tgoop.com/Thakir_AlHanafi/5381
Last Update:
من درس الليلة
...
تمضي الليالي ولا يدرونَ عدّتَها * ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِمِ
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَةٍ يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ
---
من شدة خوف الكفار ورعبهم وذهاب رشدهم صارت الأيام والأوقات تمر وتنقضي ولا يدري الكفار عدتها ولا يعلمون حسابها إلا أيام الأشهر الحرم.. وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، إذ النبي صلى الله عليه وسلم يوقف قتالهم وجهادهم، فيأمنون الطلب ويتركهم الهلع.
وهذا قبل نسخ هذا الحكم عند جمهور الفقهاء، حيث أبيح للمسلمين قتال الكفار أينما ثقفوهم قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}.
وكأن دين الإسلام ضيف نزل ساحة أهله من الصحابة رضي الله عنهم، مستصحبًا كل قرم: أي: سيد معظم شجاع، الواحد منهم شديد الشهوة للحوم الكفار، وشأن العربيّ إكرام الضيف وتحقيق مراده، فمزق الصحابة له لحوم الكفار كما يفعل المضيف لضيفه بتمزيقه لحم الإبل لتطبخ.
وهذا البيت غاية المدح للمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم.
وهذا الضيف يجرّ أي: يستتبع خميسًا أي: جيشًا كالبحر المتلاطم في الغضب والحمية والغيرة انتصارًا لدين الله تعالى وسمي الجيش خميسًا لأنه متكون من خمسة أقسام: مقدمة ومؤخرة وميمنة وميسرة وساقة، وهذا الخميس الذي كالبحر فوق خيول سابحة أي: مسرعة، وهذا الجيش يرمي الكفار بأبطال أي: شجعان كالموج المتلاطم.
BY Thakir Alhanafe ذاكر الحنفي
Share with your friend now:
tgoop.com/Thakir_AlHanafi/5381