tgoop.com/Shatharat_DrFahd/533
Last Update:
من أعظم ما يُقرّب العبد من ربه أن يمقت نفسه في جنب الله، وهذا من أعظم الفقه، وإن لحظة من الإزراء على النفس ومقتها تدني العبد من الله أضعاف ما تدنيه صلاته وصيامه.
وقد بيّن ابن القيم رحمه الله السبيل الأعظم لتحصيل هذا المعنى فقال رحمه الله:
" فمِن أنفع ما للقلب: النظر في حق الله على العبد؛ فإن ذلك يُورِثه مقتَ نفسِه، والإزراء عليها، ويُخلِّصه من العُجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته؛ فإن من حقه أن يُطاع ولا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.
فمَن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه عَلِم عِلْمَ اليقين أنه غير مؤدٍّ له كما ينبغي، وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة، وأنه إن أُحيل على عمله هلك.
فهذا محل نظر أهل المعرفة بالله وبنفوسهم، وهذا الذي أيأسَهم من أنفسهم، وعلَّق رجاءهم كله بعفو الله ورحمته.
وإذا تأمَّلت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك، ينظرون في حقهم على الله، ولا ينظرون في حق الله عليهم، ومن هاهنا انقطعوا عن الله، وحُجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره، وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
BY قناة د. فهد بن عبدالله القحطاني
Share with your friend now:
tgoop.com/Shatharat_DrFahd/533