tgoop.com/SulimanAlnajran/1560
Last Update:
تطور مفهوم الجليس:
الجليس الصالح وجليس السوء: كحامل المسك ونافخ الكير، تمثيل بليغ، وتشبيه واقعي، وتوصيف ملازم للجلساء منه عليه الصلاة والسلام، بل هذا أحد أصول نظرية الاجتماع البشري، لا ينفك أحد عن أثر جليسه، وريح قرينه، سواء كان صغيرا أو كبيرا، أو جاهلا أو عالما، أو ذكرا أو أنثى، أثر الجليس يتسرب للقلب، ويتداخل مع النفس، ويتشربه العقل بلا شعور ولا امتناع، لبعد المناعة النفسية بين الجلساء، والانفتاح القلبي للأخلاء، فيحصل التغير، ويتبدل الفكر، وتتشكل المفاهيم، ويتأطر العقل، دون شعور الجليس بهذا، وهذا مكمن الخطر، ومرتكز الضرر،واليوم اختلفت الصحبة وتبدلت الرفقة، ففي ما مضى كان الصاحب مقتصرا على أوقات محدودة، وأزمنة معدودة، أما اليوم فصار الصاحب: وسيلة تواصل ملازمة لنا في كل أوقاتنا وأحوالنا وتصرفاتنا: في منامنا ويقظتنا، وفي حلنا وترحالنا، وفي ليلنا ونهارنا، ولصغارنا وكبارنا، لا يستطيع أحد حجزه، ولا يملك كبير رده، ويصعب متابعته وحجبه، والمعول عليه -بعد الله - تقوية الإيمان، وتعزيز المراقبة؛ فلننتبه لهذه الصحبة فهي أخطر الصحبات وأشدها وأبعدها أثرا، وامضاها زمنا، لم يمر بنا صحبة أخطر منها ولا أوسع وأكثر؛ فإن:" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
BY مدونة سليمان بن محمد النجران
Share with your friend now:
tgoop.com/SulimanAlnajran/1560