tgoop.com/Sheikhfathialmousli/941
Last Update:
#الفائدة :(719)
(فَوَائدُ مِنْ مَجَالسِ شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِاللهِ فَتْحِي المَوْصِلْيّ حَفِظَهُ اللهُ).
الحقيقة الشرعية للنصر
لا يتصور الباحث الحقيقة الشرعية للنصر إلا بالوقوف على قسمته الثنائية ، فقسمة النصر - في الغالب - ثنائية لا أحادية ولا ثلاثية ؛ وهو ينقسم بحسب اعتبارات إلى أقسام وأنواع :
أولا : النصر في القرآن إما أن يكون بمعنى الظفر ، أو أن يكون بمعنى الصبر … وباقي الأنواع ترجع إلى هذين النوعين ؛ ولكل نوع محله وأحكامه وشروطه .
ثانيا : والنصر تارة يكون بتمكن المؤمنين من عدوهم ، وتارةً يكون بدفع الله عن المستضعفين ؛ إما أن يدافع عنهم ، وإما أن يدفع بهم .
ثالثا : والنصر إما أن يكون من باب الرزق والمال وإما أن يكون من باب العلم والبيان ؛ فالنصر نصران : نصر الحجة ، ونصر القدرة .
رابعا : والنصر في شريعتنا إما أن يرجع إلى الأسباب والمقدمات ، وإما أن يرجع إلى النتائج والنهايات ؛ ولكن النصر في المقدمات أكمل وأسلم ؛ فإذا صحت البدايات سلمت النهايات .
خامسا : والنصر تارة يكون من باب السنن الشرعية ، وهو النصر المشروط ( ولينصرنّ الله من ينصره ) ؛ وتارة يكون من باب القدر المحتوم ؛ فيقدره الله تعالى بأسباب ظاهرة أو خفية ، وأسباب قوية أو ضعيفة .
سادسا : والنصر تارة يكون في الحال ، وتارة يكون في المآل … تارة يتقدم وتارة يتأخر .
سابعا : وقد تكون نتيجة النصر قطعاً لطرف من الكفار ، وقد تكون بحصول الخذلان لهم :{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ } .
ثامنا : والنصر إما أن يكون تاما ، وقد يكون ناقصا ؛ فالقضية تقبل التجزؤ والتبعض ؛ فقد ينصر العبد باعتبار ، ويخدل باعتبار آخر ؛ كالضعيف التقي؛ قد ينصر على تقواه ويخذل بسبب ضعفه ، والحكم للغالب.
تاسعا : وتارة يكون النصر في صورة تحصيل المصلحة ، وتارة أخرى يكون في صورة دفع مفسدة أو مضرة .
العاشر : وأخيرا : النصر نوعان : نصر في الدنيا بالسيف والحجة والبرهان ، ونصر في الآخرة بالمكانة والثواب ؛ وبين النصرين ارتباط وثيق ؛ قال تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } .
لهذا المؤمن في السراء أو الضراء ، وفي جميع الأحوال هو منصور مؤيّد ؛ لكن من غير خلط في الأنواع ولا إعراض عن الأسباب ، ومن غير جهل بالحقائق والأرقام ، ولا غفلة عن المقدمات والأسباب …
وقد انقسمت الناس في الكلام على النوازل والأحداث وهل هي داخلة في النصر ؛ فطائفة جعلت كل مصاب في الإسلام هو نصر بجميع الأحوال ؛ وطائفة نفت عن الواقع جميع الانواع ؛ والحق في التوسط بالتفصيل في الأقسام والانواع بحسب الحال والمقام من غير إفراط ولا تفريط .
👈 للإشتراك بالقناة👇👇
https://www.tgoop.com/Sheikhfathialmousli
BY قناة فوائد الشيخ فتحي الموصلي
Share with your friend now:
tgoop.com/Sheikhfathialmousli/941