tgoop.com/SulimanAlnajran/1303
Last Update:
....تابع:
قال النووي في التطوعات كلها:"قال جماعة من السلف الاختيار فعلها في المسجد كلها" ؛ فكان ابن عمر يصلي سبحته مكانه ، وكان ابن مسعود لا يرى بأسا أن يتطوع مكانه ، أو كان يفعله، ونحو هذا كان يفعل أبو مجلز، قال الطحاوي في تطوعه عليه الصلاة والسلام بعد المغرب :« فهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يتطوع في المسجد هذا التطوع الطويل فذلك عندنا حسن ، إلا أن التطوع في البيوت أفضل منه".
وحتى التراويح الذي جاء فيها أصل حديث :"فإن أفضل الصلاة ، صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة" عملها الصحابة واتفقوا على أنها تكون في المسجد فوسع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ القيد المكاني بحسب المصلحة.
فالشاهد من هذا كله: أن تفضيل الصلاة في البيوت ليس تفضيلا مطلقا بل مقيد بما جاء من العلل والمعاني والمصالح المذكورة فيوازن بينها مع غيره؛ إذ ليس الفضل توقيفيا محضا لا يتزحزح عن محله، بل ينظر إلى هذه المعاني والمصالح ويوازن بينها مع غيرها من فضائل المضاعفة أو غيرها من المصالح كما في مصالح صلاة التراويح وغيرها يلحق بها.
لذا فإن العراقي أثبت المضاعفة للنوافل مع فضيلة صلاة البيوت؛ إذ لم ير بينهما تعارضا لأن الصلاة في البيوت قائمة على المعاني المذكورة الثلاثة: خشية الرياء وتربية الأهل وإحياء البيت بذكره، قَالَ العراقي الأب - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ: "تَكُونُ النَّوَافِلُ فِي الْمَسْجِدِ مُضَاعَفَةً بِمَا ذُكِرَ مِنْ أَلْفٍ فِي الْمَدِينَةِ، وَمِائَةِ أَلْفٍ فِي مَكَّةَ وَيَكُونُ فِعْلُهَا فِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ لِعُمُومِ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ "أَفْضَلُ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إلَّا الْمَكْتُوبَةَ" بَلْ وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَنَّ النَّافِلَةَ فِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ مِنْ فِعْلِهَا فِي مَسْجِدِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
وأحب أنبه إلى أن مسجده عليه الصلاة والسلام يمتد فيشمل كل الزيادة التي أحدثت فيه لا يقتصر على موضع المسجد زمنه عليه الصلاة والسلام؛ إذ قد أورد العراقي روايات عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تدل على هذا.
فقد جاء في تَارِيخِ الْمَدِينَةِ أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا فَرَغَ مِنْ الزِّيَادَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَوْ انْتَهَى إلَى الْجَبَّانَةِ لَكَانَ الْكُلُّ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ "لَوْ زِيدَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَا زِيدَ كَانَ الْكُلُّ مَسْجِدِي" وَفِي رِوَايَةٍ "لَوْ بُنِيَ هَذَا الْمَسْجِدُ إلَى صَنْعَاءَ كَانَ مَسْجِدِي" ، وَعَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ "لَوْ مُدَّ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ لَكَانَ مِنْهُ" وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَوْصِلِيُّ بَلَغَنِي عَنْ ثِقَاتٍ "إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ مَا زِيدَ فِي مَسْجِدِي فَهُوَ مِنْهُ وَلَوْ بَلَغَ مَا بَلَغَ"، قال العراقي معقبا:" فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَهُوَ بُشْرَى حَسَنَةٌ". والله أعلم.
BY مدونة سليمان بن محمد النجران
Share with your friend now:
tgoop.com/SulimanAlnajran/1303