tgoop.com/Thakir_AlHanafi/5407
Last Update:
لمّا أتَى للطّائفِ المُختارُ
وغَشَتْهمُ من شمسِه أنوارُ
حُجِبوا لِشِقوتِهمْ، وعنها قدْ عَمُوا
فإذا الوِفادةُ ويَلَهمْ أحجارُ
رَجَموهُ جَمعًا والدِّما فاضَتْ، وما
رَاعَى الذِّمامَ أولئكَ الفُجّارُ
فخَلا بِمولاهُ الكريمِ مناجِيًا
يُبدِي العُبودَةَ دَمْعُهُ المِدْرَارُ
فأتاهُ جِبريلُ الأمينُ مُبَشِّرًا
ومِنَ الظّلامِ قَدُ اسْدِلَتْ أسْتارُ
إنْ كان أَجلافٌ جَفَوكَ وما اهتَدَوا
فبالانتظارِ الأنبيا الأبرارُ
أو كانَ أهلُ الأرضِ ضَاقوا بالهُدَى
أهلُ السّما لِقدومِكَ استِبشارُ
قُمْ نَحوَ قُدْسِكَ يا مُحَمَّدُ كي تَرا
كَ هُنالِكَ السّاداتُ والأَخيارُ
فأتَى إلى القُدسِ الشّريفِ مُشَرِّفًا
والأنبياءُ بساحِه أدْوارُ
صلّى إمامًا والجميعُ وراءَه
الشمسُ طه، والأُولَى الأقمارُ
والمَسجِدُ الأقصَى تَبَختَرَ زاهِيًا
فلِنَعْلِ أحمدَ في الثرَى آثارُ
وتَضَرَّعَ السَّبعُ الطِّباقُ لِرَبِّها
ودُموعُها من شَوقِها أمطارُ
يا رَبِّ شَرِّفْنا بِنورِ محمّدٍ
مَن شَامَ ذاكَ النّورَ لَيسَ يُضارُ
عَرَجَ الحبيبُ بمَوكِبٍ مِن عِزَّةٍ
بِبَهائهِ تَتَحَيَّرُ الأنظارُ
فرقَى السمواتِ العُلى وتَشَرَّفتْ
لمّا وَطَا هاماتِها المختارُ
ورأَى الجِنانَ وزُخرِفَت لِقدومِه
وتَهَلَّلَ الولدانُ والأطيارُ
ثمّ ارتقَى حتّى دَنَا لِمَكانَةٍ
عن كُنهِها تَتقاصَرُ الأفكارُ
في حضرةٍ قدسيّةٍ متفرِّدًا
ما ثَمَّ غَيرُ جَنابِهِ دَيّارُ
فرأَى الإلَه، وشامَهُ مُتَنَزِّهًا
وتَكَحَّلتْ بالرّؤيةِ الأبصارُ
أوحَى لَه المولَى الكريمُ ضنائِنًا
عن غيرِهِ تتحَجَّبُ الأسرارُ
فلِذا طوَى القُرآنُ عنّا ما جرَى
عَجَزَ البَيانُ وضاقَتِ الأسْفَارُ
صلّى عليهِ اللهُ بارِئُ حُسْنِهِ
ما أُنشِدَتْ في مَدْحِهِ الأشْعارُ
والآلِ والأصحابِ ساداتِ الدُّنَى
صُبحُ الهدَى، والسّادَةُ الأحرارُ
والشيخِ عبدِالقادِرِ القُطبِ الذي
كمْ تَنقضِي بجنابِه أوطارُ
---
ذاكر الحنفي:
الحضرة القادرية الشريفة ببغداد
٢٧ / رجب / ١٤٤٦هـ/ ٢٧ / ١ / ٢٠٢٥م
BY Thakir Alhanafe ذاكر الحنفي
Share with your friend now:
tgoop.com/Thakir_AlHanafi/5407