaeloftheProphet/1626
Last Update:
كان نبيُّ الله صلوات الله عليه وآله يحسن التهيؤ لرمضان؛ ويعلِّم أمته حسن الإعداد له روحًا وبدنًا؛ لأنه من الأيام التي خصَّها الله تعالى بالفضل، وإرسال نفحات رضاه وعفوه على البشرية، فكان دائم التعرض لما شأنه كذلك؛ وقوفًا بذلك عند مراضي حبيبه، وبلاغًا بفعله وعبادته وسَمته للأمة أن يتقفوا طريقه ويأخذوا من هديه فيه.
ونفحات الرحمن في الأيام والليالي متصلة دائمًا من ربنا سبحانه وتعالى لا تنقطع، في الأيام والليالي والأسابيع والشهور.
ففي الأيام إيماء لشهادة الله تعالى قرآن الفجر، وصلاة العشاء، والإعلام بفضلهما وقدر من شهدهما. وكذلك مواطن الإجابات إثر الصلوات في كل يوم.
وفي الليالي ندب الله تعالى إلى قيام الليل لأن الله تعالى يفيض فيه على قائمه والمتجهد فيه.
وفي الأسابيع يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين، يَقِفهم بين يدي عباده يستمعون الذكر والنذارة حتى يفيئوا إليه، وجعل لهم فيه ساعة إجابة. وجعل صلتهم فيه بنبيهم والصلاة عليه آكد في هذا اليوم العظيم.
وفي الشهور الأشهر الحرم وشعبان وذي الحجة وغير ذلك مما هو معلوم ومعروف، وأعظمها وأهمها هو رمضان المعظم.
فلم يُخلِ الله تعالى الأيام من نفحات بره غدوًّا وعشيًّا على عباده المؤمنين وفضله وبره دائم الاتصال لا ينقطع عنهم.
فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائم التعرض لهذه المشاهد على أتم السيرة وأوفاها، ليس أحد أعبد لله منه، فكان حاضًّا على الصلوات والذكر في يومه، وليلته قائمًا بحق الله في أعمال اليوم والليلة، ناصبًا قدميه بين يديه سبحانه بالليل شاكرًا لأنعمه التي لا يعلم مقدار أتم شكر من البشر لها إلا هو.
وكان يصوم الاثنين والخميس وربما واصل الصيام، ويهيئ نفسه للجُمعات ويحض أصحابه وأمته على التهيؤ لها وحسن القيام فيها والذكر.
وكان يعلم أمته استقبال رمضان بالروح والبدن، فندب إلى الالتفات إليه في رجب واليقظة فيه، ثم جعل دينه صوم شعبان إلا قليلًا متهيئًا لشهود الأيام العظيمة في شهر رمضان المكرم.
ثم كان ديدنه في هذا الشهر هو الانجماع على الاجتهاد بأقصى بلوغ الغاية في العبادة والذكر والدعاء طيلة أيامه ولياليه، ثم إذا جاء العشر اجتهد ما لم يجتهد في باقي الشهر لإدراك ليلة القدر وشهود الفضل بأمته وتعليمهم لحسن القيام لمراضي الله وإدراك عفوه.
وبعد: فهذا نبي الله صلوات الله وسلامه عليه أمامكم بسيرته وعبادته وأحاديث دينه ومعجزته الباقية فينا على تعاقب الدهور، فاهتدوا به وأطيعوه واجتهدوا في توفية حقه وما له عليكم من التعظيم والتوقير والاتباع تفلحوا في دنياكم وأخراكم.
..
BY شِيَمُ النَّبيِّ ﷺ
Share with your friend now:
tgoop.com/ShamaeloftheProphet/1626