tgoop.com/Y_Dokkali/1804
Last Update:
قوله تعالى ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) [الصافات]
قال يحيى بن سلام في تفسيره 2/837 :
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] بِأَيْدِيكُمْ، أَيْ: خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ ذَلِكَ الَّذِي تَنْحِتُونَ.
حَدَّثَنَاهُ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ.
وهذا يدلك على أن فعل الله غير مخلوق، ردا على الجهمية ومن قال بقولهم.
وقد صنف الإمام البخاري في هذا الباب كتابا جليلا أسماه " خلق أفعال العباد والرد على الجهمية ".
يقول البخاري رحمه الله ص 46 :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ صَانِعَ الْخَزَمِ وَصَنْعَتَهُ». رَوَاهُ وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ .
يريد قوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون)
وقال البخاري أيضا ص 47:
سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [هذا القطان] يَقُولُ: مَا زِلْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ: «إِنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ».
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [البخاري]: " حَرَكَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُهُمْ وَاكْتِسَابُهُمْ وَكِتَابَتُهُمْ مَخْلُوقَةٌ، فَأَمَّا الْقُرْآنُ الْمَتْلُوُّ الْمُبَيَّنُ الْمُثَبَّتُ فِي الْمُصْحَفِ الْمَسْطُورُ الْمَكْتُوبُ الْمُوعَى فِي الْقُلُوبِ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِخَلْقٍ، قَالَ اللَّهُ: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: ٤٩] "
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: «فَأَمَّا الْأَوْعِيَةُ فَمَنْ يَشُكُّ فِي خَلْقِهَا؟»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: ٣] ، وَقَالَ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: ٢١] «، فَذَكَرَ أَنَّهُ يُحْفَظُ وَيُسْطَرُ» .
فهنا صرَّح البخاري بأن أفعال العباد مخلوقة وأن كلام الله ليس بمخلوق.
وقال اللالكائي في السنة 611 :
وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال ثنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري - المعروف بالخفاف - ببخارى يقول : كنا يوما عند أبي إسحاق القرشي ومعنا محمد بن نصر المروزي [ هذا إمام صاحب كتاب السنة وتعظيم قدر الصلاة وغيرها ] فجرى ذكر محمد بن إسماعيل فقال محمد بن نصر: سمعته يقول [أي البخاري] : من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا، وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول.
وقال أبو عمرو الخفاف : "أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسه. فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال: يا أبا عمرو، احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإني لم أقله، إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة" .
فاعجب ممن يرمي البخاري ببدعة اللفظية !.
وعامة الروايات التي فيها اتهام البخاري لا يصح منها شيء.
فماذا بعد الحق إلا الضلال.
BY يوسف بن محمد الدُّكَّالي
Share with your friend now:
tgoop.com/Y_Dokkali/1804