tgoop.com/TassneemRajehChannel/1723
Last Update:
تعقيباً على هذه الفقرة التي نشرتها قناة الجديد عن "واقع المرأة السورية" بعد سقوط بشار الأسد..
ينبغي أولاً أن يتذكر المتابعون مواقف الجديد من قصة السوريين ومن طغيان نظام الأسد ومن تسمية الثوار بالإرهابيين أو المسلحين والعنصرية نحو اللاجئين قبل ما لا يزيد على أسبوعين، ينبغي أن يتذكروا من استضافت هذه المحطة وتوجهاته وأفكاره.. كل ذلك ينبغي استحضاره لنتوقع النية وراء تقرير كهذا قبل حتى الاستماع لمحتواه..
ومن ثم لنسأل..
في الوقت الذي مازال السوريون فيه يحاولون إيجاد المفقودين الذين يزيدون على مئة ألف، مازالت السلطات الجديدة مشغولة بالسجون السرية وبالعدوان الإسـ.رائيلي وبضبط الأمن وبتسيير بعض المؤسسات التي لم يدمرها النظام السابق أو ينخرها تماماً من الداخل، في الوقت الذي لا تستطيع الحكومة الجديدة فيه تأمين أكثر من ساعة كهرباء كل ٢٤ ساعة للكثير من أحياء البلاد، في الوقت الذي يفكر الناس في تشارك مدخراتهم لتأمين تكاليف المعيشة التي ترتفع عليهم وهم يصبرون إلى أن تستقر الأوضاع شيئاً ما..
في هذا الوقت.. يأتي تلفزيون الجديد بمذيعته بمكياجها الكامل ومن كوكبه المنعزل عن العالم ليحاكم حكومة الإنقاذ ويضع في قفص الاتهام الثوار الذين أخرجوا للتوّ آلاف المساجين وأسقطوا نظاماً كان يدعي أنه باقٍ إلى الأبد.. والتهمة تلقى بكلّ برودٍ.. "ماذا عن من تريد أن تلبس البيكيني في شاطئ اللاذقية وطرطوس؟!"، "هل تفكرون بفصل النساء عن الرجال في التعليم؟!"..
أي وقاحةٍ سخيفةٍ هي تلك! وما الذي تتوقعه من إجابةٍ في الدقائق المعدودة التي تركتها لضيفها هنا!
طبعاً الفكرة واضحة، والتهمة التي تريد إسقاطها على الثوار واضحة.. هل أنتم إسلاميون؟! أثبتوا لنا الآن أنكم لستم متطرفين (كما نراكم) لكي نحبكم ونرضى عنكم! أثبتوا الآن أنكم أكثر ليبرالية من أكثر يسارٍ متطرّفٍ في العالم لكي نحبكم!! (ومهما فعلتم لن نحبكم لأن ذقونكم طويلة ولأنكم تصلّون ولأنكم ترفعون "الله أكبر، لكن يجب أن تحاولوا!) وإلا، فسنبدأ فوراً تجييش الناس ضدكم! سنبدأ فوراً تحويل الشام إلى مصر أيام مرسي [رحمه الله] وسنصفق في كلّ الأحوال وسنستمر بالتقزز من لاجئيكم بكل الأحوال!!
والتجييش الخبيث واضح هنا في هذا التقرير وفي كل كلمةٍ فيه وفي تعليقات المذيعة على كلام الضيف فيه، فمع أن المتكلم لم يؤكد شيئاً فيه ولم يأت بفكرةٍ واحدةٍ غريبةٍ أو مفاجئة في كلامه وأكثَر من العموميات ومن الإجابات المفتوحة، إلا أنها مع ذلك وجّهت المتابعين لاعتبار أجندتها الخاصة (المساواة المطلقة) أمراً مفروغاً منه ومن ثم اعتبار الضيف رافضاً تماماً لا للمساواة فقط، إنما لاحترام النساء وحقوقهنّ أيضاً، كأنها تقول: "يجب أن تعتبر الحكومة الجديدة الرجال والنساء متساوين تماماً، وإلا فهم لا يحترمون المرأة ويريدون إقصاءها ومنعها من المشاركة في المجتمع ووو.." ومع الأسف فقد انطلت الخدعة على كثيرٍ من المعلّقين!
طبعاً المذيعة لم تسأل عن غياب المرأة في صفوف المحاربين، وعن عدم وجود أي أنثى بين المقاتلين وبين الثوار، لكن الآن والبلاد تقترب من تشكيل حكومة جديدةٍ ومن التحرر من عبادة العباد فإن شياطين الإنس يسارعون في فرض أجنداتهم الخبيثة على الناس ليضعوهم تحت عبوديةٍ أخرى فوراً، بل ويتم محاكمة الناس لتلك الأجندات وبعضهم في غمرة من الانفعال والعاطفة لا ينتبهون!
لكن هل تعلم تلك المذيعة أن هذه المساواة المطلقة التي تعتبرها قيمة عليا هي ذاتها التي يرفضها الأمريكيون الذين انتخبوا ترامب، ويرفضها كل التيار اليميني في العالم تقريباً، تلك العلمانية المتطرفة التي تطلبها هي ذاتها التي ترفضها غالب دول العالم!
هل تعلم كم من الاضطهاد في بلادنا تم برعاية تلك الدول! وأن تلك الدول لا تكترث ببلد المذيعة ولا بالقصف الإسرائيلي عليه، وتعتبر العرب السمر مواطنين درجةً عاشرةً إن اعتبرتهم!
ولكن رغم ذلك ينبغي على الثوار أن يتحاكموا لتلك المعايير، وينبغي على الناس أن يرتعشوا خوفاً من أي كلمةٍ تناقشها وإن كانت ذكر خصوصياتٍ للمرأة أو أي فوارق بينها وبين الرجل أو أي مجالاتٍ "قد يستحسن" أن يتخصص فيها كل منهما!!
(يتبع)
BY قناة تسنيم راجح
Share with your friend now:
tgoop.com/TassneemRajehChannel/1723