YAZAHR_50AA Telegram 51524
وقفة عند قولِهِ تعالى: {إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذين آمنوا في الحياةِ الدنيا..}
وبيانُ علاقةِ الآيةِ بظُهورِ القائم
:
✦ نقرأ في سورةِ غافر:
{إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذينَ آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد}

هذه الآيةُ تُحدّثُنا نُصرةٍ مِن اللهِ تعالى لكلِّ الرُسُلِ والمؤمنين في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد،
والآيةُ اشتملت على أدواتِ توكيدٍ لتأكيدِ هذا الأمر

ففي قولِهِ: "إنّا لَننصُر" هذه الّلام الّتي اتّصلت بالفعل المُضارع هي لام التوكيد..والحرف (إنّ) في بدايةِ الآية هو لتشديدِ هذا التوكيد

الآيةُ وعدت بنصرِ اللهِ تعالى للرُسُلِ وللمؤمنين في موطنين:
• في الحياةِ الدنيا
• ويوم يقومُ الأشهاد

(الأشهادُ هم الأئمّةُ المعصومين، واليومُ الّذي يقومون فيه هو يومُ القيامة)
ونحنُ لا شأن لنا بيوم القيامةِ هنا،
حديثُنا عن الحياةِ الدنيا

✸ السؤال هنا:
هل الرُسُلُ والمؤمنون نُصِروا في الحياةِ الدنيا؟
متى حصل هذا النصرُ لهم..ونحنُ نرى أنّ أكثرَ الرُسُلِ وأكثرَ المؤمنين خرجوا مِن الدنيا مظلومين مقهورين مُضطهدين لم يُنصروا!

حتّى أئمّتنا الأطهار (بدءاً مِن رسولِ اللهِ وحتّى إمامِنا الزكي العسكري) جميعُهم قُتِلوا،
وإمامُ زماننا غاب، ولولا أنّه غاب لقتلوه أيضاً!

إذاً..فأين هو الوعدُ الإلهيُّ بالنصرِ لهم في الدنيا؟

يُجيبُنا عن هذا السؤال تراجمةُ وحي الله؛ وهم أهلُ البيتِ "عليهم السلام"

❂ حين سأل جميلُ بن درّاج إمامَنا الصادق عن قولِهِ تعالى: {إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويوم يقومُ الأشهاد} قال:
(ذلك واللهِ في الرجعة..أما علِمتَ أنّ أنبياءَ اللهِ تبارك وتعالى كثيراً لم يُنصَروا في الدنيا وقُتلوا..وأئمّةً مِن بعدِهم قُتِلوا ولم يُنصَروا؟! فذلك في الرجعة)
[مختصر بصائر الدرجات]

❂ أيضاً يقولُ إمامُنا الباقر في قولِهِ تعالى: {إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد} قال:
(الحسينُ بنُ عليٍّ منهم، قُتِل ولم يُنصَر بعد، ثمّ قال: واللهِ لقد قُتِل قتَلَةُ الحسين "صلواتُ اللهِ عليه" ولم يُطلَب بدَمِهِ بعد)
[كامل الزيارات]

• قولُ الإمام الباقر: (واللهِ لقد قُتِل قتَلَةُ الحسين ولم يُطلَب بدَمِهِ بعد)
الإمامُ يُبيّنُ هنا أنّ ما حصل على يدِ المُختارِ مِن قتلٍ لقتَلةِ الحسين لا يُعَدُّ نصراً للحسين،
لأنّ معنى النصر أساساً في أصلِ الّلغةِ وحتّى في ثقافةِ العترة معناه؛ هو غلبةُ المظلومِ على الظالم وأخذُ المظلومِ لحقِّهِ مِن الظالم،
هذا معنى النصر في أصلِ الّلغة،
ولكن هذا المعنى تمّ تحريفُهُ بعد السقيفة..فالنصرُ في ثقافتِنا العربيّة الآن هو غلَبةُ طَرَفٍ على طَرَف مِن دون مُلاحظةِ المظلوميّة!
وهذا مُخالفٌ لمعنى النصرِ في أصلِ الّلغة، ومُخالفٌ لمعنى النصرِ في ثقافةِ الكتابِ والعترة،
فالمعنى الصحيح للنصرِ هو غَلَبةُ المظلومِ على الظالم بشكلٍ حِسّيٍّ وظاهرٍ ومُباشر،
وهذا ما لم يحصل على أرضِ كربلاء

الّذي حدَثَ في كربلاء هو أنّ المُجرمين تجاوزوا الحدَّ في ارتكابِ جريمتِهم، والظلامةُ اشتدّت واشتدّت على سيّدِ الشهداء.. ولا زالت هذه الظلامةُ تشتدُّ إلى هذه الّلحظة!
فنصرُ الحسينِ لم يتحقّق بعد..وإنّما مشروعُ الحسينِ يتحرّكُ باتّجاهِ النصر

فالنصرُ الكاملُ للحسين يتحقّقُ في مرحلةِ الرجعةِ العظيمة.. ولِذا فإنّ اسمَ الحسين في مرحلةِ الرجعةِ كما تُخبِرُنا الروايات هو "الحسينُ المُنتصر".. لأنّ النصرَ الكاملَ للحسين يتحقّقُ في زمنِ الرجعةِ العظيمة،
وطلائعُ هذا النصرِ تكونُ عند ظُهورِ إمامِ زمانِنا،
لأنّ الدولةَ المهدويّةَ على عظمَتِها ما هي إلّا مُقدّمةٌ لدولةِ أهلِ البيتِ العُظمى في عصرِ الرجعةِ العظيمة

ويؤكّدُ هذا المعنى إمامُنا الزاكي العسكري في دعائهِ الشريف يومَ مولدِ الحسين، حين يقول وهو يذكرُ أوصافَ سيّدِ الشهداء:
(قتيلِ العَبرةِ وسيّدِ الأُسرةِ الممدودٍ بالنُصرةِ يومَ الكرّة)

يعني أنّ النُصرةَ الحقيقيّةَ للحسين إنّما تكونُ في مرحلةِ الرجعةِ العظيمةٍ الّتي مُقدِّمتُها الدولةُ المهدويّة،
هذا هو الوعدُ الإلهيُّ بالنصرِ للرُسُلِ وللمؤمنين في الدنيا

وهنا في هذه المرحلة (أعني مرحلة الرجعة) يتحقّقُ دعاءُ نبيِّنا في يومِ الغدير: "وانصر مَن نصرَهُ واخذل مَن خَذَلَه"
يتحقّقُ بتمامِ معناه على أرضٍ الواقع

فالنصرُ الحقيقيُّ لعليٍّ ولأولياءِ عليٍّ لم يتحقّق بعد،
هذا النصرُ يتحقّقُ في الرجعة

إذاً كم هي أهميّةُ عقيدةِ الرجعةِ في دينِنا!
إذا كان المشروعُ المحمّديُّ (الّذي هو مشروعُ الخلافةِ الإلهيّةِ على الأرض) إذا كان هذا المشروعُ العظيم لم يتحقّق في حياتِنا بعد، ولا يتحقّقُ إلّا في مرحلةِ الرجعة..إذاً كم هي أهميّةُ عقيدةِ الرجعةِ في عقيدتِنا! فلنتأمّل

الّلهُمّ يا ربَّ الحسين، بحقِّ الحسين، اشفِ صدرَ الحسين، بظُهور الحُجّة



tgoop.com/Yazahr_50aa/51524
Create:
Last Update:

وقفة عند قولِهِ تعالى: {إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذين آمنوا في الحياةِ الدنيا..}
وبيانُ علاقةِ الآيةِ بظُهورِ القائم
:
✦ نقرأ في سورةِ غافر:
{إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذينَ آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد}

هذه الآيةُ تُحدّثُنا نُصرةٍ مِن اللهِ تعالى لكلِّ الرُسُلِ والمؤمنين في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد،
والآيةُ اشتملت على أدواتِ توكيدٍ لتأكيدِ هذا الأمر

ففي قولِهِ: "إنّا لَننصُر" هذه الّلام الّتي اتّصلت بالفعل المُضارع هي لام التوكيد..والحرف (إنّ) في بدايةِ الآية هو لتشديدِ هذا التوكيد

الآيةُ وعدت بنصرِ اللهِ تعالى للرُسُلِ وللمؤمنين في موطنين:
• في الحياةِ الدنيا
• ويوم يقومُ الأشهاد

(الأشهادُ هم الأئمّةُ المعصومين، واليومُ الّذي يقومون فيه هو يومُ القيامة)
ونحنُ لا شأن لنا بيوم القيامةِ هنا،
حديثُنا عن الحياةِ الدنيا

✸ السؤال هنا:
هل الرُسُلُ والمؤمنون نُصِروا في الحياةِ الدنيا؟
متى حصل هذا النصرُ لهم..ونحنُ نرى أنّ أكثرَ الرُسُلِ وأكثرَ المؤمنين خرجوا مِن الدنيا مظلومين مقهورين مُضطهدين لم يُنصروا!

حتّى أئمّتنا الأطهار (بدءاً مِن رسولِ اللهِ وحتّى إمامِنا الزكي العسكري) جميعُهم قُتِلوا،
وإمامُ زماننا غاب، ولولا أنّه غاب لقتلوه أيضاً!

إذاً..فأين هو الوعدُ الإلهيُّ بالنصرِ لهم في الدنيا؟

يُجيبُنا عن هذا السؤال تراجمةُ وحي الله؛ وهم أهلُ البيتِ "عليهم السلام"

❂ حين سأل جميلُ بن درّاج إمامَنا الصادق عن قولِهِ تعالى: {إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويوم يقومُ الأشهاد} قال:
(ذلك واللهِ في الرجعة..أما علِمتَ أنّ أنبياءَ اللهِ تبارك وتعالى كثيراً لم يُنصَروا في الدنيا وقُتلوا..وأئمّةً مِن بعدِهم قُتِلوا ولم يُنصَروا؟! فذلك في الرجعة)
[مختصر بصائر الدرجات]

❂ أيضاً يقولُ إمامُنا الباقر في قولِهِ تعالى: {إنّا لَننصُرُ رُسُلَنا والّذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد} قال:
(الحسينُ بنُ عليٍّ منهم، قُتِل ولم يُنصَر بعد، ثمّ قال: واللهِ لقد قُتِل قتَلَةُ الحسين "صلواتُ اللهِ عليه" ولم يُطلَب بدَمِهِ بعد)
[كامل الزيارات]

• قولُ الإمام الباقر: (واللهِ لقد قُتِل قتَلَةُ الحسين ولم يُطلَب بدَمِهِ بعد)
الإمامُ يُبيّنُ هنا أنّ ما حصل على يدِ المُختارِ مِن قتلٍ لقتَلةِ الحسين لا يُعَدُّ نصراً للحسين،
لأنّ معنى النصر أساساً في أصلِ الّلغةِ وحتّى في ثقافةِ العترة معناه؛ هو غلبةُ المظلومِ على الظالم وأخذُ المظلومِ لحقِّهِ مِن الظالم،
هذا معنى النصر في أصلِ الّلغة،
ولكن هذا المعنى تمّ تحريفُهُ بعد السقيفة..فالنصرُ في ثقافتِنا العربيّة الآن هو غلَبةُ طَرَفٍ على طَرَف مِن دون مُلاحظةِ المظلوميّة!
وهذا مُخالفٌ لمعنى النصرِ في أصلِ الّلغة، ومُخالفٌ لمعنى النصرِ في ثقافةِ الكتابِ والعترة،
فالمعنى الصحيح للنصرِ هو غَلَبةُ المظلومِ على الظالم بشكلٍ حِسّيٍّ وظاهرٍ ومُباشر،
وهذا ما لم يحصل على أرضِ كربلاء

الّذي حدَثَ في كربلاء هو أنّ المُجرمين تجاوزوا الحدَّ في ارتكابِ جريمتِهم، والظلامةُ اشتدّت واشتدّت على سيّدِ الشهداء.. ولا زالت هذه الظلامةُ تشتدُّ إلى هذه الّلحظة!
فنصرُ الحسينِ لم يتحقّق بعد..وإنّما مشروعُ الحسينِ يتحرّكُ باتّجاهِ النصر

فالنصرُ الكاملُ للحسين يتحقّقُ في مرحلةِ الرجعةِ العظيمة.. ولِذا فإنّ اسمَ الحسين في مرحلةِ الرجعةِ كما تُخبِرُنا الروايات هو "الحسينُ المُنتصر".. لأنّ النصرَ الكاملَ للحسين يتحقّقُ في زمنِ الرجعةِ العظيمة،
وطلائعُ هذا النصرِ تكونُ عند ظُهورِ إمامِ زمانِنا،
لأنّ الدولةَ المهدويّةَ على عظمَتِها ما هي إلّا مُقدّمةٌ لدولةِ أهلِ البيتِ العُظمى في عصرِ الرجعةِ العظيمة

ويؤكّدُ هذا المعنى إمامُنا الزاكي العسكري في دعائهِ الشريف يومَ مولدِ الحسين، حين يقول وهو يذكرُ أوصافَ سيّدِ الشهداء:
(قتيلِ العَبرةِ وسيّدِ الأُسرةِ الممدودٍ بالنُصرةِ يومَ الكرّة)

يعني أنّ النُصرةَ الحقيقيّةَ للحسين إنّما تكونُ في مرحلةِ الرجعةِ العظيمةٍ الّتي مُقدِّمتُها الدولةُ المهدويّة،
هذا هو الوعدُ الإلهيُّ بالنصرِ للرُسُلِ وللمؤمنين في الدنيا

وهنا في هذه المرحلة (أعني مرحلة الرجعة) يتحقّقُ دعاءُ نبيِّنا في يومِ الغدير: "وانصر مَن نصرَهُ واخذل مَن خَذَلَه"
يتحقّقُ بتمامِ معناه على أرضٍ الواقع

فالنصرُ الحقيقيُّ لعليٍّ ولأولياءِ عليٍّ لم يتحقّق بعد،
هذا النصرُ يتحقّقُ في الرجعة

إذاً كم هي أهميّةُ عقيدةِ الرجعةِ في دينِنا!
إذا كان المشروعُ المحمّديُّ (الّذي هو مشروعُ الخلافةِ الإلهيّةِ على الأرض) إذا كان هذا المشروعُ العظيم لم يتحقّق في حياتِنا بعد، ولا يتحقّقُ إلّا في مرحلةِ الرجعة..إذاً كم هي أهميّةُ عقيدةِ الرجعةِ في عقيدتِنا! فلنتأمّل

الّلهُمّ يا ربَّ الحسين، بحقِّ الحسين، اشفِ صدرَ الحسين، بظُهور الحُجّة

BY هُتِك حجابُ الله


Share with your friend now:
tgoop.com/Yazahr_50aa/51524

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month. SUCK Channel Telegram Judge Hui described Ng as inciting others to “commit a massacre” with three posts teaching people to make “toxic chlorine gas bombs,” target police stations, police quarters and the city’s metro stations. This offence was “rather serious,” the court said. Add up to 50 administrators Telegram is a leading cloud-based instant messages platform. It became popular in recent years for its privacy, speed, voice and video quality, and other unmatched features over its main competitor Whatsapp.
from us


Telegram هُتِك حجابُ الله
FROM American