TASSNEEMRAJEHCHANNEL Telegram 1612
أعرف امرأة تجاوزت السبعين..

لم تدخل جامعة قط ولا كانت لها وظيفة رسمية مأجورة يوماً..
طلبَت بعض العلم وعملَت في الدعوة قليلاً..
أنجبت ست أولاد وربتهم حتى تزوّج آخرهم..

مرض زوجها مرضاً أقعده عن أي عمل، ساءت أوضاعهم المادية إلى حد كبير، حصلت "الكارثة" التي يتوهم الناس أنها ما ينبغي أن تستعد له المرأة طوال حياتها عبر إمضاء العمر في المهنة و"تأمين النفس" وتجميع الراتب..

لكنها في الحقيقة كانت مستعدة للأزمة تماماً، كانت مؤَمَّنةً لأقصى حدٍّ تستطيعه امرأةٌ في وضعها الاقتصادي وفي بلادها..
لم تقع تلك المرأة ولم تضِع ولم تمدّ يدها لأحد!

فكان عندها السند التي بنته في أولادها الرجال الذين وإن لم يكونوا أثرياء لكن كانوا داعمين بما يستطيعونه من وقت وجهد ومال لوالديهم، كانوا سنداً وظهراً ثابتاً فعلاً لأبويهم..
يحملونهم فوق الأرض إن استطاعوا..
يسمعون كلامهم ونصحهم قبل أي قرار..
ويقدّرون أمهم تلك ولا يفرّطون بها مهما كان..

وكان عندها الأمان النفسي في علاقتها الطيبة بزوجها وإن مرِض..

فحدثوني صدقاً.. أهذه امرأة تحتاج الأمان الذي تعطيه الوظيفة؟
قولولي صدقاً.. أتوجد وظيفة في الكون تسأل بالموظف المتقاعد المريض وعلاجه وخدمته وتستمر بتقديره بعد توقف خدماته وسوء صحته؟

كيف تستبدل الأنثى هذه بتلك؟

كيف تُحرَم بشكل ممنهج من هذا الأمان والاستقرار الثابت وبنائه والسعي له في سبيل العمل بشهادتها وتحصيل اختصارات قبل اسمها ورفع راتبها وزيادة سنين خبرتها المهنية أو تطويل سيرتها الذاتية؟

كيف تُضيّق النظرة (حتى الدنيوية) لهذا الحد؟
كيف ننظر إلى برستيج وراحة وحماس لحظيّة بعمل جديد أو جلوس في مكتب أو شعارات نستمتع بها الآن… ونهمل بقية العمر وتتمة الدنيا (قبل الحديث عن الآخرة)؟



- لا أتكلم عن من عملت للاضطرار وهي واعية بأدوارها الرئيسية والتزمت العمل بحدود ذاك الاضطرار..
- لا أتكلم عمن عملت لتملأ وقت فراغها في ضمن وقت الفراع ذاك..
- لا أتكلّم عمن لم تتزوج بدون تدخّلها في ذلك واستثمرت وقتها في وظيفة مأجورة نافعة ومنضبطة بحدود الشرع..
- لا أتكلم عمن اجتهدت لتسد ثغراً في الأمة وهي توازن بين أدوارها المختلفة وتحاول الإحسان ما استطاعت..
- لا أتكلم عمن تطلب العلم النافع بحسب وقتها المتاح وتنمي مهاراتها..
- لا أتكلم عمن تستثمر عمرها بعدما كبر الأطفال وقلت حاجتهم لها…



لكن أتكلم عن هذا التغيير ببنية الحياة، عن هذا التغيير نحو تصغير الأسر لنعود للعمل، عن تطويل دوامات المدارس، عن الاستثقال من وجود الأبناء، عن الاستخفاف بتربيتهم واعتبارها هامشية، وعن هذه المسافة التي باتت تفصلنا عن فهم أهمية دور الزوجة والزوج ومركزية الأسرة في الإسلام..

أتكلّم عن أثر هذا التفكك الذي رأيته في الغرب بعدما ادعوا تقوية المرأة ودعم تحريرها وفككوا أسرتها وأبعدوا عنها أمان أبويها وإخوتها وزوجها وأبنائها وقالوا لها: افعلي! لا تنتظري أحد، لا تعتمدي عليهم، لا تطلبي منهم، هم يقيدون تقدّمك وتحررك وتحقيقك لذاتك….!

لتصل لذاك العمر فتجد نفسها وحيدةً مع قطتها ومالها في أفضل حال، وفي أسوئه تنتظر معونات الدولة أو مشرّدةٍ أو محتاجة أو سائلة..

وقد رأيت تلك الصور وسمعت من بعض أصحابها ولا أستطيع نسيانها…

سبحان الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..



tgoop.com/TassneemRajehChannel/1612
Create:
Last Update:

أعرف امرأة تجاوزت السبعين..

لم تدخل جامعة قط ولا كانت لها وظيفة رسمية مأجورة يوماً..
طلبَت بعض العلم وعملَت في الدعوة قليلاً..
أنجبت ست أولاد وربتهم حتى تزوّج آخرهم..

مرض زوجها مرضاً أقعده عن أي عمل، ساءت أوضاعهم المادية إلى حد كبير، حصلت "الكارثة" التي يتوهم الناس أنها ما ينبغي أن تستعد له المرأة طوال حياتها عبر إمضاء العمر في المهنة و"تأمين النفس" وتجميع الراتب..

لكنها في الحقيقة كانت مستعدة للأزمة تماماً، كانت مؤَمَّنةً لأقصى حدٍّ تستطيعه امرأةٌ في وضعها الاقتصادي وفي بلادها..
لم تقع تلك المرأة ولم تضِع ولم تمدّ يدها لأحد!

فكان عندها السند التي بنته في أولادها الرجال الذين وإن لم يكونوا أثرياء لكن كانوا داعمين بما يستطيعونه من وقت وجهد ومال لوالديهم، كانوا سنداً وظهراً ثابتاً فعلاً لأبويهم..
يحملونهم فوق الأرض إن استطاعوا..
يسمعون كلامهم ونصحهم قبل أي قرار..
ويقدّرون أمهم تلك ولا يفرّطون بها مهما كان..

وكان عندها الأمان النفسي في علاقتها الطيبة بزوجها وإن مرِض..

فحدثوني صدقاً.. أهذه امرأة تحتاج الأمان الذي تعطيه الوظيفة؟
قولولي صدقاً.. أتوجد وظيفة في الكون تسأل بالموظف المتقاعد المريض وعلاجه وخدمته وتستمر بتقديره بعد توقف خدماته وسوء صحته؟

كيف تستبدل الأنثى هذه بتلك؟

كيف تُحرَم بشكل ممنهج من هذا الأمان والاستقرار الثابت وبنائه والسعي له في سبيل العمل بشهادتها وتحصيل اختصارات قبل اسمها ورفع راتبها وزيادة سنين خبرتها المهنية أو تطويل سيرتها الذاتية؟

كيف تُضيّق النظرة (حتى الدنيوية) لهذا الحد؟
كيف ننظر إلى برستيج وراحة وحماس لحظيّة بعمل جديد أو جلوس في مكتب أو شعارات نستمتع بها الآن… ونهمل بقية العمر وتتمة الدنيا (قبل الحديث عن الآخرة)؟



- لا أتكلم عن من عملت للاضطرار وهي واعية بأدوارها الرئيسية والتزمت العمل بحدود ذاك الاضطرار..
- لا أتكلم عمن عملت لتملأ وقت فراغها في ضمن وقت الفراع ذاك..
- لا أتكلّم عمن لم تتزوج بدون تدخّلها في ذلك واستثمرت وقتها في وظيفة مأجورة نافعة ومنضبطة بحدود الشرع..
- لا أتكلم عمن اجتهدت لتسد ثغراً في الأمة وهي توازن بين أدوارها المختلفة وتحاول الإحسان ما استطاعت..
- لا أتكلم عمن تطلب العلم النافع بحسب وقتها المتاح وتنمي مهاراتها..
- لا أتكلم عمن تستثمر عمرها بعدما كبر الأطفال وقلت حاجتهم لها…



لكن أتكلم عن هذا التغيير ببنية الحياة، عن هذا التغيير نحو تصغير الأسر لنعود للعمل، عن تطويل دوامات المدارس، عن الاستثقال من وجود الأبناء، عن الاستخفاف بتربيتهم واعتبارها هامشية، وعن هذه المسافة التي باتت تفصلنا عن فهم أهمية دور الزوجة والزوج ومركزية الأسرة في الإسلام..

أتكلّم عن أثر هذا التفكك الذي رأيته في الغرب بعدما ادعوا تقوية المرأة ودعم تحريرها وفككوا أسرتها وأبعدوا عنها أمان أبويها وإخوتها وزوجها وأبنائها وقالوا لها: افعلي! لا تنتظري أحد، لا تعتمدي عليهم، لا تطلبي منهم، هم يقيدون تقدّمك وتحررك وتحقيقك لذاتك….!

لتصل لذاك العمر فتجد نفسها وحيدةً مع قطتها ومالها في أفضل حال، وفي أسوئه تنتظر معونات الدولة أو مشرّدةٍ أو محتاجة أو سائلة..

وقد رأيت تلك الصور وسمعت من بعض أصحابها ولا أستطيع نسيانها…

سبحان الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..

BY قناة تسنيم راجح


Share with your friend now:
tgoop.com/TassneemRajehChannel/1612

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

“[The defendant] could not shift his criminal liability,” Hui said. As five out of seven counts were serious, Hui sentenced Ng to six years and six months in jail. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Read now Telegram offers a powerful toolset that allows businesses to create and manage channels, groups, and bots to broadcast messages, engage in conversations, and offer reliable customer support via bots.
from us


Telegram قناة تسنيم راجح
FROM American