tgoop.com/SuH9v8ORvvUIorpF/948
Last Update:
التنوع في اختيار المتون العلمية
بعض الإخوة يسألون - مستفهمين مستعلمين- عن إمكانية التنويع في اختيار المتون، بأن لا تكون المتون المدروسة مِن مذهب واحد!
فأقول وبالله التوفيق:
نحن نَدرس ونُدرّس المتون لأجل أن نفهم الشريعة المنزلة ، ونبتغي بدراستنا الانتصار للشريعة لا الانتصار للمذهب وتقريره.
فغايتنا تقرير الشريعة والانتصار لها وتقريبها للمسلمين، ودراستنا لمتون المذاهب دراسة وسائل لا مقاصد.
لذلك فإن المذاهب الإسلامية المتنوعة إذا دُرِست على أنها مِن مشكاة واحدة ، وأنها تنطلق من أصول علمية واحدة -وإن وقع الخلاف في بعض الفروع ، وفي بعض التطبيقات-
وأن الدارس لها أو لأحدها إنما يريد بدراسته فهم الشريعة المنزلة والانتصار لها-لا الانتصار للمذهب والدعوة إليه-
كان على خير عظيم وفهم سليم وعمل مستقيم.
لذلك نحن في كثير من المناسبات والدورات نتعمد تنويع المتون العلمية في اختياراتنا؛ لإيصال رسالة للناشئين أن المذاهب الإسلامية في حقيقتها متكاملة، بعضها يكمل البعض ، وأنها مصدر قوة للأمة بمجموعها وشمولها.
وإنما أوقع التعارض أو التصادم بينها : الجهال والمتعصبة .
أما أهل الحديث والأثر وأهل الجادة في فهم الشريعة ، فينتهلون وينتفعون منها جميعا دون أن يقعوا في التعصب؛ لأن أئمة المذاهب إنما أرادوا الانتصار للشريعة و فهمها وتطبيقها وتنزيلها على الوقائع المتجددة، واستعانوا في ذلك كله بالوحيين اللذين هما أصل الأصول والمنطلق الذي انطلقوا منه في اختياراتهم ، ولما كانت الشريعة المنزلة واحدة ، كانت المذاهب متكاملة خادمة ناصرة -بمجموعها- للشريعة، ومَن زعم أنها متقاطعة متعارضة إنما أوتي من جهله وتعصبه الأعمى.
والمسألة طويلة الذيل نكتفي بهذه الإشارات ، والله المستعان.
BY فوائد أبي عبد الأعلى الطائي
Share with your friend now:
tgoop.com/SuH9v8ORvvUIorpF/948