AALMAKKI Telegram 9902
🔊 حُكْمُ التَّهْنِئَةِ بِالعَاَمِ المِيِلاَدِيِّ الجَدِيِدِ وَحَمَلَاَتِ التَّسَامُحِ وَالاعتِذَاَرِ وَالاسْتِغْفَاَرِ فِي نِهايتِهَا؟

الحَمْدُ للهِ ، ﻭَﺍﻟﺼَّﻼ‌َﺓُ ﻭَﺍﻟﺴَّﻼ‌َﻡُ ﻋَﻠﻰَ ﺭَﺳُﻮُﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟِﻪِ ﻭﺻَﺤﺒِﻪِ ﺃَجمَعِيِنَ ، ومَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَاَنٍ إِلىَ يَوْمِ الدِّيِنِ .

- أَﻣَّﺎَ بَعْدُ -

فَقدِ انتَشَرتِ الدَّعوةُ والتَدَرُّجُ في نَشْرِ البِّدَعِ وَكَثُرَتْ جِدَّاً وَتَطَوَّرتْ مَعَ انْفِتَاحِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الحَدِيثَةِ وتَنَوِّعِهَا وكَثْرتِها وتَطَوُّرِها ؛ كالدَّعوةِ إلى التَّهنِئَةِ بِأعيَادِ الجَاهِلَيَّةِ النَّصرَانِيَّةِ وَغيرِهَا مِنَ الأُمُورِ الأُخرىَ كَتَخصِيصِ آخِرِ العَامِ المِيلاَديِّ أو الهِجريِّ بِالتَّهانيَ وَبِاعتِذَارَاتٍ وَتَسَامُحٍ! وبدَعَوَاتِ ، وَبِحَمَلاَتِ اسْتِغفَارٍ ودُعَاءٍ ... إِلخِ البِّدعِ وَالضَّلاَلاَتِ ، فَيَجِبُ الحَذَرَ وَالتَّحذَيرَ مَنْ الإِحدَاثِ فِي دِينِ اللهِ مَالَمْ يُنَزِّلُ اللهُ بِهِ سُلطَانَاً ، وَبِنَاءً عَلىَ ذَلِكَ سَأَنْقُلُ كَلاَمَ أَهْلِ العِلْمِ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ العَادَاتِ الجَاهِليَّةِ :

❍ سُئِلَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابنِ تيميَّة - رَحِمَہُ اللهُ تَعَالــﮯَ -

(سؤال) : عمّن يفعل من المسلمين : مثل طعام النصارى في النَّيروز ، ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس ، والميلاد ، وخميس العدس ، وسبت النُّور ، ومن يبيعهم شيئاً يستعينون به على أعيادهم أيجوز للمسلمين أن يفعلوا شيئا من ذلك أم لا؟

(فأجاب) : " الحمدُ للهِ لا يَحِلُّ للمُسلمينَ أَنْ يتشبَّهوا بهم في شيءٍ ، ممَّا يختصُّ بأعيادهم ، لا من طعامٍ ، ولا لباسٍ ولا اغتسالٍ ، ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادةٍ من معيشةٍ أو عبادةٍ ، وغير ذلك ، ولا يَحِلُّ فعل وليمةٍ ، ولا الإهداء ، ولا البيع بما يُستعانُ به على ذلك لأجل ذلك ، ولا تمكين الصِّبيانِ ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينةٍ ، وبالجُملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيءٍ من شعائرهم ، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام ، لا يخُصّه المُسلمون بشيءٍ من خصائصهم ... وأمَّا تخصيصه بما تقدم ذكره : فلا نزاع فيه بين العلماء ، بل قد ذهب طائفةٌ من العُلماء إلى كُفرِ من يفعل هذه الأمور ، لما فيها من تعظيمِ شعائرِ الكُفرِ ، وقال طائفةٌ منهم : من ذبحَ نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيراً ، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي اللهُ عنهما - : (مَنْ تأسَّىّ ببلاد الأعاجم ، وصنع نيروزهم ، ومهرجانهم ، وتشبَّه بهم حتى يموت وهو كذلك : حُشِرَ معهم يوم القيامة) ، وفي سنن أبي داود : عن ثابت بن الضَّحاك قال : نَذَرَ رجلٌ على عهد رسول اللهِ ﷺ أَنْ يَنْحَرَ إِبلاً ببُوانة ، فأتىَ رسول الله ﷺ ، فقال : إنّي نذرتُ أَنْ أنْحرَ إِبلاً ببُوانة ، فقال النَّبيُّ ﷺ : (هل كان فيها من وثنٍ يُعبد من دون اللهِ من أوثان الجاهلية؟ قال : لا ، قال : فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قال : لا ، قال رسول الله ﷺ : أوفِ بنذركَ ، فإنّه لا وفاء لنذرٍ في معصية اللهِ ، ولا فيما لا يملك ابن آدم) ، فلم يأذن النبيّ ﷺ لهذا الرجل أن يُوفي بنذره ، مع أنَّ الأصل في الوفاء أَنْ يكون واجباً ، حتى أخبره أنه لم يكن بها عيدٌ من أعياد الكُفَّار ، وقال : (لا وفاء لنذرٍ في معصية اللَّهِ) ؛ فإذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية ، فكيف بمشاركتهم في نفس العيد؟ بل قد شرط عليهم أمير المومنين عُمر بن الخطَّاب - رضي اللهُ عنه - والصَّحابة وسائر أئمة  المسلمين أن لا يظهروا أعيادهم في دار المسلمين ، وإنما يعملونها سراً في مساكنهم ، فكيف إذا أظهرها المسلمون أنفسهم؟ حتى قال عمر بن الخطاب - رضي اللهُ عنه - : (لا تتعلَّمُوا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ، فإن السخط ينزل عليهم) ، وإذا كان الداخل لفرجة أو غيرها منهياً عن ذلك ؛ لأَنَّ السَّخطَ ينزلُ عليهم ، فكيف بمنْ يفعل ما يُسخطُ اللهَ به عليهم ، ممّا هي من شعائر دينهم؟! وقد قال غيرُ واحدٍ من السَّلف في قوله تعالى : ﴿والذِيْنَ لَاَ يشْهَدْوْنَ الزُّوْرَ﴾ ، قالوا أعياد الكفار ، فإذا كان هذا في شهودها من غير فعلٍ ، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها ، وقد رُوي عن النَّبيِّ ﷺ في المُسند والسُّنن ، أنه قال : (مَنْ تَشبَّهَ بِقَومٍ فهو منهم) ، وفي لفظٍ : (ليسَ منَّا مَنْ تشبَّهَ بغيرنا) وهو حديثٌ جيدٌ ؛ فإذا كان هذا في التشبه بهم ، وإن كان من العادات ، فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغُ من ذلك ..."  اﻫـ .

↷ انظر : (المجموع له) (٣٢٩/٢٥) .

              ----------

❍ وَﻗَﺎَﻝَ الإمَاَمُ الحَاَفِظُ ابْنُ القَيِّمْ - رَحِمَہُ اللهُ تَعَاَلَــﮯَ -



tgoop.com/aalmakki/9902
Create:
Last Update:

🔊 حُكْمُ التَّهْنِئَةِ بِالعَاَمِ المِيِلاَدِيِّ الجَدِيِدِ وَحَمَلَاَتِ التَّسَامُحِ وَالاعتِذَاَرِ وَالاسْتِغْفَاَرِ فِي نِهايتِهَا؟

الحَمْدُ للهِ ، ﻭَﺍﻟﺼَّﻼ‌َﺓُ ﻭَﺍﻟﺴَّﻼ‌َﻡُ ﻋَﻠﻰَ ﺭَﺳُﻮُﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟِﻪِ ﻭﺻَﺤﺒِﻪِ ﺃَجمَعِيِنَ ، ومَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَاَنٍ إِلىَ يَوْمِ الدِّيِنِ .

- أَﻣَّﺎَ بَعْدُ -

فَقدِ انتَشَرتِ الدَّعوةُ والتَدَرُّجُ في نَشْرِ البِّدَعِ وَكَثُرَتْ جِدَّاً وَتَطَوَّرتْ مَعَ انْفِتَاحِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الحَدِيثَةِ وتَنَوِّعِهَا وكَثْرتِها وتَطَوُّرِها ؛ كالدَّعوةِ إلى التَّهنِئَةِ بِأعيَادِ الجَاهِلَيَّةِ النَّصرَانِيَّةِ وَغيرِهَا مِنَ الأُمُورِ الأُخرىَ كَتَخصِيصِ آخِرِ العَامِ المِيلاَديِّ أو الهِجريِّ بِالتَّهانيَ وَبِاعتِذَارَاتٍ وَتَسَامُحٍ! وبدَعَوَاتِ ، وَبِحَمَلاَتِ اسْتِغفَارٍ ودُعَاءٍ ... إِلخِ البِّدعِ وَالضَّلاَلاَتِ ، فَيَجِبُ الحَذَرَ وَالتَّحذَيرَ مَنْ الإِحدَاثِ فِي دِينِ اللهِ مَالَمْ يُنَزِّلُ اللهُ بِهِ سُلطَانَاً ، وَبِنَاءً عَلىَ ذَلِكَ سَأَنْقُلُ كَلاَمَ أَهْلِ العِلْمِ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ العَادَاتِ الجَاهِليَّةِ :

❍ سُئِلَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابنِ تيميَّة - رَحِمَہُ اللهُ تَعَالــﮯَ -

(سؤال) : عمّن يفعل من المسلمين : مثل طعام النصارى في النَّيروز ، ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس ، والميلاد ، وخميس العدس ، وسبت النُّور ، ومن يبيعهم شيئاً يستعينون به على أعيادهم أيجوز للمسلمين أن يفعلوا شيئا من ذلك أم لا؟

(فأجاب) : " الحمدُ للهِ لا يَحِلُّ للمُسلمينَ أَنْ يتشبَّهوا بهم في شيءٍ ، ممَّا يختصُّ بأعيادهم ، لا من طعامٍ ، ولا لباسٍ ولا اغتسالٍ ، ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادةٍ من معيشةٍ أو عبادةٍ ، وغير ذلك ، ولا يَحِلُّ فعل وليمةٍ ، ولا الإهداء ، ولا البيع بما يُستعانُ به على ذلك لأجل ذلك ، ولا تمكين الصِّبيانِ ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينةٍ ، وبالجُملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيءٍ من شعائرهم ، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام ، لا يخُصّه المُسلمون بشيءٍ من خصائصهم ... وأمَّا تخصيصه بما تقدم ذكره : فلا نزاع فيه بين العلماء ، بل قد ذهب طائفةٌ من العُلماء إلى كُفرِ من يفعل هذه الأمور ، لما فيها من تعظيمِ شعائرِ الكُفرِ ، وقال طائفةٌ منهم : من ذبحَ نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيراً ، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي اللهُ عنهما - : (مَنْ تأسَّىّ ببلاد الأعاجم ، وصنع نيروزهم ، ومهرجانهم ، وتشبَّه بهم حتى يموت وهو كذلك : حُشِرَ معهم يوم القيامة) ، وفي سنن أبي داود : عن ثابت بن الضَّحاك قال : نَذَرَ رجلٌ على عهد رسول اللهِ ﷺ أَنْ يَنْحَرَ إِبلاً ببُوانة ، فأتىَ رسول الله ﷺ ، فقال : إنّي نذرتُ أَنْ أنْحرَ إِبلاً ببُوانة ، فقال النَّبيُّ ﷺ : (هل كان فيها من وثنٍ يُعبد من دون اللهِ من أوثان الجاهلية؟ قال : لا ، قال : فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قال : لا ، قال رسول الله ﷺ : أوفِ بنذركَ ، فإنّه لا وفاء لنذرٍ في معصية اللهِ ، ولا فيما لا يملك ابن آدم) ، فلم يأذن النبيّ ﷺ لهذا الرجل أن يُوفي بنذره ، مع أنَّ الأصل في الوفاء أَنْ يكون واجباً ، حتى أخبره أنه لم يكن بها عيدٌ من أعياد الكُفَّار ، وقال : (لا وفاء لنذرٍ في معصية اللَّهِ) ؛ فإذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية ، فكيف بمشاركتهم في نفس العيد؟ بل قد شرط عليهم أمير المومنين عُمر بن الخطَّاب - رضي اللهُ عنه - والصَّحابة وسائر أئمة  المسلمين أن لا يظهروا أعيادهم في دار المسلمين ، وإنما يعملونها سراً في مساكنهم ، فكيف إذا أظهرها المسلمون أنفسهم؟ حتى قال عمر بن الخطاب - رضي اللهُ عنه - : (لا تتعلَّمُوا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ، فإن السخط ينزل عليهم) ، وإذا كان الداخل لفرجة أو غيرها منهياً عن ذلك ؛ لأَنَّ السَّخطَ ينزلُ عليهم ، فكيف بمنْ يفعل ما يُسخطُ اللهَ به عليهم ، ممّا هي من شعائر دينهم؟! وقد قال غيرُ واحدٍ من السَّلف في قوله تعالى : ﴿والذِيْنَ لَاَ يشْهَدْوْنَ الزُّوْرَ﴾ ، قالوا أعياد الكفار ، فإذا كان هذا في شهودها من غير فعلٍ ، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها ، وقد رُوي عن النَّبيِّ ﷺ في المُسند والسُّنن ، أنه قال : (مَنْ تَشبَّهَ بِقَومٍ فهو منهم) ، وفي لفظٍ : (ليسَ منَّا مَنْ تشبَّهَ بغيرنا) وهو حديثٌ جيدٌ ؛ فإذا كان هذا في التشبه بهم ، وإن كان من العادات ، فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغُ من ذلك ..."  اﻫـ .

↷ انظر : (المجموع له) (٣٢٩/٢٥) .

              ----------

❍ وَﻗَﺎَﻝَ الإمَاَمُ الحَاَفِظُ ابْنُ القَيِّمْ - رَحِمَہُ اللهُ تَعَاَلَــﮯَ -

BY فَوَاَئِدُ أَبِي عَبْدِ الرَّحمَنِ المَكِّيِّ العِلْمِيَّةِ


Share with your friend now:
tgoop.com/aalmakki/9902

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The best encrypted messaging apps Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place. Over 33,000 people sent out over 1,000 doxxing messages in the group. Although the administrators tried to delete all of the messages, the posting speed was far too much for them to keep up. Informative With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language.
from us


Telegram فَوَاَئِدُ أَبِي عَبْدِ الرَّحمَنِ المَكِّيِّ العِلْمِيَّةِ
FROM American