tgoop.com/aapp2233/18338
Last Update:
ثانيًا: الكَمُّ: ويَتضمَّنُ علاقَتَي:
1- الكلِّيَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على الكلِّ ويُرادَ الجزْءُ، كقَولِه تعالى: وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ فالمُرادُ: جعَلوا أطْرافَ أصابِعِهم في آذانِهم؛ إذْ لا يُمكِنُ أنْ يَضعَ الإنْسانُ إصْبَعَه كلَّه في أذُنِه، ومَقْصودُ الآيةِ الإعْراضُ عن نَبيِّ اللهِ نُوحٍ عليه السَّلامُ، وصُدودُ المُشرِكينَ عنه؛ فلِهذا أتَتِ الآيةُ بتلك المُبالَغةِ، وهُو أنَّهم يَجعلونَ أصابِعَهم جَميعَها في آذانِهم مِن شدَّةِ خَوفِهم مِن سَماعِ ما يقولُ. والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ إدْخالِ الأصابِعِ كلِّها في الأذُنَينِ.
وتقولُ: شَرِبْتُ ماءَ النِّيلِ، تُريدُ بعضَه؛ لاسْتِحالةِ أنْ تَشرَبَه كلَّه .
2- الجُزئيَّةِ: وهِي عكْسُ السَّابِقةِ، وهِي أنْ تَذكُرَ الجزْءَ وتُريدَ الكلَّ، كقَولِه تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
فالمَقْصودُ بلفْظِ الرَّقَبةِ العْبدُ -أوِ الأَمَةُ- الَّذي يُحرِّرُه القاتِلُ، غيْرَ أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ذكَر رَقبةً، وهِي جزْءٌ، وأرادَ الكلَّ. والقَرينةُ أنَّه لا يَصِحُّ تَحريرُ الرَّقبةِ حتَّى يَتحرَّرَ العبْدُ كلُّه.
ومنْها قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ: الوافر
وكم علَّمْتُه نظْمَ القَوافي
فلمَّا قال قافِيةً هَجاني
فإنَّه أرادَ بالقافِيةِ هنا ما هو أعَمُّ منه، وهُو بيْتُ الشِّعْرِ أوِ القَصيدةُ فما فوقَ، وعبَّر عنْها بالقافِيةِ؛ لأنَّها جزؤُه الَّذي يَتميَّزُ به، والقَرينةُ أنَّ القافِيةَ لا تُقالُ بغيرِ بيْتٍ يَظهَرُ فيه العَروضُ والضَّربُ والتَّفْعيلةُ، ونحْوُ هذا.
ويُشْترطُ في هذه العَلاقَةِ أنْ يكونَ الجزْءُ المَنطوقُ له خَصِيصةٌ بالكُلِّ المُرادِ، فتقولَ: أطْلَق السُّلطانُ عُيونَه في النَّاسِ، تَقصِدُ الجَواسيسَ؛ لأنَّ العَينَ هي الَّتي يُنظَرُ بها، فكانت أهَمَّ مِيزةٍ في الجاسوسِ؛ ولِهذا لا يَجوزُ أنْ يُقالَ: أطْلَق السُّلطانُ يدَه في النَّاسِ، ويكونَ المَقْصودُ بها ذلك، فإطْلاقُ الرَّقبةِ وإرادَةُ الإنْسانِ كلِّه كذلك؛ إذْ لا يَحيا الإنْسانُ بغيرِ رَقَبةٍ، بخِلافِ اليدِ والرِّجْلِ والأذُنِ والعَينِ ونحْوِها؛ فلا يُقالُ: "عِتْقُ عَينٍ"
BY لغة الضاد والأضداد للرخصة المهنية .
Share with your friend now:
tgoop.com/aapp2233/18338