SULIMANALNAJRAN Telegram 1417
فهذا وجه من جعل "التعريض" حقيقة أبدا أو أخص من الحقيقة؛ لأنه كلام حقيقي يراد به معنى يفهم من لازم حالا المخاطب غالبا لا من اللفظ ذاته فاللفظ في التعريض مستعمل فيما وضع له، قال المرداوي:" وقد علم من تفسير التعريض بذلك أنه حقيقة لا مجاز، لأنه مستعمل فيما وضع له أولا"، أي أن المتكلم "يستعمل اللفظ في معناه الحقيقي مرادا منه لازمه ليلوح بغيره" كما في نشر البنود.
أما من جعل التعريض يكون حقيقة ومجازا وكناية فينظر إلى اللفظ وما ينطوي عليه في الخطاب فربما خاطبت غيرك بالمجاز أي: تستعمل لفظا فيما غير ما وضع له، وأنت تريد منه لازمه لتلوح لغيرك بمرادك منه، كما لو قلت:" المال يطغي" وأنت تعرض بغني، فالمال بذاته لا يطغي إنما الذي يطغي ما يكسبه المال القلب من الكبر فعبر بالسبب وأراد المسبب فهذا وجه كون التعريض مجازا، وفي الكناية لو قلت: "النوم مهلك" وأنت تعرض بابنك الذي ترك دراسته، والنوم كناية عن الكسل؛ فهذا وجه كون التعريض كناية.
فيستعمل اللفظ في معناه المجازي مرادا منه لازمه ليلوح لغيره ، أو يستعمل اللفظ في الكناية مرادا منه لازمة ملوحا بغيره.(انظر نشر البنود). لذا جاء في غاية الوصول:" أو استعمل في معناه مطلقا: أي الحقيقي والمجازي والكنائي، للتلويح بغير معناه فـهو: تعريض".
قال السكاكي في مفتاح العلوم:" واعلم أن التعريض تارة يكون على سبيل الكناية وأخرى على سبيل المجاز، فإذا قلت:" آذيتني فستعرف" وأردت المخاطب إنسانا آخر معتمدا على قرائن الأحوال كان من القبيل الأول، وإن لم ترد إلا غير المخاطب كان من القبيل الثاني فتأمل".
والذي يظهر هنا ـ والله أعلم ـ أن الكاشف عن هذا كله السياق فلا يكون التعريض مأخوذا عن الحقيقة والمجاز والكناية، إنما التعريض يفهمه المخاطب من سياق حال المتكلم غالبا وكذا من سياق الكلام، وهذا الذي يرجح بأن التعريض أسلوب بلاغي خارج عن الحقيقة والمجاز والكناية يدركه المخاطب سواء كان كناية أو مجازا أو حقيقة فلا يلتزم التعريض صورة من الكلام يكون عليه كما يقول صاحب "البلاغة الصافية"، فقد يكون حقيقة وقد يكون مجازا وقد يكون كناية، ، وقد قال قبل ذلك ابن الأثير في أحد الأساليب التعريضية في المثال السائر:" وليس هذا اللفظ موضوعا في مقابلة الطلب لا حقيقة ولا مجازا"؛ لذا قال الشيخ زكريا الأنصاري في غاية الوصول:" وما ذكر من أنه حقيقة ومجاز وكناية هو بالنسبة للمعنى الحقيقي أو المجازي أو الكنائي، أما بالنسبة للمعنى التعريضي فلم يفده اللفظ، وإنما أفاده سياق الكلام". والله أعلم.



tgoop.com/SulimanAlnajran/1417
Create:
Last Update:

فهذا وجه من جعل "التعريض" حقيقة أبدا أو أخص من الحقيقة؛ لأنه كلام حقيقي يراد به معنى يفهم من لازم حالا المخاطب غالبا لا من اللفظ ذاته فاللفظ في التعريض مستعمل فيما وضع له، قال المرداوي:" وقد علم من تفسير التعريض بذلك أنه حقيقة لا مجاز، لأنه مستعمل فيما وضع له أولا"، أي أن المتكلم "يستعمل اللفظ في معناه الحقيقي مرادا منه لازمه ليلوح بغيره" كما في نشر البنود.
أما من جعل التعريض يكون حقيقة ومجازا وكناية فينظر إلى اللفظ وما ينطوي عليه في الخطاب فربما خاطبت غيرك بالمجاز أي: تستعمل لفظا فيما غير ما وضع له، وأنت تريد منه لازمه لتلوح لغيرك بمرادك منه، كما لو قلت:" المال يطغي" وأنت تعرض بغني، فالمال بذاته لا يطغي إنما الذي يطغي ما يكسبه المال القلب من الكبر فعبر بالسبب وأراد المسبب فهذا وجه كون التعريض مجازا، وفي الكناية لو قلت: "النوم مهلك" وأنت تعرض بابنك الذي ترك دراسته، والنوم كناية عن الكسل؛ فهذا وجه كون التعريض كناية.
فيستعمل اللفظ في معناه المجازي مرادا منه لازمه ليلوح لغيره ، أو يستعمل اللفظ في الكناية مرادا منه لازمة ملوحا بغيره.(انظر نشر البنود). لذا جاء في غاية الوصول:" أو استعمل في معناه مطلقا: أي الحقيقي والمجازي والكنائي، للتلويح بغير معناه فـهو: تعريض".
قال السكاكي في مفتاح العلوم:" واعلم أن التعريض تارة يكون على سبيل الكناية وأخرى على سبيل المجاز، فإذا قلت:" آذيتني فستعرف" وأردت المخاطب إنسانا آخر معتمدا على قرائن الأحوال كان من القبيل الأول، وإن لم ترد إلا غير المخاطب كان من القبيل الثاني فتأمل".
والذي يظهر هنا ـ والله أعلم ـ أن الكاشف عن هذا كله السياق فلا يكون التعريض مأخوذا عن الحقيقة والمجاز والكناية، إنما التعريض يفهمه المخاطب من سياق حال المتكلم غالبا وكذا من سياق الكلام، وهذا الذي يرجح بأن التعريض أسلوب بلاغي خارج عن الحقيقة والمجاز والكناية يدركه المخاطب سواء كان كناية أو مجازا أو حقيقة فلا يلتزم التعريض صورة من الكلام يكون عليه كما يقول صاحب "البلاغة الصافية"، فقد يكون حقيقة وقد يكون مجازا وقد يكون كناية، ، وقد قال قبل ذلك ابن الأثير في أحد الأساليب التعريضية في المثال السائر:" وليس هذا اللفظ موضوعا في مقابلة الطلب لا حقيقة ولا مجازا"؛ لذا قال الشيخ زكريا الأنصاري في غاية الوصول:" وما ذكر من أنه حقيقة ومجاز وكناية هو بالنسبة للمعنى الحقيقي أو المجازي أو الكنائي، أما بالنسبة للمعنى التعريضي فلم يفده اللفظ، وإنما أفاده سياق الكلام". والله أعلم.

BY مدونة سليمان بن محمد النجران


Share with your friend now:
tgoop.com/SulimanAlnajran/1417

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Co-founder of NFT renting protocol Rentable World emiliano.eth shared the group Tuesday morning on Twitter, calling out the "degenerate" community, or crypto obsessives that engage in high-risk trading. Matt Hussey, editorial director of NEAR Protocol (and former editor-in-chief of Decrypt) responded to the news of the Telegram group with “#meIRL.” Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.” Don’t publish new content at nighttime. Since not all users disable notifications for the night, you risk inadvertently disturbing them.
from us


Telegram مدونة سليمان بن محمد النجران
FROM American