tgoop.com/TassneemRajehChannel/1747
Last Update:
هناك تصور وفهمٌ غريب (مفهوم السبب، وعجيب رغم ذلك) عند بعض المسلمين، مفاده أننا مسلمون، نحب الإسلام، لكن الإسلام شيء خاص بنا، لا نحب إدخاله في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في العلوم.. إلا في بيتنا فقط، أو ربما في إطار سجادة الصلاة تحديداً، لأن التربية أيضاً قد لا نريدها إسلامية والعلاقة الزوجية قد لا نحب أن تكون إسلامية مئة في المئة..
هم لا يقولون أنهم ضد الإسلام ولا أنهم لا يحبونه، لكن أنهم مسلمون ويرون الأفضل ألا يتدخل الدين في كل شيء، هم مسلمون ومع ذلك يستطيعون تصور الحكم بغير الإسلام واستقاء القوانين من رأي الناس وعيش والتعاملات الحياتية وبيئة العمل والدراسة بمعزل عن "الحلال والحرام" الذي يلخصون الدين به أصلاً!
هو تصور عجيب عن الحياة سببه سوء فهم الإسلام واعتباره في حقيقة الأمر واحداً من الأديان التي "اخترنا" أن نتبعها فقط، مثله مثل النصرانية واليهودية والبوذية والالحاد، دين بينها، وربما لا يفهم صاحب هذا الفكر التناقض العجيب الذي في فكرته لأنه لم يعلم قط معنى "لا إله إلا الله"، والسبب الذي حارب قريش لأجله النبي ورفض فرعون لأجله كلمة موسى عليه السلام وجنّ جنونه من ماشطة ابنته الضعيفة الوحيدة..
كلمة الإسلام ليست مجرد كلمة نقولها ونسير بالحياة بهوانا، ليست مجرد كلمةٍ تندمج في عالم الضلالات ولا تؤثر فيه، وإلا لقالها أبو جهلٍ مسايرةً وعاد لنادي المنكرات مع رفاقه وتابع الزنا والسرف والظلم وتقديس الآباء!
كلمة الإسلام ليست مجرد ذوقٍ شخصي عند المسلم يختارها بين الأديان ويستمتع بها ليشبع "روحانياتٍ" يحتاجها ويؤدي بضع مهام يومية أو أسبوعية أو سنوية لأجلها ويتابع حياته بعدها لا يختلف شيئاً عن جاره النصراني أو زميله الملحد أو غيرهم..
الإسلام هو الخيار الوحيد فعلاً، ولذلك نحن مسلمون، ولا نخجل من قول ذلك! وهو نمط حياة كامل كامل!
لا يمكن أن تكون مسلماً و"تحب" ألا يدخل دينك في أي جانب من جوانب حياتك، لا يمكن أن تكون مسلماً وترى بعض القوانين الوضعية "أفضل" أو "أنسب" من حكم ربك، لا يمكن أن تكون مسلماً موحداً تقرأ القرآن وتعبد الله وتؤمن أن له الحكم والأمر وهو الخالق والبارئ و"تدافع" بعدها عن "حق" الشاذ بشذوذه وعن "حق" الكافر بالاستمتاع بكفره!
أنت مسلم! دينك ليس "في قلبك" وفقط! دينك حياتك وفكرك وعملك وتعلّمك وما تشتريه وأين تذهب وكيف تتسلّى وكيف تتكلم.. وهو يحكم ويسيّر كلّ حياتك، أنت تنطلق من دينك، لا تحاول أن تماشي الدنيا معه، تبدأ منه، وتغيّر الدنيا بحسبه..
ربما يكون أثرك محدوداً أو يفرض عليك الواقع ما لا ترضاه، لكنّك تبدأ من هناك وترجو بكلّ تأكيد أن تستطيع فعلاً عيش دينك في كل جوانب حياتك..
BY قناة تسنيم راجح
Share with your friend now:
tgoop.com/TassneemRajehChannel/1747